تستهلك معظم العمليات الصناعية اليوم كميات كبيرة من الموارد الطبيعية، وبالتالي تنتج كميات كبيرة من النفايات، والتي يجب التخلص منها بأكثر الطرق أماناً لتقليل انبعاثات الكربون وغازات الدفيئة. ومع ذلك، من الممكن تقليل توليد النفايات، وتحسين البصمة البيئية والتكاليف التشغيلية، وفي بعض الحالات، يمكن حتى استعادة الموارد المفيدة من نفايات اليوم لإنشاء مصادر دخل جديدة، وذلك باتباع القواعد الثلاث في حماية البيئة، فما هي؟
القواعد الثلاث لحماية البيئة
القواعد الثلاث لحماية البيئة هي: الترشيد وإعادة الاستخدام والتدوير (Reduce, Reuse, Recycle) أو كما تعرف "3 أرز" (3Rs). يعود أول استخدام لها لمجلس إعلانات الحرب عام 1944، عندما أطلق الشعار: "استخدمها، ارتديها، أعد توظيفها، أو استغني عنها"، للحفاظ على المطاط والغاز والحرير وغيرها من الموارد النادرة.
تشكل القواعد الثلاث للحفاظ على البيئة المبدأ الأساسي لعملية إدارة النفايات، إذ تساعد ثلاثتها على:
- تقليل كمية ثاني أوكسيد الكربون المنبعثة إلى الغلاف الجوي.
- الحفاظ على الموارد الطبيعية والطاقة.
- تقليل المساحة المستخدمة من مكب النفايات لدفن النفايات.
- تقليل التكاليف.
اقرأ أيضاً: هل العُلب القابلة لإعادة الاستخدام أرفق بالبيئة من تلك التي تستخدم مرة واحدة؟
القاعدة الأولى: ترشيد الاستهلاك أو تقليله
تقليل استهلاك المنتجات هو نقطة البدء لإدارة النفايات، إذ لا بُدّ من موازنة القواعد الثلاث للحفاظ على البيئة، فإذا كان الاستهلاك أقل، تقلّ معه الحاجة لإعادة التدوير وإعادة الاستخدام، وبالتالي يقل توليد النفايات الناتجة.
وسائل حماية البيئة بترشيد الاستهلاك في المنزل
يمكنك تخفيض بصمتك الكربونية بتقليل ما يتولد عنك من نفايات، حيث سيساعدك اتباع وسائل تقليل الاستهلاك المنزلية التالية في الحفاظ على البيئة:
- استخدام المناديل القماشية كبديل عن المناديل الورقية ذات الاستخدام الواحد، حيث يمكن غسل المناديل القماشية مراراً وتكراراً، بينما تزيد المناديل الورقية من كمية النفايات.
- الطباعة على كلا وجهي الورقة لتقليل ما يتم هدره سنوياً من ورق والحفاظ على مصادر الطاقة.
- استخدام المنتجات ذات العمر الطويل، والتي لا تتعرض للتلف السريع قبل استخدامها.
- شراء المنتجات بكميات وأحجام كبيرة، أو ذات الشكل المركَز، لتقليل عدد العبوات المستهلكة لنفس الكمية من المنتج.
- تجنب العبوات ذات طبقات التغليف المتعددة، وبشكل خاص المعبأة بمواد مثل رقائق الألمنيوم والورق والبلاستيك، لأنه من الصعب إعادة تدويرها، وتزيد من تكلفة المنتج.
اقرأ أيضاً: كيف يمكننا التخفيف من الآثار البيئية للاستهلاك المفرط؟
القاعدة الثانية: إعادة الاستخدام
هي عملية استخدام منتج أو مادة عدة مرات بنفس الطريقة أو بطريقة مختلفة، ما يساعد في تقليل كمية النفايات الناتجة. إذا لم تجد طريقة تعيد بها استخدام المنتج، يمكنك التبرع به لشخص آخر يحتاجه، أو لديه القدرة على إعادة تشكيل منتج جديد منه. إنها تقنية صديقة للبيئة توفر المال والوقت والطاقة والموارد، عندما تعيد استخدام شيء فإنك تطيل عمر المنتج.
