دليلك الشامل للتعرف على مرض الساركوئيد الذي يسبب اضطرابات الرئة والمجرى الهوائي

دليلك الشامل للتعرف على مرض الساركوئيد الرئوي
حقوق الصورة: shutterstock.com/ mi_viri

يُصنّف الساركوئيد على أنه مرض التهابي مناعي، فيه يبالغ الجهاز المناعي في رد فعله مشكّلاً تجمعات لخلايا التهابية يُطلق عليها اسم الأورام الحبيبية. وعلى الرغم من أن الساركوئيد يُصيب الرئتين والسبيل التنفسي بصورة رئيسية، فإنه قد يُصيب أي عضو آخر كالعين والقلب والجلد والجهاز العصبي. واعتماداً على موقع وحجم الأورام الحبيبية، تتباين أعراضه بين الخفيفة إلى الشديدة التي تتسبب بحدوث تندب دائم في الرئة.

اقرأ أيضاً: ما الأمراض التي تزداد الإصابة بها بعد سن الأربعين؟ إليك كيفية الوقاية منها

ما هو الورم الحُبيبي؟

يتكون الورم الحبيبي من مجموعة من كريات الدم البيضاء والالتهابية المُحاطة بأنسجة ليفية كثيفة، ما يُعطيها المظهر المتكتل. وفي حين أن الأورام الحبيبية يمكن أن تُصيب أي شخص، فإن العرق الأسود أكثر إصابة به من العرق البيض، كما أن الإناث أكثر عرضة للإصابة من الذكور، والعمر الأكثر شيوعاً للإصابة يكون بين 25-40 عاماً.

أعراض الإصابة بالساركوئيد

الأسباب وراء حدوث الساركوئيد غير معروفة على وجه الدقة، إلّا أن العامل البيئي والوراثي يؤدي دوراً في تطويره. وتتباين أعراض الساركوئيد تبعاً لمكان تشكل الأورام الحبيبية، ولهذا تُقسّم أعراضه إلى أعراض عامة وأعراض تتعلق بمكان الإصابة.

الأعراض العامة للساركوئيد

تتجلى الأعراض العامة التي يعاني منها معظم المصابين بالساركوئيد بـ: 

  • الحمى.
  • التعب والوهن.
  • ألم المفاصل والعضلات.
  • الضعف العضلي.
  • التعرق الليلي.
  • تورم العقد الليمفاوية.
  • نقصان الوزن.

أمّا عن أعراض الساركوئيد الرئوية فهي:

  • السعال.
  • ضيق التنفس.
  • ألم في الصدر.
  • وزيز وصفير.

وبما يتعلق بأعراض الساركوئيد العينية فهي:

  • عدم وضوح في الرؤية.
  • التهاب العصب البصري الذي بدوره يُسبب تغبيشاً في الرؤية.
  • ألم في العين.
  • احمرار العينين وانتفاخهما.
  • التهاب القزحية.
  • التهاب الملتحمة.
  • الحساسية للضوء.

اقرأ أيضاً: كيف تؤثّر السجائر الإلكترونية في الصحة؟

وعند إصابة الأورام الحبيبة الجلد، فيتظاهر ذلك على الشكل التالي:

  • تجمعات وتكتلات تحت الجلد وخاصةً حول الندبات.
  • بقع فاتحة أو داكنة من الجلد.
  • تقرحات مرتفعة ذات لون أرجواني محمر تظهر على الأنف والخدين.
  • نتوءات حمراء مؤلمة على الساقين.

تتظاهر أعراض الساركوئيد القلبية كما يلي:

أمّا أعراض الساركوئيد العصبية التي تظهر عند إصابة الجهاز العصبي فهي:

  • زيادة العطش والبوال والتي تُشابه أعراض السكري لذلك يُطلق عليها السكري الكاذب.
  • ضعف عضلات الوجه وقد يصل الأمر إلى شلل العضلات كما في شلل بيل.
  • الصداع.
  • النوب الاختلاجية.

