ما هو الريتينول؟ وهل يساعد على مقاومة علامات الشيخوخة؟

4 دقيقة
ما هو الريتينول؟ وهل يساعد على مقاومة علامات الشيخوخة؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Oksana Mizina

إن كنت تتابع حسابات بعض المختصين في العناية بالجلد، فلا بد أنك قرأت العديد من المنشورات الخاصة بإدماج الريتينول في روتينك اليومي للعناية بالبشرة، وسمعت أنه يقلِّل التجاعيد ويزيد نضارة البشرة ويخفِّف التصبغات. ولكن، ربما صادفت أيضاً منشورات أُخرى تنصح بتجنب الريتينول؛ لأنه قد يسبب ترقق الجلد أو تهيجه. فما العمل إذاً؟ أنحارب آثار الشيخوخة  بالريتينول؟ أم أن له أضراراً تفوق فوائده؟ وما هو الريتينول أساساً؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

ما هو الريتينول؟ وما آلية عمله؟

الريتينول مادة مشتقة من فيتامين أ الذوّاب في الدهون، وينتمي إلى فئة الريتينويدات (Retinoids). ويعدّ فيتامين أ ومشتقاته من أكثر المواد فعالية في إبطاء الشيخوخة؛ إذ تنظِّم الريتينويدات موت الخلايا وتمايزها وتكاثرها. ومن ناحية كيميائية، يحتوي الريتينول على مجموعة هيدروكسيل (OH) مرتبطة بسلسلة كربونية طويلة، ما يمنحه خصائص محبة للدهون تمكّنه من اختراق طبقات الجلد الغنية بالدهون بفعالية.

بالنسبة لمنتجات التجميل، يمكن الحصول على التراكيز المنخفضة من الريتينول دون وصفة طبية حتى تركيز 2%، على شكل سيروم أو كريم او مستحضرات أُخرى. وهو يتمتع بخصائص فريدة تسمح له باختراق الجلد على نحو فعال، فيمر عبر الطبقة الخارجية من البشرة وصولاً إلى الأدمة، وهي الطبقة الأعمق من الجلد، ثم وبعد وصوله، يدخل إلى الخلايا ويرتبط بمستقبلات محددة تسهم في تحويله إلى الصيَغ الأنشط منه. 

حيث يعزِّز انقسام الخلايا الكيراتينية، وهي الخلايا الرئيسية للبشرة، ما يساعد على تجديد خلايا الجلد وإعطائه مظهراً أكثر نعومة وشباباً. كما يحفّز نشاط الخلايا الليفية، المسؤولة عن إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان اللذان يمنحان البشرة بنيتها ومرونتها. علاوة على أنه يؤثّر إيجابياً في كلٍّ من الخلايا المنتجة للميلانين (صباغ الجلد) وخلايا لانغرهانس (الخلايا المناعية).

اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية

ما فوائد الريتينول للبشرة؟

بناءً على آلية عمله، يمكن القول إن للرتينول الفوائد التالية:

تقليل التجاعيد

يسهم الريتنول في تقليل آثار الشيخوخة وأضرار أشعة الشمس، من تجاعيد وخطوط دقيقة وتصبّغات، عن طريق تسريع عملية تجديد الخلايا، وتقويتها وحمايتها من الأضرار البيئية، وزيادة نضارتها.

ووفقاً لدراسة منشورة في دورية البحوث السريرية وعلم الأوبئة (Clinical Research and Epidemiology) عام 2019، فإن الريتينول فعال في تقليل تجاعيد الرقبة والوجه بعد 8 أسابيع من الاستخدام.

كما وجدت دراسة منشورة في دورية علم أدوية الجلد ووظائف أعضائه (Skin pharmacology and physiology) عام 2020، أنه حتى التراكيز المنخفضة من الريتينول مثل 0.3% و0.5%، تمنح فوائد سريرية كبيرة في توحيد لون البشرة وتقليل التصبغات والكلف وتخفيف علامات الشيخوخة.

تعزيز نضارة البشرة 

يساعد الريتنول على تحسين صحة البشرة وزيادة سمكها وتحسين وظيفتها الوقائية وتقليل فقدانها للماء، ما يساعد في الحفاظ على ترطيب البشرة ومرونتها، كما يعزِّز عملية إعادة تشكيل الألياف الشبكية (نوع من ألياف النسيج الضام في الأدمة) على نحو يسهم في تحسين مرونة الجلد وصلابته.

كما يحمي الكولاجين، وهو بروتين هيكلي أساسي في الجلد، من التحلل ويحفِّز إنتاجه، ويساعد على تثبيط نشاط إنزيمات الميتالوبروتيناز (Metalloproteinases) المسؤولة عن تحلل المادة الموجودة بين الخلايا (شبكة كبيرة من البروتينات والجزيئات تحيط بالخلايا والأنسجة وتدعمها).