وسائل حماية البيئة بإعادة الاستخدام في المنزل
تساعد بعض الممارسات المنزلية البسيطة في إعادة استخدام المنتجات، وتقليل النفايات. يمكنك على سبيل المثال اتباع النصائح التالية:
- إعادة استخدام البرطمانات في تخزين أشياء مثل الحبوب أو الدبابيس أو تجميع الأقلام وما شابه ذلك.
- استخدام الإطار التالف في صنع أرجوحة للأطفال أو تضمينها في ديكور الحدائق المنزلية.
- التبرع بالملابس القديمة.
- التبرع بالكتب والدفاتر لمن هو بحاجة لها.
- إصلاح الأجهزة أو الألعاب أو الأثاث المكسور.
اقرأ أيضاً: كيف يمكن إقناع المستهلكين بشراء المنتجات المعاد تدويرها؟
القاعدة الثالثة: إعادة التدوير
هي المرحلة الثالثة في عملية إدارة النفايات، وهي العملية التي يتم فيها تحويل منتج تالف إلى منتج آخر، سواء كان على الصعيد الشخصي أو بإرسال العناصر التالفة إلى مراكز إعادة التدوير. من المهم أن تكون على دراية بالعناصر الممكن إعادة تدويرها، إذ يعد الاختيار الصحيح للعنصر هو أولى خطوات إعادة التدوير، لذا حاول دائماً شراء منتج صديق للبيئة؛ أي يتكون من مواد قابلة لإعادة التدوير، ولا يحمل موادَّ سامة أو خطيرة.
وسائل حماية البيئة بإعادة الاستخدام في المنزل
مع قليل من الإبداع يمكنك الحصول على فوائد واستخدامات جديدة من عناصر قديمة أو تالفة، وقد تساعدك النصائح التالية:
- استخدام العبوات البلاستيكية، مثل عبوات المشروبات الغازية أو المياه، في صنع أصيص للنباتات المنزلية، أو ألعاب للأطفال.
- شراء المنتجات المصنّعة من مواد مُعاد تدويرها، وهي التي تحمل رمز إعادة التدوير. ويعني رمز إعادة التدوير إما أن المنتج مصنوع من مادة معاد تدويرها مسبقاً، وإما أنه قابل لإعادة التدوير. على سبيل المثال، تحتوي العبوات البلاستيكية على رمز مرقم لتحديد نوع البوليمر المصنوعة منه، وبالتالي تحديد إمكانية إعادة تدويره.
- شراء مواد معاد تدويرها.
- فرز المخلفات في المنزل بشكل يدوي، ثم نقلها إلى الحاويات المخصصة لها، كالعلب المعدنية أو المخلفات الورقية أو البلاستيكية أو البقايا العضوية. توجد اليوم حاويات بألوان مختلفة، بحيث يتخصص كل لون بنوع محدد من المخلفات، وبشكل عام تأخذ الألوان التالية:
- اللون الأزرق للمخلفات الورقية مثل الأكياس الورقية والصناديق الكرتونية والصحف والمجلات وعلب البيض وغيرها.
- الأخضر: للمخلفات الزجاجية، مثل البرطمانات وعلب مستحضرات التجميل.
- الحاويات الصفراء: للمخلفات البلاستيكية والمعدنية، مثل عبوات المشروبات الغازية ورقائق الألمنيوم والأكياس.
- الحاويات البنية: مخصصة للنفايات العضوية، أي بقايا الطعام والنباتات والحيوانات.
- الرمادي: نفايات عامة مثل السيراميك والأواني الفخارية والحفاضات.
- الأحمر: مخصص للنفايات الخطيرة مثل البطاريات والمبيدات الحشرية والزيوت.
اقرأ أيضاً: ما طرق إعادة تدوير الكرتون في المنزل؟
إذاً أنت الآن تعرف ما وراء مفهوم القواعد الثلاث لحماية البيئة ويمكنك تنفيذ وسائل الحفاظ عليها في حياتك اليومية لتقليل بصمتك الكربونية والوصول إلى بيئة أكثر استدامة.