يمكن للعديد من العائلات التي لديها أطفال صغار أن تتنفس الصعداء أخيراً. فلأول مرة منذ بدء الجائحة خلال العامين الماضيين، سيتوفر لقاحان لكوفيد-19 للأطفال الذين يعيشون في الولايات المتحدة ممن تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات. يأتي هذا الإعلان بعد تصويت إدارة الغذاء والدواء (FDA) بالإجماع الأسبوع الماضي بالتوصية بمنح ترخيص الاستخدام الطارئ للقاحي الرنا المرسال اللذين تنتجهما شركتا فايزر وموديرنا. يمكن أن تزيد اللقاحات من الحماية ضد الفيروس لـ 20 مليون طفل إضافي في جميع أنحاء البلاد.
بدء توريد اللقاحات
تخطط إدارة بايدن لشحن 10 ملايين جرعة لقاح إلى العديد من الولايات التي طلبت اللقاحات مسبقاً، وستتبعها ملايين أخرى في الأسابيع المقبلة. ستبدأ عمليات التسليم إلى المواقع ذات الأولوية القصوى مثل مستشفيات الأطفال حيث يوجد العديد من الأطفال المعرضين للخطر. وقد طلبت جميع الولايات باستثناء فلوريدا جرعات اللقاح استعداداً للموافقة عليها، وبذلك ستكون اللقاحات متاحة في كل مكان تقريباً في البلاد اعتباراً من 21 يونيو/حزيران. سمحت حكومة فلوريدا للأطباء فقط بطلب لقاحات كوفيد للأطفال دون سن الخامسة اعتباراً من الشهر الماضيعلى الرغم من أن إدارة الصحة بالولاية تقول إنها "كانت متاحة دائماً لمقدمي الرعاية الصحية". وقد ذكر المسؤولون في فلوريدا أنهم لن يساعدوا في توزيع اللقاحات أو يشجعوا الآباء على تلقيح أطفالهم. لذلك من المحتمل أن تتأخر اللقاحات بضعة أيام في الولاية.
اقرأ أيضاً: قريباً جداً: الأطفال على قائمة المتلقين للقاحات كوفيد-19
يمكن للآباء والأمهات في أماكن أخرى في الولايات المتحدة حجز مواعيد في عيادات أطباء الأطفال أو المراكز الصحية المجتمعية أو المستشفيات أو الصيدليات المحلية. وقد قال منسق استجابة البيت الأبيض لكوفيد-19، آشيش جها، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر: «مع بدء وصول جرعات اللقاح إلى جميع أنحاء البلاد، ستكون متاحةً في المزيد من المرافق، وستتاح المزيد من المواعيد لأخذ اللقاح. نتوقع أن يتمكن جميع الآباء الذين يرغبون بتلقيح أطفالهم من الحصول على موعد في غضون أسابيع قليلة».
على الرغم من أنه سيتم إرسال اللقاحات إلى الصيدليات، إلا أن القانون الفيدرالي في العديد من الولايات يحظر على الصيدلي تطعيم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات. تقول شركة والغرينز، وهي صاحبة أكبر سلسلة صيدليات في الولايات المتحدة، إنها ستقوم بتطعيم الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 3 سنوات؛ ووفقاً لموقع ياهو نيوز، ستقدم شركة سي في إس الصحية اللقاح للأطفال بين 18 شهراً و4 سنوات في 1100 عيادة من عيادات مينيت كلينيك التابعة لها.
ولكن بالنسبة للجزء الأكبر، سيكون أطباء الأسرة هم من سيقوم بتطعيم الأطفال الصغار ضد كوفيد. تقول طبيبة الطوارئ والمحللة الطبية في شبكة سي إن إن، لينا وين، في مقابلة: «المكان الأول الذي أنصح الآباء المتحمسين بالذهاب إليه هو عيادة طبيب الأطفال. فالآباء معتادون على تلقيح أطفالهم هناك ويعلم طبيب الأطفال متى وما إذا كان من المقرر إعطاء اللقاح».
قد يتساءل أولياء الأمور أيضاً عن اللقاح الذي يجب عليهم اختياره لأطفالهم. كما هو الحال مع لقاحات كوفيد-19 للبالغين، سيكون لقاحا فايزر وموديرنا متوفرين في الصيدليات وعيادات الأطباء. ولكن يمكن أيضاً الاتصال مسبقاً أو التحقق من موقع الصيدلية على الإنترنت لمعرفة أين يتم تقديم اللقاح الذي تفضله.
اقرأ أيضاً: ما زلت متردداً بشأن لقاحات كوفيد-19؟ اقرأ هذا إذاً
أي اللقاحات أفضل؟
فيما يتعلق بأي اللقاحين أفضل، تظهر بيانات التجارب السريرية أن كلاهما آمن وفعال. ينطوي لقاح فايزر المخصص للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 4 سنوات على ثلاث جرعات، بينما من المتوقع أن تتم الموافقة على لقاح موديرنا للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات.
بالنسبة للآباء الذين يرغبون في تلقيح أطفالهم بالكامل بأسرع ما يمكن، يمكن أن يكون لقاح موديرنا المكون من جرعتين هو الخيار المناسب. تقول وين لشبكة سي إن إن: «إذا أخذ الطفل الجرعة الأولى الأسبوع القادم، فقد يتم تطعيمه بالكامل بحلول منتصف أغسطس/آب في الوقت المناسب قبل بدء العام الدراسي المقبل». يستغرق التطعيم الكامل بلقاح فايزر ذو الجرعات الثلاث وقتاً أطول، ولكنه يوفر حمايةً ضد الحالات المصحوبة بأعراض بنسبة 80.3%.
اقرأ أيضاً: ما تأثير اللقاحات على عدوى كوفيد-19 طويل الأمد؟
التوقيت مهم أيضاً نظراً لانتشار موجات جديدة من كوفيد في جميع أنحاء البلاد. تسبب متغير أوميكرون في عدد كبير من الحالات بين الأطفال، وقد كان احتمال دخول الأطفال دون سن الخامسة إلى المستشفى عند الإصابة به أكبر بخمس أضعاف من الحالات التي تسبب بها متغير دلتا الذي كان سائداً في السابق. وعلى الرغم من أن خطر تعرض الأطفال لمرض شديد من كوفيد منخفض، إلا أن بإمكانهم حمل الفيروس ونقله إلى الآخرين. يمكن أن تساعد التطعيمات في إبطاء انتشار الفيروس، وتقليل الحالات التي تدخل إلى المستشفيات، ومنح الآباء ثقة أكبر لإرسال أطفالهم إلى المدرسة.