علاوة على أنه يحفّز تكوين الأوعية الدموية الجديدة في الطبقة الحليمية للأدمة، الأمر الذي يعزز تدفق الدم وتوفير العناصر الغذائية والأوكسجين للبشرة، ما يؤدي إلى بشرة أكثر صحة وإشراقاً.

تقليل البثور 

يساعد على تخفيف البثور وحَبّ الشباب غير الشديد وتقليل الاحمرار والتورّم المصاحب لها، وقد وجدت دراسة منشورة في المجلة الأميركية للأمراض الجلدية السريرية (American Journal of Clinical Dermatology) عام 2019، أن الرتينويدات الموضعية آمنة وفعالة في تحسين حالة حب الشباب؛ لكن ينبغي استشارة الطبيب لمعرفة النوع والتركيز المناسبين.

اقرأ أيضاً: لأغراض طبية وتجميلية: كيف تستخدم العدسات اللاصقة بأمان؟ 

ما مخاطر استخدام الريتينول وآثاره الجانبية؟

قد يكون للريتينول بعض الآثار الجانبية، فقد يُلاحظ عند البدء باستخدامه ظهور علامات تهيّج الجلد، مثل الجفاف والاحمرار والحكة، وذلك بسبب زيادة معدل دوران خلايا الجلد. ولكن، عادة ما تكون هذه التأثيرات خفيفة في حال تم استخدام الريتينول ذي التركيز المنخفض الذي لا يتطلب وصفة طبية.

غالباً ما تخف هذه التأثيرات بعد بضعة أسابيع من الاستخدام المنتظم. أما إذا استمرت الآثار الجانبية لأكثر من بضعة أسابيع أو أصبحت شديدة، فينبغي التوقف عن الاستخدام واستشارة طبيب الأمراض الجلدية للحصول على توصيات شخصية. يُذكر أن هذه التأثيرات قد تكون أكثر وضوحاً عند استخدام الريتينويدات الأقوى تركيزاً، أو في حال استخدام أكثر من منتج يحتوي على الريتينويدات، وهو ما لا ينصح به الخبراء.

علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي الريتينول إلى ترقق الطبقة العليا من الجلد، ما يجعلها أكثر حساسية لأشعة الشمس، فيزيد خطر الإصابة بحروق الشمس والتصبغات وغيرها من الأضرار. لذا، من المهم والضروري استخدام واقي الشمس واسع الطيف يومياً، واستخدام الروتينول مساءً، وغسل الوجه جيداً صباحاً، ثم وضع الواقي الشمسي قبل الخروج، وتجنُّب أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان.

وبالنسبة للأفراد ذوي درجات البشرة الداكنة، قد يؤدي التهيج الناتج عن الريتينول إلى فرط التصبغات في حال حدوث التهيّج في المرحلة الأولى. الجدير بالذكر أن الريتينول قد لا يكون مناسباً للأشخاص الذين يعانون من: البشرة الحساسة أو الجافة، العُدّ الوردي (اضطراب جلدي يسبب الاحمرار والبثور وبروز الأوعية الدموية)، الأكزيما، حب الشباب الشديد.

وبالطبع، ينبغي استشارة طبيب الأمراض الجلدية قبل استخدامه بالنسبة لأولئك الذين يعانون هذه الحالات. ومن المهم تجنُّب استخدام الريتينول والريتينويدات الأخرى في أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية بسبب المخاطر المحتملة على الطفل.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أضرار مستحضرات التجميل وأخطر مكوناتها وكيف تحمي نفسك

كيف يمكن دمج الريتينول في روتين العناية بالبشرة مع تفادي آثاره؟

لتقليل احتمالية حدوث الآثار السلبية، ينبغي اتباع النصائح التالية:

  • البدء بالتدريج وباستخدام تركيز منخفض. على سبيل المثال، يمكن البدء بتركيز 0.05%، ووضع كمية تعادل حبة البازلاء 2-3 مرات في الأسبوع، ثم استخدامه كل ليلة بعد أسبوع أو أسبوعين من بدء الاستخدام في حال عدم ملاحظة آثار جانبية.
  • استخدامه ليلاً للحد من تأثير أشعة الشمس.
  • استخدام مرطب لتخفيف الجفاف والتهيج.
  • لتقليل التهيج، يجب تنظيف الوجه جيداً وتجفيفه، ثم الانتظار لمدة 30 دقيقة على الأقل، ثم وضع الريتينول، يليه المرطب بعد بضع دقائق.
  • تجنُّب الجمع بين الريتينول ومكونات أخرى تحتوي على الريتينويدات من أجل تقليل التهيُّج. من هذه المنتجات ما قد يكون مستحضرات مضادة للشيخوخة، أو علاج لحَب الشباب وغيرها.

من المهم تذكّر أن النتائج لن تظهر على الفور وقد تستغرق مع الاستخدام المنتظم نحو 12 أسبوع لكي تظهر. أما في حال عدم ملاحظة أي تحسُّن فيمكن استخدام ريتينول بتركيز أقوى، أو نوع آخر من الريتينويدات، وذلك بعد استشارة طبيب الجلدية.

المحتوى محمي