نشرت دورية «ساينس مجازين» تقريراً في الـ 23 من مارس/ آذار الجاري، حول إحتمالية استخدام لقاح السل المعروف «بي سي جي» كلقاح مضاد لفيروس كورونا. كما حصل الباحثون في معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن، أستراليا، على موافقة الصحة العالمية للبدء في تجربة اللقاح على عينة عشوائية مكونة من نحو 4000 من الكادر الطبي في المستشفيات، والمرضى كبار السن وهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض، وأمراض الجهاز التنفسي، حيث من المتوقع أن تظهر النتائج في غضون 6 أشهر.
كما سيبدأ فريق في هولندا أولى التجارب على 1000 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في 8 مستشفيات هولندية، حيث سيحصلون إما على لقاح (بي سي جي)، أو علاج بديل.
لماذا لقاح السل؟
إذا نظرنا إلى استخدام اللقاحات بشكلٍ عام، سنجد أن الهدف منها تعزيز استجابة جهاز المناعة للتصدي لمسببات الأمراض من البكتيريا والفيروسات. بدأ تطوير لقاح السل (بي سي جي) على مدى 13 عاماً منذ عام 1908 إلى 1921، من قبل العلمالمين الفرنسيين «ألبرت كالميت» و«كاميل جيرين». يتم تحضير اللقاح من سلالة ضعيفة من المتفطرة البكتيرية (بكتيريا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسل، والتي تسبب المرض).
يعطى هذا اللقاح للأطفال بعد السنة الأولى من حياتهم، حيث يعطي استجابة مناعية تمنع حوالي 60% من حالات السل لدى الأطفال في المتوسط. وعلى الرغم من أن اللقاح يعطى لمرض تسببه بكتيريا، لكن وفقاً لنتائج دراسة أجريت عام 2017، أظهرت أنه قد يكون له القدرة على تعزيز استجابة جهاز المناعة لمكافحة مسببات الأمراض الفيروسية، مثل فيروس الحمى الصفراء، وربما مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا، كما يدرب جهاز المناعة على الاستجابة للجراثيم بكثافة أكبر.
كما أظهرت نتائج دراسات إكلينيكية نشرها الباحثان الدنماركين «بيتر آبي» و«كريستين ستابيل بن» على مدى عدة عقود؛ أن لقاح بي سي جي يمنع حوالي 30% من العدوى بأي أمراض، بما فيها الأمراض التي تسببها الفيروسات، وذلك في السنة الأولى بعد حصول الشخص عليه.
كما أظهرت العدد من الدراسات أن الأفراد الذين يحصلون على لقاح بي سي جي يصابون تقل احتمال إصابتهم بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية. يأمل الباحثون أن تعطي هذه المناعة الفطرية المحسنة وقتاً كافياً لتطوير لقاح خاص بفيروس كورونا.