دراسة جديدة: نحو 18% من سكان العالم يعانون العقم

دراسة جديدة: نحو 18% من سكان العالم يعانون العقم
ديبوزت فوتوز

وفقاً لتقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية، يعاني واحد من كل 6 أشخاص (17.5% من السكان) حول العالم مشكلة العقم. يعد هذا التقرير الأول من نوعه منذ عقد من الزمن، إذ حلّل البيانات المتعلقة بمشكلات العقم في الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2021، ويشمل بيانات من 133 دراسة منشورة سابقاً حول معدلات الإصابة بالعقم.

يُعرَّف العقم بأنه عدم القدرة على الإنجاب بعد عام أو أكثر من ممارسة الجماع المنتظم من دون استخدام وسائل الحماية، ووصفت منظمة الصحة العالمية هذه الأرقام الجديدة بأنها صادمة. يؤثر العقم على القدرة الإنجابية لدى الذكور والإناث، ويمكن أن يسبب ضغطاً نفسياً كبيراً وضائقة مالية لمن يعانيه، وما يزال يشكّل وصمة عار في بعض المجتمعات، كما أنه لم يحظَ بالدراسة الكافية.

العقم منتشر بنسب صادمة

وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تعاني واحدة من كل 5 نساء متزوجات في سن تتراوح بين 15 و49 عاماً من العقم.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تحذّر من مواد كيميائية تخفّض خصوبة النساء بنسبة 40%

يقول المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس (Tedros Adhanom Ghebreyesus)، في بيان صحفي: "يكشف التقرير عن حقيقة مهمة وهي أن العقم لا يميز بين الأشخاص، كما أن هذه النسبة الكبيرة من المصابين تُظهر الحاجة إلى توسيع نطاق الرعاية الصحية للخصوبة ومشكلات العقم".

وكشف التقرير عن تباين طفيف في معدلات العقم بين مستويات الدخل المختلفة، إذ تشهد الدول ذات الدخل المرتفع معدلات عقم تقارب 18%، بينما تقترب تلك المعدلات من17% في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

ولكن وجد التقرير اختلافات في المبالغ التي ينفقها الناس على العلاج ومدى سهولة الحصول عليه. فقد أظهرت الدراسة أن سكان الدول الفقيرة ينفقون جزءاً كبيراً من دخلهم السنوي لإجراء عملية واحدة للتلقيح الاصطناعي (IVF) أو غيرها من وسائل رعاية الخصوبة ومشكلات العقم، وهو أكبر مما ينفقه سكان الدول الأغنى. تستمر تكاليف التلقيح الاصطناعي بالارتفاع في الولايات المتحدة، إذ تتراوح تكلفة عملية تلقيح اصطناعي واحدة فقط بين 10,000 و25,000 دولار، وفقاً لتقرير من صحيفة واشنطن بوست،

تفاوت فرص الرعاية الصحية للعقم باختلاف الدول

وبالإضافة إلى ذلك، كانت البيانات المتاحة بالنسبة للدول في إفريقيا وجنوب آسيا محدودة، ما يؤكد تفاوت فرص الحصول على الرعاية الصحية للخصوبة ومشكلات العقم والحاجة الملحّة لاستخدام أساليب أفضل لجمع البيانات من تلك المناطق.

وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في معدلات العقم على المستوى الإقليمي، أفادت منظمة الصحة العالمية بأن الفروق لم تكن كبيرة أو مؤكدة. إذ لوحظ أن أعلى معدل لانتشار مشكلات العقم على مدى الحياة هو 23.2% في غرب المحيط الهادئ، وأدنى معدل هو 10.7% في شرق البحر الأبيض المتوسط.

اقرأ أيضاً: هل تسبب العشبة الحلوة «ستيفيا» العقم؟ إليك أحدث الدراسات المتعلقة بها

ولم يحدد التقرير ما إذا كان معدل العقم العالمي يتزايد أو يتناقص. كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن معظم الدراسات المستخدمة في هذا التقرير تحتوي على تقديرات تستند إلى مشاركة النساء في هذه الدراسات، على الرغم من أن العقم حالة يعاني منها كلا الجنسين. وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، قد تؤدي الاضطرابات الهرمونية والمشكلات في القذف أو في وظائف الخصية والأمراض الوراثية إلى العقم عند الذكور. كما يمكن أن تؤثر العوامل المتعلقة بأسلوب الحياة مثل التدخين وتناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات والسنّ والوزن وغيرها على القدرة الإنجابية لدى كلا الجنسين.

تقول اختصاصية الغدد الصماء وخبيرة أمراض العقم، والمؤسِّسة المشاركة والرئيسة التنفيذية للخدمات الطبية في مركز كاروت فيرتيليتي (Carrot Fertility)، أسيمة أحمد (Asima Ahmad)، لشبكة سي إن إن (CNN) إن التقرير الجديد يوضح ازدياد أعداد من يحتاجون إلى التأمين الصحي الذي يغطي نفقات علاج العقم والوصول إلى رعاية صحية مثالية، بالإضافة إلى ضرورة معالجة مشكلات تفاوت فرص الحصول على العلاج.

وتضيف الدكتورة أسيمة التي لم تشارك في تقرير منظمة الصحة العالمية الجديد: "لست متفاجئة من هذه الاختلافات على المستوى العالمي، لأننا نشهد بالفعل تفاوتاً على المستوى المحلي داخل الولايات المتحدة بالنظر إلى تأثير مشكلة العقم على مختلف السكان والصعوبة التي يواجهونها في الحصول على الرعاية الصحية، وحتى إذا حصلوا على هذه الرعاية فهم يعانون مشكلات مثل معدلات النجاح المتدنية للعلاج مثلاً، أو ارتفاع معدلات الإجهاض".

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تؤثر جيناتك على رغبتك في الزواج والإنجاب؟

وأشارت الدكتورة أيضاً إلى تعذّر الوصول إلى المعلومات المستندة إلى الأدلة السريرية حول أسباب العقم وكيفية تشخيصه وعلاجه، كما أن صعوبة الحصول على مزايا دعم علاج العقم التي يوفرها أصحاب العمل لموظفيهم تمثل أيضاً عائقاً كبيراً في الحصول على الرعاية في الولايات المتحدة.