احتفلت وكالة الإمارات للفضاء في 9 فبراير/شباط 2024 بمرور 3 سنوات على نجاح مشروع مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، التي تعد أول مهمة استكشاف فضائية تنفذها دولة عربية، وأعلن القائمون على المهمة استمرار نجاحها وفاعليتها في تقديم سلسلة من الاكتشافات المتعلقة بالغلاف الجوي للمريخ على مدار عام مريخي كامل، وشارك الفريق العلمي لمسبار الأمل عدة صور تُنشر أول مرة عن الغلاف الجوي للمريخ، مع ذكر المساهمات العلمية الإضافية التي حققها.
اقرأ أيضاً: الفريق العلمي: مسبار الأمل سيكون نافذة علمية مفتوحة للعالم
الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ
الهدف الأساسي من إرسال مسبار الأمل إلى المريخ حسب وكالة الإمارات للفضاء، هو إجراء دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوي المختلفة وأسباب فقدان غازي الهيدروجين والأوكسجين من غلافه الجوي في مهمة كانت ستستمر مدة سنة مريخية واحدة فقط، أي ما يساوي سنتين أرضيتين، ولتحقيق ذلك خُطط للمسبار القيام بالمهام التالية:
- دراسة العوامل التي سببت تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، من خلال تحديد مسار خروج ذرات الهيدروجين والأوكسجين منه.
- استقصاء العلاقة بين طبقتي الغلاف الجوي الدنيا والعليا للمريخ.
- التقاط صور تُعد الأولى عالمياً لطريقة تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول العام.
- مراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ مثل العواصف الغبارية وتغيرات درجات الحرارة، وتنوّع أنماط المناخ تبعاً لتضاريس المريخ المتنوعة.
- الكشف عن أسباب تآكل سطح المريخ.
- البحث بارتباطات للطقس الحالي والظروف المناخية قديماً للكوكب الأحمر.
اقرأ أيضاً: مسبار الأمل: الإمارات إلى المريخ لأن الواقع أفضل من الحلم
الإنجازات التي حققها مسبار الأمل في 2024
وفقاً للمدير العام لوكالة الإمارات للفضاء بطي القبيسي، حققت مهمة مسبار الأمل أهدافها الأساسية وتجاوزتها بتحقيق عدة أهداف أخرى، إذ استطاع المسبار رصد التغيرات الموسمية والنهارية والسنوية للغلاف الجوي للمريخ، ومن ضمنها التأثير الشمسي الذي يُعد من أبرز العوامل التي أدّت إلى تلاشي الطبقة العليا للغلاف الجوي للمريخ، مع دراسة تحركات المريخ وفق معايير قياس الزمن والمكان.
وصرّح مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ حور المازمي بأنهم قرروا تمديد رحلة مسبار الأمل في سبيل المساهمة في تحقيق اكتشافات فريدة، من أبرزها رصد أشكال جديدة للشفق المريخي، وتقديم صور لم يسبق التقاطها لقمر المريخ ديموس.
اقرأ أيضاً: مسبار الأمل يلتقط أول صورة لظاهرة الشفق المنفصل في المريخ
الصور التي شاركها فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ العلمي
شارك الفريق العلمي لمسبار الأمل مجموعة من الصور أول مرة، والتي تعرض تغيرات انبعاثات الأوكسجين على مدار أكثر من عام مريخي في الغلاف الجوي للمريخ، حيث التُقطت هذه الصور بواسطة المقياس الإماراتي الطيفي بالأشعة الفوق البنفسجية (EMUS)، وهو مقياس يتميز بإمكاناته المتطورة لقياس غاز الأوكسجين وأول أوكسيد الكربون في الطبقة الحرارية للمريخ، بالإضافة إلى رصد غاز الهيدروجين والأوكسجين في الغلاف الخارجي للمريخ، وكشفت الصور التي التقطها عن انبعاثات الأوكسجين الذري عند طول موجي قدره 130.4 نانومتر، ما يدل على التغيرات التفاعلية للغلاف الجوي العلوي المريخي ويعطي توثيقاً ملموساً للعمليات التي تؤدي إلى صعود هذا الغلاف التدريجي نحو الفضاء.
وأظهرت لقطات مقياس الطيف بالأشعة الفوق البنفسجية أيضاً تغيرات مستويات الأوكسجين في الغلاف الجوي للكوكب خلال عام مريخي مع اقتراب الكوكب من الشمس، علماً أن هذه التغيرات لم يسبق رصدها قبل مهمة مسبار الأمل.
عُرضت أيضاً صور من المقياس الإماراتي الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، وهو جهاز يقيس درجات الحرارة وبخار الماء وتوزع الغبار والغيوم الجليدية المتوضعة في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للمريخ، وأظهرت الصور المعروضة خرائط شاملة يومية للغبار والجليد وتغيراتهما على مدار عام مريخي كامل، ما يفيد في تحليل وفهم التباين اليومي لهذه العناصر على سطح الكوكب الأحمر.
بالإضافة لذلك، عُرضت صور من كاميرا الاستكشاف الرقمية الإماراتية (EXI)، وهي كاميرا حديثة قادرة على التقاط صور ملونة عالية الدقة لكوكب المريخ، وتتميز بقدرتها على رصد الجليد والأوزون في الطبقة السفلى للغلاف الجوي للمريخ، وتبين في الصور المنشورة التغيرات البصرية للكوكب خلال سلسلة من 12 صورة التقطت خلال عام مريخي كامل، إذ عكست هذه الصور آثار التغيرات الموسمية للمريخ.
اقرأ أيضاً: بعد عامين من دخوله مدار المريخ: هذه إنجازات مسبار الأمل
معلومات وحقائق عامة عن مهمة مسبار الأمل
من أبرز المعلومات والحقائق العامة عن إنجازات مسبار الأمل ما يلي:
- ساعدت المهمة على تأمين معلومات تعزز فهم العلماء لكوكب المريخ، وخاصة كيف فقد كوكب المريخ غلافه الجوي ولم يعد قادراً على دعم الحياة.
- كشفت المهمة عن تعقيدات دورات الطقس اليومية والموسمية للمريخ، وذلك بفضل المدار المناسب الذي وُضِع به المسبار ما سمح له برؤية تفاصيل لم تستطع مهمات استطلاع المريخ السابقة رصدها.
- تمكن مسبار الأمل من مراقبة الشفق القطبي للمريخ المعروف باسم الشفق المنفصل.
- أعطت بيانات مسبار الأمل أول مرة قياسات مستمرة لكوكب المريخ على مدار العام.
اقرأ أيضاً: من «مسبار الأمل» تنطلق مبادرات «جيل الأمل» لإلهام الشباب
وفقاً لتصريح من مدير البعثات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء محسن العوضي، يمكن لمسبار الأمل أن يستمر بمهام أخرى من الناحية الهندسية، لكن قرار استمراره في العمل يعتمد على الميزانية وحالة المركبة الفضائية، ومهما كان الخيار فقد أثبتت مهمة مسبار الأمل نجاحها وتفوقت على التوقعات وقدّمت مساهمة عالمية في مجال دراسة كوكب المريخ.