الخوف من الولادة الطارئة أمر شائع لدى الحوامل، إذ يمكن للأنثى أن تدخل المخاض بسرعة كبيرة بحيث لا يكون لديها الوقت الكافي للذهاب إلى المستشفى قبل ولادة الطفل، أو في بعض الحالات يغيب توفر المساعدة الطبية كُلياً ويتعين على فرد غير أخصائي أن يساعد على ولادة المولود. فإن كنت أنت ذلك الفرد، إليك كلَّ ما تحتاج إلى معرفته إذا وجدت نفسك في هذا الموقف.
اقرأ أيضاً: مهارات أساسية في الإسعافات الأولية على الجميع تعلمها
ما أساسيات الولادة في ظل غياب المساعدة الطبية؟
عند التفكير بعملية الولادة بشكلٍ فردي ينتابنا الذعر، ولكن عندما نتذكر أن كل شخص موجود الآن على سطح الكرة الأرضية هو مولود، نشعر بشيء من الراحة. لهذا من المهم أن تتذكر أن الولادة عملية موجودة ومتكررة باستمرار، وأن تحافظ على هدوئك، وتستعد وتعد نفسك عقلياً وجسدياً للمهمة المقبلة التي تنطوي على الخطوات التالية:
- الحفاظ على الهدوء: من أهم الخطوات الحفاظ على هدوء الأم طوال عملية الولادة، وتذكير الأم بضرورة عدم التوقف عن التنفس وتشجيعها على اللهاث خلال الانقباضات.
- وضع الأم في مكانها: ينبغي وضع الأم على الأرض أو على سطح ثابت مثل المقعد الخلفي للسيارة، والتأكد من أن المكان مريح لها.
- تذكير الأم بضرورة اللهاث والدفع بلطف في أثناء الانقباضات الرحمية فقط.
- تجنب الدفع في أوقات الراحة عندما تغيب الانقباضات.
- جمع الإمدادات: من المهم جمع الإمدادات والمواد التي قد تحتاج إليها وخاصة أن المولود سيكون زلقاً جداً عندما يخرج ويحتاج إلى لفه. لهذا من المفيد جمع الوسائد أو المناشف النظيفة أو البطانيات أو أي شيء يمكن استخدامه كبطانية أو وسادة مثل المعطف أو القميص.
- غسل اليدين وتنظيف المنطقة: من المهم المحافظة على التعقيم، وإن كان ذلك بالمستوى الأدنى منه، مثل شطف اليدين وتنظيف مكان الولادة. إذ يولد الأطفال بجهاز مناعي ضعيف نسبياً ما يجعلهم عرضة أكبر للإصابة بالإنتان.
- إمساك رأس الطفل: ينبغي دعم رأس الطفل بإحدى يديك عندما يصبح مرئياً، مع ضرورة تذكير الأم بمحاولة الاسترخاء بين الانقباضات خلال هذا الجزء لتجنب حدوث تمزق في أنسجة الأعضاء التناسلية الخارجية.
- توجيه رأس المولود للخارج: يساعد توجيه رأس الطفل للخارج في تسهيل الولادة، ولا يُنصح بالقيام بأي سحب لرأس الطفل أو جسده وترك انقباضات المخاض لتقوم بذلك، إذ إن تطبيق القوة والسحب على رأس الطفل أو جسده يزيد من خطر حدوث الأذيات الولادية.
- تنظيف أنف المولود: بمجرد خروج المولود ينبغي تدليك أنفه بلطف للمساعدة على طرد المخاط والسائل الأمنيوسي العالق فيه.
- وضع الطفل على الأم: يوضع الطفل على جلد الأم ومن ثَمَّ تغطيتهما بالمناشف الجافة، إذ يعد التماس الجلدي المباشر مهماً لتقليل التوتر لدى كلٍّ من الأم والمولود. ويوضع رأسه عادةً بمستوى منخفض قليلاً عن جسمه للمساعدة على تسهيل تصريف المخاط.
- قطع الحبل السري: ينبغي ألّا يُقطع الحبل السري أو سحبه على الرغم من أننا نرى ذلك في الأفلام والوثائقيات، إذ إن الأم والطفل يكونان أكثر أماناً دون قطع الحبل السري ويُنصح بالبحث عن أخصائي طبي أو ممرض للقيام بذلك. وفي حال لم يتوفر ذلك فينبغي ربط الحبل السري على بعد 12-13 سم من بطن الطفل بخيط وربطه على بعد 5-7 سم من العقدة الأولى ومن ثَمَّ قطع الحبل السري بمقص عقيم أو سكين عقيمة، وذلك لحماية الطفل من النزيف المحتمل إذا تمزق الحبل السري.
- إخراج المشيمة: من المرجح أن تخرج المشيمة من تلقاء نفسها خلال الثلاثين دقيقة التالية للولادة.
اقرأ أيضاً: الإسعافات الأولية النفسية للتدخل خلال الأزمات
خطوات أساسية ينبغي القيام بها بعد الولادة
بعد ولادة الطفل مباشرة، ينبغي تجفيفه ووضعه مباشرة مقابل صدر الأم لإبقائه دافئاً. وإذا لم يبدأ المولود في البكاء حالاً فينبغي التأكد من أن أنفه خالٍ من المخاط وبقايا السائل الأمينوسي، ويساعد عندئذ تدليك أنفه من جديد أو فرك ظهره بلطف.
من المهم مراقبة الطفل بعد الولادة لعدة ساعات والتأكد من أنه يبكي بصوت عالٍ ويتحرك بشكلٍ فعّال وقوي وتقييم فاعليته التنفسية، إذ يتنفس حديث الولادة بمعدل 30-60 حركة تنفسية في الدقيقة، كما تقيّم الفاعلية القلبية عن طريق قياس معدل النبض، ويُقدّر معدل النبض الطبيعي ضمن المجال 70-190 نبضة في الدقيقة الواحدة للطفل.
اقرأ أيضاً: دليلك المبسط لأنواع الإسعافات الأولية والتصرف في الطوارئ
نصيحتان ذهبيتان ينبغي ألّا تغفلهما؛ أولهما محاولة توفير أي مساعدة طبية متخصصة متاحة ونقل الأم ومولودها إلى أقرب مركز طبي، وثانيهما الالتزام بمقولة "عندما تكون في شك، لا تفعل شيئاً" وقدّم ما تستطيع من المساعدة التي تثق بأنها تخدم سلامة الأم ومولودها.