هل يرتبط عدد ساعات النوم بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دراستان حديثتان تُجيبان

هل يرتبط عدد ساعات النوم بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دراستان حديثتان تُجيبان
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

عند الحديث عن السكتة الدماغية وعوامل خطر الإصابة بها، تكون عوامل الخطر التقليدية مثل زيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول والشحوم الثلاثية وأمراض القلب والأوعية الدموية أول العوامل التي تتبادر إلى أذهاننا، إلّا أنه وحتى مع غياب عوامل الخطر السابقة، يمكن لاضطرابات النوم وحدها أن تُشكّل خطراً لا يمكن تجاهله بما يتعلق بالسكتة الدماغية، وتم إثبات ذلك من خلال نتائج دراستين علميتين.

دراسة من جامعة شنغهاي تربط بين الحرمان من النوم والسكتة الدماغية

النوم حاجة فيزيولوجية أساسية للإنسان، حيث يقضي كلٌ منّا ثلث حياته نائماً، وهو من ركائز الصحة الثلاث (النوم-الطعام الصحي-ممارسة الرياضة). ولكن هل هو مهمٌ لدرجة أنه قد يتداخل مع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ تُجيب دراسة نُشرت في دورية المكتبة الوطنية للعلوم الطبية برئاسة "هان وو"، وهي طبيبة في قسم الأمراض غير السارية في مدينة شنغهاي.

تضمنت الدراسة 20245 مشاركاً (51% من الذكور و49% من الإناث) وكان متوسط أعمارهم 45 عاماً، وجُمِعت بيانات المشاركين الصحية والتركيز على تدوين وجود عوامل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية كارتفاع الضغط وارتفاع الشحوم الثلاثية والكوليسترول والإصابة بالسكري وأمراض القلب والأوعية والتدخين واستهلاك الكحول، واختتم الاستبيان بالسؤالين التاليين: "كم تنام عادةً في اليوم؟" و"هل شُخِصت إصابتك بالسكتة الدماغية من قبل؟".

وعند النظر في النتائج تبين أن النوم لمدة أقل من 6 ساعات كان ذا ارتباط إيجابي ملحوظ مع خطر حدوث السكتة الدماغية، وذلك عند المشاركين جميعهم ممن امتلكوا أو لم يمتلكوا عوامل الخطر. ولكنه كان من الواضح تأثر النتائج بوجود عوامل الخطر التقليدية؛ حيث وُجِد ارتباط بين النوم لمدة أكثر من 10 ساعات وخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وذلك عند الأشخاص ذوي عوامل الخطر، وبذلك يكون النوم قد أدى دورين؛ الأول يقي من حدوث السكتة وذلك عند الأفراد الأصحاء، وعامل خطر في ظل وجود عوامل الخطر التقليدية الأخرى.  

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تكشف كيف يتوزع وقت الإنسان بين النوم والعمل والراحة

كيفية ارتباط الحرمان من النوم بالسكتة الدماغية

الحرمان من النوم يُحرض الآلية الالتهابية في الجسم حيث تزيد المؤشرات الالتهابية مثل البروتين الارتكاسي الالتهابي (CRP) والإنترلوكين، الأمر الذي يسبب خللاً في بطانة الأوعية الدموية ويزيد علامات الإجهاد التأكسدي. من جهةٍ أخرى، يُحرض الحرمان من النوم إفراز هرمون الكورتيزول وذلك عن طريق تحريض الجهاز العصبي الودي ومحور الغدة النخامية والكظرية، ما يرفع بدوره من ضغط الدم ويزيد بذلك من خطر حدوث السكتة الدماغية.

وبذلك نجد أن الحصول على قسط كافٍ من النوم يؤدي دوراً مهماً في الوقاية من السكتة الدماغية، إلّا أن للأمر أبعاداً أخرى، حيث يعتمد ذلك أيضاً على وجود عوامل خطر الإصابة بالمتلازمة الاستقلابية كارتفاع الضغط وارتفاع الكوليسترول وزيادة الوزن وغيرها.

دراسة أخرى تؤكد وجود علاقة بين اضطرابات النوم وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

في دراسة نُشرت في دورية العلوم العصبية (Neurology) ترأستها كريستين مكارثي، المتخصصة بالعلوم الطبية من جامعة غالواي الإيرلندية، قام الباحثون بتحليل بيانات الرعاية الصحية لـ 1799 مشاركاً مصاباً بالسكتة الدماغية و439 شخصاً ممن عانوا نزيفاً دماغياً، متوسط أعمارهم 62 عاماً، وذلك بعد سؤالهم عن عمر الإصابة وسلوكيات النوم وجودته ونمط الحياة.

وبعد تحليل النتائج، تبين أن الأفراد الذين ينامون أقل من 5 ساعات كل ليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بثلاث مرات من أولئك الذين ينامون لمدة 7 ساعات، كما ارتبط عمر الإصابة بشدة الحرمان من النوم، حيث ظهرت الإصابة بالسكتة أبكر عند الأفراد ذوي الحرمان الأشد من النوم.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: اضطرابات النوم تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

من جهةٍ أخرى، ارتبط انقطاع التنفس أثناء النوم، وهو أحد اضطرابات النوم، بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار ثلاث مرات، ووجد الباحثون أيضاً أن الذين يشخرون كانوا أكثر عرضة للإصابة بسكتة دماغية ونزيف دماغي من أولئك الذين لا يشخرون.

المحتوى محمي