أصبحت أنظمة المعلومات والترفيه في السيارات متطورة أكثر من أي وقت مضى. إي +/غيتي
أهدِ هذه المقالة X
هذه الميزة حصرية للمشتركين، إذ يمكنهم إهداء 10 مواد كحد أقصى من كافة مواقع مجرة.
استمع الى المقالة الآنهذه الخدمة تجريبية
هل تستخدم هاتفك المحمول في أثناء القيادة؟ لا تشعر بالذنب الشديد إذا جاوبت بنعم؛ إذ يعترف نحو 60% من السائقين بأنهم يستخدمون هواتفهم في وضع عدم استخدام اليدين في أثناء القيادة.
مع ذلك، عليك أيضاً ألا تفعل ذلك. استخدام الهاتف المحمول في وضع عدم استخدام اليدين في أثناء القيادة ليس آمناً تماماً، على الرغم من أنك قد تعتقد ذلك بسبب القوانين والأفكار المسوّقة حول هذا الموضوع وسلوك الأشخاص حولك.
أنا مهندسة عوامل بشرية أدرس تفاعل السائقين مع التكنولوجيا. ولاحظت تبايناً بين ما يقال للناس وما يجب أن يفعلوه عندما يتعلق الأمر باستخدام الهواتف المحمولة في أثناء القيادة.
تدوم هذه الآثار الضارة حتى بعد إنهاء المكالمة؛ إذ يمكن أن يظل السائق مشتت الذهن بعد 27 ثانية تقريباً من استخدام الهاتف. يمكن أن يقطع السائق نحو 0.8 كيلومتر خلال هذه المدة إذا كان يقود بسرعة 100 كيلومتر في الساعة تقريباً.
تطبيقات الطرف الثالث
تشجّع تطبيقات الطرف الثالث التي تربط الهاتف الذكي بواجهة السيارة البينية، مثل كار بلاي من شركة آبل (CarPlay) وأندرويد أوتو (Android Auto)، على استخدام الهاتف في وضع عدم استخدام اليدين في أثناء القيادة. تمكّنك هذه التطبيقات من التحكم بالموسيقا والملاحة والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وغيرها باستخدام الأوامر الصوتية وواجهة السيارة. يستطيع مستخدمو هواتف آيفون وصل هواتفهم بأكثر من 800 طراز من السيارات، بينما يستطيع مستخدمو الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد وصل هواتفهم بأكثر من 500 طراز.
ولكن هل استخدام هذه التطبيقات في أثناء القيادة آمن؟ يقول 53% من الأشخاص إن هذه التكنولوجيا لا بد أن تكون آمنة لأن شركات تصنيع السيارات زوّدت سياراتها بها. على الرغم من أن تطبيقات الطرف الثالث هذه تجعل استخدام الهاتف المحمول دون استخدام اليدين ممكناً، فإنها تدفع المستخدم للنظر بعيداً عن الطريق عن غير قصد خلال فترات خطيرة من الوقت، علاوة على أنها تطيل وقت رد الفعل.
وفقاً للمسؤولين عن تنفيذ القوانين؛ تشكل القيادة المشتتة تهديداً على الأشخاص المحيطين بالسائق وليس فقط عليه.
أتمتة القيادة وتشتت الانتباه
أصبحت القيادة أكثر أماناً بسبب التطورات التكنولوجية الحديثة. تتحكم أنظمة مثل الرحلات الفائقة من شركة كاديلاك (Super Cruise) والطيار الآلي من شركة تسلا (Autopilot) في توجيه المركبات وتسارعها في حالات محدودة، لكن هذا لا يعني أن السائق يستطيع إرسال الرسائل النصية في أي وقت. ما يزال من الضروري على السائق الانتباه إلى الطريق عند استخدام هذه الأنظمة، على الرغم من أن كلاً من الحماس لها والحملات التسويقية التي تروجها يدفعان لتجاهل ذلك.
بيّنت الأبحاث أن السائقين الذين يستخدمون أنظمة الأتمتة من المستوى الثاني، التي تجمع نظام تثبيت السرعة التكيّفي ونظام التمركز في المسار، أكثر عرضة لإبعاد أعينهم عن الطريق. بيّنت الأبحاث أيضاً أن مشاهدة مقاطع الفيديو أو فعل أي شيء يشتت الانتباه في أثناء استخدام هذه الأنظمة غير آمن؛ إذ يدفع ذلك السائق للامتناع عن النظر إلى الطريق ويزيد زمن الاستجابة عند الحاجة إليها.
يعمل بعض الأنظمة بآلية تحافظ على تركيز السائق على القيادة من خلال مراقبة وضعية عينيه ورأسه لضمان أنه ينظر إلى الأمام مباشرة. إذا غفلت عينا السائق عن الطريق مدة أكثر من بضع ثوان، ستنبّهه الأنظمة ليعيد انتباه إلى القيادة. ويقلل ذلك احتمال تشتت الانتباه بسبب الهاتف.
شهر أبريل/نيسان هو شهر التوعية بالقيادة المشتتة. ما تزال القيادة المشتتة تتسبب بموت الآلاف في الولايات المتحدة سنوياً، سواء حدثت في أثناء تفعيل وضع القيادة دون استخدام اليدين أو عند استخدام تطبيقات الطرف الثالث أو تكنولوجيا أتمتة القيادة. على الرغم من التقدّم المستمر في تكنولوجيا السيارات، من المرجح أن يظل استخدام الهاتف المحمول في أثناء القيادة يمثّل مشكلة صعبة الحل في المستقبل المنظور.
إذا أردنا مكافحة القيادة المشتتة، يجب أن نراجع الآليات التي طُبّقت في الماضي لتحديد تلك التي نجحت في الحفاظ على سلامة الطرق. هناك آليات أثبتت فعاليتها من قبل، مثل تغيير ثقافة القيادة المشتتة والتعليم والتدريب والحملات الإعلامية الشاملة على غرار حملة "ركّبه أو احصل على مخالفة" (Click It or Ticket) التي حثّت على استخدام أحزمة الأمان. تحقيقاً لهذه الغاية، أطلقت الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة حملة "اترك الهاتف أو ادفع" (Put the Phone Away or Pay) بهدف مكافحة القيادة المشتتة بتاريخ 1 أبريل/نيسان 2024.
ولكل السائقين الذين يقودون سياراتهم بوجود الأطفال، عليكم أن تحرصوا على أن تكونوا قدوة في اتباع السلوك الآمن؛ إذ إن الأطفال يراقبونكم ويتعلمون منكم.