دراسة جديدة: الكافيين يساعد على إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني

2 دقيقة
دراسة جديدة: الكافيين يساعد على إنقاص الوزن وتقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ADragan
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في دراسةٍ أُجريت بالتعاون بين جامعة لندن الملكية وجامعة بريستول وجامعة أوبسالا في السويد، توصلت إلى أن وجود مستوى أعلى من الكافيين في الدم يرتبط بخطر أقل للإصابة بالسكري من النمط الثاني، وذلك لأنه يُؤثر بشكلٍ واضح في عملية التمثيل الغذائي ويُقلل من دهون الجسم. نُشِرت هذه الدراسة في دورية “بي أم جي للطب” (BMJ Medicine) التي شارك فيها “ديبندر غيل” وهو أستاذ حاصل على دكتوراة في علم الأوبئة من كلية لندن الملكية.

اقرأ أيضاً: هل تفرّق البدانة بين الذكر والأنثى؟ بحث جديد يشير إلى أن للجنس والعمر دوراً في زيادة الوزن

تباين استقلاب الكافيين تبعاً للمتغيرات الجينية

لا تبحث هذه الدراسة في آثار الكافيين في الصحة وحسب، وإنما تبرر كيف لبعض الأفراد أن يكونوا متميزين لامتلاكهم جينات تُعزز تأثير الكافيين في معدل التمثيل الغذائي وتُطيل من عمر الكافيين في الدم، لهذا إن كنت تعتقد أن هذه الدراسة وُجِدت حتّى تُشجّع على شرب المزيد من الكافيين كغيرها من الدراسات فعليك أن تفكر مرة أخرى، إذ إنها تُسلّط الضوء على الدور الجيني الذي يؤثّر في عملية التمثيل الغذائي.

أول نتيجة توصلت إليها الدراسة أن الجينين الرئيسيين اللذين أظهرا تأثيراً واضحاً في استقلاب الجسم للكافيين كانا (CYP1A2) الذي ينظّم استقلاب الكافيين في الكبد و(AHR) المسؤول عن تعبر الجين السابق، وذلك بعد دراسة المتغيرات الجينية الشائعة لما يُقارب 10 آلاف مشترك في ست دراسات امتدت سنين وكان معظمهم ذوي أصول أوروبية. وفُسِرت هذه النتيجة بـ “الترابط الجيني” أي يوجد اختلاف في الترابط الجيني بين مناطق الحمض النووي المسؤول عن استقلاب الكافيين عند هؤلاء الأفراد مقارنة بغيرهم.

أشار الباحثون بعد دراسة بلازما المشاركين ذوي المتغيرات في الجينين (AHR) و(CYP1A2) إلى وجود تركيزات أعلى من الكافيين عند إعطائهم جرعة تماثل الجرعة التي أعطيت للأفراد الآخرين. وصف الباحثون هذه النتائج بأنها “متوقعة وراثياً”؛ أي يوجد عامل وراثي استعدادي مُتهم، حيث ترتبط هذه المتغيرات الوراثية ببطء استقلاب الكافيين، وبالتالي يكون لهؤلاء الأفراد مستوى أعلى من الكافيين مدة أطول في الدم حتى عند شرب كميات قليلة منه مقارنة بمستويات الكافيين لدى الأفراد الآخرين الذين يستقلبونه ويصلون إلى المستويات المطلوبة لتأثيراته المنشطة بشكلٍ أسرع ويحتفظون بها فترة أقصر.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تُثبت مخاطر صحية مرتبطة بالأطعمة الجاهزة لاحتوائها على جزيئات بلاستيكية 

من جهةٍ أخرى، تناولت هذه الدراسة أوجه أخرى مثل تأثير تباين مستويات الكافيين في الدم على وزن الجسم وعلى الأمراض المُزمنة مثل داء السكري النمط الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، واستخدم الباحثون تقنية إحصائية تستخدم المتغيرات الجينية كأداة للتحقيق في العلاقة السببية بين السمة والنتيجة.

3 نتائج أساسية توصلت إليها الدراسة عن ارتباط الكافيين بفقدان الوزن والسكري

النتيجة الأولى التي توصلت إليها هي ذاتها التي تتعلق بالمتغيرات الجينية التي ذُكِرت أعلاه. أمّا الثانية، فبعد مراقبة المشاركين عدة سنوات، تبين وجود ارتباط بين تلك المتغيرات الجينية وانخفاض مؤشر كتلة الجسم وكتلة الدهون بالمجمل، فضلاً عن انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري النمط الثاني، الذي يُعزى بشكلٍ رئيسيٍ لفقدان الوزن، والدهون التي تعتبر أحد أهم عوامل خطر الإصابة بمرض السكري. 

حيث أظهرت النتائج أن عامل خطورة الإصابة بالسكري من النمط الثاني انخفض بنسبة 43% عند الأفراد الذين انخفض وزنهم بسبب ارتفاع كافيين الدم.

بالمقابل، النتيجة الثالثة هي أن هذه الدراسة توصلت إلى أن التأثير الإيجابي في صحة القلب، والناجم عن ارتفاع مستوى كافيين الدم غير مُرجّح، ولا يتجاوز 15-20%، مع وجود خطر 1-5% لتفاقم بعض الحالات الصحية القلبية مثل الرجفان الأذيني. والنتيجة الإيجابية تعود إلى أن استهلاك الكافيين مُرتبط بإنقاص نسبة الدهون في الجسم -التي تعتبر أحد عوامل خطر الأمراض القلبية الوعائية- فتأثيرها العام إيجابي في صحة القلب.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تؤكد التأثير السلبي للكافيين فيمَن يعملون ليلاً

ما القيود التي واجهتها الدراسة؟

على الرغم من أهمية ما توصلت إليه، فإن هناك بعض القيود التي تمنع من تعميم هذه النتائج أو تجعل الباحثين في تردد من تعميمها. وأهم هذه القيود أن الدراسة شملت متغيرين جينيين فقط وأن المشاركين في الدراسة كانوا في الغالب من أصول أوروبية، وهذا يجعل الدراسة ضيقة النطاق نسبياً وتحتاج إلى المزيد من الأبحاث على متغيرات جينية أكثر وأعراق أكثر.