ما مراحل الساركوئيد الرئوي؟

تُصنّف الإصابة بالساركوئيد الرئوي اعتماداً على انتشار الإصابة، والتي لخصها تصنيف سيلتزباخ إلى 5 مراحل، ومن المهم التنويه بأن هذا التصنيف لا يقيّم شدة الإصابة، وإنما يساعد على تصنيف الحالات، والمراحل الخمس هي:

  • المرحلة 0: لا يظهر لدى التصوير بالأشعة السينية البسيطة أي أورام حبيبية.
  • المرحلة 1: تظهر الأورام الحبيبية في العقد الليمفاوية فقط.
  • المرحلة 2: تظهر الأورام الحبيبية في العقد الليمفاوية والنسيج الرئوي.
  • المرحلة 3: يقتصر وجود الأورام الحبيبية على النسيج الرئوي.
  • المرحلة 4: ظهور بؤر من التليف الرئوي عند التصوير بالأشعة السينية البسيطة، ما يشير إلى وجود تندب دائم.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي؟

متلازمة لوفغرين: الشكل الحاد من الساركوئيد

تعتبر متلازمة لوفغرين الشكل الحاد للإصابة بالساركوئيد، وتتضمن ظهوراً مفاجئاً للأعراض، إلّا أن هذه الأعراض لا تكون شديدة، وعادةً ما تستمر أعراض هذه المتلازمة بين 6-24 شهراً. في حالات نادرة، تكون متلازمة لوفغرين مهددة للحياة، وذلك عندما تُصيب الأورام الحبيبة القلب والرئتين وتكون الأعراض القلبية الرئوية الحادة هي المسيطرة.

عوامل خطر الإصابة بالساركوئيد

يرتفع خطر الإصابة بالساركوئيد عند وجود عوامل الخطر التالية.:

  • العيش أو العمل بالقرب من مكان يكثر فيه وجود المبيدات الحشرية أو التراب أو العفن.
  • الأصول الإفريقية والاسكندنافية.
  • الجنس، إذ ينتشر بين الإناث أكثر.
  • العمر بين 30-50 عاماً.
  • التاريخ العائلي أو الوراثي للإصابة.
  • الأدوية مثل المضادات الفيروسية وأدوية السرطان.
  • سرطان الغدد الليمفاوية.

علاج وتدبير الساركوئيد

يُشخَّص الساركوئيد عادةً بعد القيام بفحص بدني شامل والتصوير بالأشعة البسيطة وأخذ خزعة من الأورام الحبيبية المشتبه بها، وتعتبر الخزعة هي المُشخصة نظراً لأن أعراض الساركوئيد مشابهة إلى حدٍ كبير لأعراض طيفٍ واسع من الأمراض.

وبما يتعلق بعلاج الساركوئيد، فهو يركّز على إدارة الأعراض ومنع تلف الأعضاء، علماً أنه لا يوجد علاج شافٍ للساركوئيد، كما أن هذا المرض مُخاتل؛ إذ قد يختفي من تلقاء نفسه. 

اقرأ أيضاً: حتى بعد الإقلاع: قد يترك التدخين تلفاً وفشلاً تنفسياً في الرئة

بشكلٍ عام، ونظراً للطبيعة المناعية والالتهابية لهذا المرض، غالباً ما يصف مقدم الرعاية الصحية لضبطه الأدوية المناعية المضادة للالتهاب التي تهدف إلى تقليل الالتهاب وضبط الجهاز المناعي، ومن أهم الأدوية المستخدمة في علاج الساركوئيد نذكر:

  • الستيروئيدات القشرية السكرية: مثل البريدنيزون والكورتيزون، حيث تُقلل هذه الأدوية من الالتهاب في الجسم، ويمكن تناولها فموياً أو استنشاقها عبر الفم أو تطبيقها على شكل كريم.
  • مثبطات المناعة: مثل الميتوتريكسات تُساعد مثبطات المناعة على منع جهازك المناعي من المبالغة في رد الفعل والتسبب في تلف الأعضاء وتحريض الالتهاب.
  • الأجسام المضادة لعامل النخر الورمي: مثل إنفليكسيماب الذي يستهدف المواد الكيميائية التي تُحرض الالتهاب. يُعطى هذا الدواء وريدياً من قِبل مقدم الرعاية الصحية حصراً.
  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيروئيدية: توفّر مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية راحة مؤقتة من الأعراض الناجمة عن الالتهاب، ويجب ألّا توصف بشكلٍ متكرر ولمدة طويلة.