كشفت دراسة تابعت نحو 200 ألف شخص على مدى 33 عاماً أن جودة الطعام الذي نتناوله على القدر نفسه من أهمية نوعية النظام الغذائي الذي نتبعه، وأن جودته المناسبة تدعم صحة القلب وتقلل خطر الوفاة بالأمراض المختلفة، مع التركيز على تقليل الزبدة وتناول الزيوت النباتية عوضاً عنها.
أجرى الدراسة باحثون من كلية هارفارد تي آتش تشان للصحة العامة، ونشرت في دورية جاما العلمية، وعرضت في مؤتمر جمعية القلب الأميركية لعلم الأوبئة والوقاية ونمط الحياة وصحة القلب والاستقلاب عام 2025.
تناول الزيوت النباتية عوضاً عن الزبدة يقلل خطر الوفاة
حلل الباحثون المعلومات الصحية والغذائية من ثلاث دراسات واسعة النطاق شملت بالغين لم يعانوا أمراضاً مزمنة خطيرة عند التسجيل. وجرى تقييم كمية الطعام التي يتناولها المشاركون كل أربع سنوات باستخدام استبيانات حول تواتر تناول الطعام، وتتبع وفيات المشاركين مدة تصل إلى 33 عاماً، إذ بدأ التقييم عام 1990 واستمر حتى عام 2023. كما جرت دراسة استهلاك المشاركين للزبدة والزيوت النباتية الشائعة الاستخدام مثل زيت فول الصويا وزيت الذرة وزيت الزيتون.
وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين تناولوا أكبر كميات من الزبدة كانوا أكثر عرضة لخطر الوفاة بنسبة 15% مقارنة بأسباب الوفيات الأخرى مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وارتبط تناول كميات أكبر من الزيوت النباتية، وخاصة زيت الزيتون والكانولا وفول الصويا، بانخفاض خطر الوفاة المبكرة.
وجدت الدراسة أيضاً أن تناول ملعقة كبيرة تقريباً من الزيوت النباتية بدلاً من تناول القدر ذاته من الزبدة يومياً، يخفض خطر الوفاة بنسبة 17% مهما كان سبب الوفاة، وانخفضت نسبة خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 11%، بالإضافة إلى أن كل 10 غرامات إضافية يتناولها الشخص من الزبدة يومياً ترتبط بزيادة خطر الوفاة بالسرطان بنسبة 12%. وأشار الباحثون إلى أهمية تقييم الأطعمة الكاملة بدلاً من العناصر الغذائية المنفصلة لتوفير أساس عملي للتوصيات الغذائية.
اقرأ أيضاً: الأغذية النباتية في النظام الغذائي المتوسطي تسهم في علاج أمراض القلب
انخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب مع تحسن جودة النظام الغذائي
على الرغم من أن الدراسة أجريت لتقييم خطر الوفاة الناتج عن استهلاك الزبدة، لكن النتائج تشير إلى انخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 6%، مع التركيز على أن جودة النظام الغذائي عموماً أساسية لصحة القلب، وأن الأنظمة الغذائية الغنية بالحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، على عكس الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة والحيوانية، حتى لو كانت منخفضة الكربوهيدرات والدهون.
يذكر أن الدراسة شملت مختصي الرعاية الصحية، ومعظمهم من النساء البيض، لذا قد لا تنطبق النتائج على الجميع أو على الرجال أو على الأشخاص أصحاب الخلفيات الاقتصادية أو العرقية المتنوعة. بالإضافة إلى أن المعلومات الغذائية جمعت عبر استبيانات ملأها المشاركون أنفسهم، ما قد يؤدي إلى أخطاء، وعدم القدرة على تذكر المعلومات المطلوبة جميعها.
اقرأ أيضاً: ما أفضل نظام غذائي لمرضى الضغط المرتفع؟
ماذا عليك أن تفعل الآن؟
يوصى عموماً بالتقليل من تناول الدهون المشبعة من مصادر حيوانية، بما في ذلك اللحوم، وبالتحديد لحم البقر والضأن، ومنتجات الألبان خاصة الزبدة والجبن. مع التركيز على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات، والأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة، والمصادر الصحية للبروتين، مثل الأسماك والمأكولات البحرية والبقوليات والمكسرات والدواجن وغيرها من اللحوم الخالية من الدهون، والزيوت النباتية السائلة، مع تقليل استهلاك الأطعمة المصنعة، والأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر، والأطعمة الغنية بالملح.
إن تقليل كميات الدهون المشبعة يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين، خاصة مع زيادة تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، ويمكن إدراج مصادر الدهون المشبعة مثل اللحوم الحمراء المصنعة في بعض الأحيان فقط.
باختصار، إن تحسين جودة الطعام أمر بالغ الأهمية لتحسين الصحة وتقليل خطر الوفاة بسبب الأمراض المختلفة والسرطان، مع التركيز على الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والأطعمة قليلة المعالجة، والحد من السكريات والأطعمة الحيوانية واللحوم المكررة، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على مكونات مضافة منخفضة الجودة مثل السكريات المضافة في العصائر والوجبات الخفيفة المصنعة.