دراسة حديثة: ساعات نوم أقل في الثلاثينيات تعني اضطراباً بعمل الذاكرة في الخمسينيات

2 دقيقة
دراسة حديثة: ساعات نوم أقل في الثلاثينيات تعني اضطراباً بعمل الذاكرة في الخمسينيات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Shine Nucha
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وفقاً لإحدى الدراسات التي نُشرت في مجلة علم الأعصاب الأميركية تتبعت المرضى لمدة 11 عاماً، تبين أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب النوم في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الذاكرة والإدراك في وقت لاحق من الحياة، فكيف تم التوصل إلى هذه النتائج؟

اقرأ أيضاً: هل يرتبط عدد ساعات النوم بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دراستان حديثتان تُجيبان 

كيف تم جمع معلومات المشاركين في الدراسة؟

في هذه الدراسة تم تتبع نمط ونوعية النوم لـ 526 شخصاً بمتوسط عمر يُقدر بـ 40 عاماً لمدة 11 عاماً، من خلال جهاز تتبع يُرتدى في المعصم ويسجل أوقات الاستيقاظ والنوم في مذكرة خاصة للنوم. بالإضافة إلى ذلك، ملأ المشاركون استبياناً خاصاً بتقييم جودة النوم، والذي بدوره تضمن التقييم على درجات تتراوح من 0 إلى 21 حيث تُشير الدرجات الأعلى إلى ضعف جودة النوم. إلى جانب ذلك، ترافقت الدراسة مع إجراء سلسلة من اختبارات الذاكرة والتفكير لتقييم الأداء المعرفي والذهني للمُشاركين.

تراجع نتائج اختبارات الأداء الذهني للمشاركين ذوي نمط النوم المتقطع

من بين العدد الإجمالي للمُشاركين في الدراسة، أبلغ 239 شخصاً –أي ما يُعادل 46% من الأفراد- عن الشكوى من قلة النوم، حيث قُيمت جودة نومهم على المقياس الذي ذُكر سابقاً بأنها أكبر من 5. 

كما نظر الباحثون في انقطاعات النوم القصيرة المتكررة، ومن بين الـ 239 مشاركاً الذي أبدوا اضطراباً في النوم، عانى 175 مشاركاً منهم من درجة متقدمة من ذلك، و44 فرداً من هؤلاء أبدوا ضعفاً واضحاً في الأداء المعرفي بعد 10 سنوات من الدراسة. 

في المقابل، وجد العلماء أن كثرة النوم قد تؤدي دوراً سلبياً مثل قلته، حيث أبدى الأفراد ذوو متوسط النوم الأكثر من 8.5 ساعة في الليلة انخفاضاً في الأداء المعرفي الذهني، بشكل مُشابه لذوي متوسط النوم الأقل من 4.5 ساعة كل ليلة. 

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تكشف كيف يتوزع وقت الإنسان بين النوم والعمل والراحة

إلا أن الباحثين لا يستطيعون تعميم النتائج، مثل الدور السلبي للنوم المُفرط على سبيل المثال، دون النظر في مجموعة متنوعة من العوامل وعلى رأسها العمر والجنس ومستوى البروتينات المسببة للإصابة بداء ألزهايمر، فنتائج كهذه تحتاج مراقبة وثيقة وبحثاً أعمق. ويبقى الأمر المؤكد أن لقلة النوم نتائج سلبية مُثبتة تطال جودة الأداء على المدى القصير، والصحة الذهنية والأداء المعرفي على المدى الطويل.

كيف نعرف أننا نحصل على نوم كافٍ يُغطي احتياجاتنا ويقينا من التدهور المعرفي مُستقبلاً؟

لا شك أن فوائد النوم الجيد وآثاره الإيجابية مثبتة ولا تقبل الشك، لكن علاقته مع التدهور المعرفي ليست واضحة بشكل كامل. إذ يبقى السؤال “من هو العامل المُسبب وما هي النتيجة؟”، أي هل يسبب سوء نوعية النوم الخلل الإدراكي أم أن الخلل الإدراكي تسبب في ضعف جودة النوم؟

وفي أثناء غياب إجابة واضحة لهذا التساؤل، يُمكننا الاستناد إلى ركيزة وحيدة لا تخذلنا في تقدير جودة النوم، وذلك في ظل وجود “فقدان الذاكرة الرجعي” الذي لا يُساعد حقيقةً في تذكر إن كنا قد نمنا جيداً أو لا، فالدقائق القليلة الأخيرة قبل النوم لا تدخل في ذاكرتنا طويلة المدى، وهذا ينطبق أيضاً على الاستيقاظ أثناء الليل، فإن استيقظنا ثم عدنا سريعاً إلى النوم –والذي يُعتبر شائعاً- فإننا لا نتذكر ذلك.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: قلّة ساعات النوم تزيد نسبة إصابة النساء بالسكري

انطلاقاً من هذه النقطة، ينبغي أن نستند إلى كيفية شعورنا كبديل عن جهاز التتبع الذي يُرتدى حول المعصم، حيث ينصح الخبراء الأشخاص الذين يستيقظون وهم يشعرون بالراحة بألا يغيروا عادات نومهم. فلا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن النوم، لكن العامل الأكثر أهمية يبقى “ما هو شعورك في اليوم التالي؟” فإذا كنت تشعر بحالة جيدة أثناء النهار، فمن المرجح أنك تحصل على قسط كافٍ من النوم ذي الجودة العالية.