لماذا يزداد الوزن بعد سن الأربعين؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟

لماذا يزداد الوزن بعد سن الأربعين؟ وكيف يمكن السيطرة عليه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PLST_4D

زيادة الوزن واكتساب الدهون صراع قائم سواء كنا في العشرينيات من عمرنا أو حتى في الأربعينيات، والفرق الوحيد هو أن الجسم في سن العشرين يكون ما زال قادراً على خسارة الوزن الزائد بسهولة، بينما يواجه الجسم الأربعيني بعض الصعوبة في ذلك، فما أسباب زيادة الوزن وصعوبة خسارته بعد سن الأربعين وكيف نستطيع عكس ذلك؟

ما السبب وراء حدوث زيادة الوزن بعد سن الأربعين؟

إليك ما يحدث في الجسم بعد سن الأربعين والذي يُفسِّر سهولة اكتساب الوزن وصعوبة خسارته:

1. تبدأ الهرمونات بالخروج عن السيطرة

السبب الأكبر وراء تغيرات وزن الجسم بعد سن الأربعين هو الهرمونات، إذ تتحكم هذه المركبات الكيميائية في معظم وظائف الجسم؛ من التكاثر إلى الشعور بالجوع والشبع. ومع الاقتراب من سن الأربعين، تضطرب مستويات هرمون الأستروجين والبروجسترون والتستوستيرون لدى الذكور والإناث، حيث تغيب سيادة الهرمونات الأنثوية عند الإناث والهرمونات الذكرية عند الذكور، ويؤدي هذا التقلب الهرموني إلى سلسلة من التغييرات التي تبدأ من انخفاض كثافة العظام -خاصة عند الإناث- وكتلة العضلات إلى انخفاض الدافع الجنسي وتغيرات المزاج وزيادة الشهية.

2. تتراجع عملية التمثيل الغذائي تراجعاً طبيعياً مع التقدم بالعمر

لاضطراب الهرمونات يدٌ في حدوث تباطؤ عملية التمثيل الغذائي أيضاً، والذي يظهر بشكلٍ أوضح عند الإناث نتيجة انخفاض مستوى الأستروجين؛ إذ يتباطأ معدل الأيض في أثناء الراحة والحركة ما يؤدي بدوره إلى تراكم المزيد من الدهون وبشكلٍ خاص حول محيط الخصر.

3. تُفقد العضلات غير الدهنية

بعد سن الأربعين، يبدأ الجسم بفقدان الكتلة العضلية التي تعتبر المحرك الرئيسي لحرق السعرات الحرارية في الجسم بنسبة 1% من الكتلة كل عام. وهذا يعود لانخفاض الأستروجين عند الإناث والتستوستيرون عند الذكور، الأمر الذي يؤثّر بدوره في حرق السعرات الحرارية ويُبطئ من معدل الاستقلاب.

اقرأ أيضاً: كيف تبني كتلة عضلية بعد سن الأربعين؟

4. يبدأ حدوث مقاومة الإنسولين

يبدأ الجسم بعدم التحسس للإنسولين مع تقدمه بالسن ومع ازدياد الوزن، وعلى الرغم من أن الإنسولين الهرمون الرئيسي المسؤول عن تنظيم مستوى سكر الدم، فقد يحدث نتيجةً لذلك ارتفاع في سكر الدم بما يترتب عليه من زيادة في إفراز الإنسولين.

وتظهر النتيجة كأنك تشعر بالجوع المستمر حيث يولّد ذلك رغبة كبيرة في تناول الطعام، وهذا لا يؤدي إلى اكتساب الوزن غير المرغوب فيه فحسب، بل يعرض أيضاً لخطر أكبر للإصابة بداء السكري النمط الثاني.

5. يحدث اضطراب في هرمونات الجوع والشبع

تتقلب أيضاً هرمونات الجوع والشبع، وهي الغريلين واللبتين، بعد سن الأربعين، فمع التقدم في العمر، لا تعمل مستقبلات هذه الهرمونات بشكلٍ جيد كما في السابق، وتحدث مقاومتها. ويمكن التغلب على ذلك باتباع عادة بسيطة للغاية وهي الاحتفاظ بمذكرة طعام لتحديد العيوب في عاداتك الغذائية التي تزيد من شعورك بالجوع، وذلك للتعامل بشكلٍ أفضل وواعٍ مع إشارات الجوع واتباع استراتيجية تناول الطعام اليقظ.

6. تتراجع القدرة على الحركة ويقل النشاط

بين الحياة المهنية وأوقات العائلة والأصدقاء في الأربعينيات من العمر تصبح التمارين الرياضية بسهولة فائقة في أسفل قائمة الأولويات، إضافة إلى أن المفاصل المؤلمة سببٌ آخر يجعل من الأربعينين أقل نشاطاً، فالإفراط في إجهاد المفاصل والإصابات الناتجة عن سنوات طوال من الحركة وممارسة التمارين الرياضية ناهيك عن الأمراض المفصلية التنكسية التي تزداد مع التقدم بالعمر، تجعلك تتخلى عن نشاطك المفضّل أو تجبرك على التباطؤ، الأمر الذي بدوره يُبطئ من عملية التمثيل الغذائي ويقلل من مستوى هرمون الإندورفين الذي يتم إطلاقه في أثناء التمرين ويُعزز المزاج ويساعد على الشعور بالتحسن.

اقرأ أيضاً: كيف تتجنب زيادة الوزن حتى مع تناولك للحلوى؟

7. يزداد حدوث التوتر والقلق واضطرابات النوم

يزداد إفراز هرمون الكورتيزول مع التقدم بالعمر والذي يُعرف بهرمون التوتر، ومع ازدياده تنخفض مستويات سكر الدم ما يولّد الرغبة في تناول المزيد من الطعام، وخاصةً الأطعمة السكرية. هذه العملية تُمهّد وبشكلٍ سريع لزيادة الوزن وتراكم الدهون وخاصة حول الخصر. من جهةٍ أخرى، تزداد اضطرابات النوم بعد سن الأربعين نظراً لتراجع مستوى هرمون الميلاتونين الذي ينظّم الساعة البيولوجية، ومع ذلك تترافق اضطرابات الطعام.

ما الذي يمكنك فعله حيال زيادة الوزن بعد سن الأربعين؟

إذا كانت زيادة الوزن جزءاً من رحلة الوصول إلى الأربعينيات من العمر، هذا لا يعني أنه لا يمكنك الحفاظ على صحتك والتخلص من بعض ذلك الوزن الزائد مع القليل من العمل. فيما يلي بعض النصائح لتعزيز عملية التمثيل الغذائي وفقدان الوزن في سن الأربعين:

  • التأكد من تناول كميات كافية من الخضار والفاكهة وشرب ما لا يقل عن 5 أكواب من الماء يومياً، فهذا يحقق شيئاً من التوازن في ظل وجود معدل استقلاب متباطئ، إذ إنها تعزز الشبع بشكلٍ أسرع من الأطعمة الأخرى وتدعم صحة الجهاز الهضمي وتنظيم سكر وإنسولين الدم، كما أنها توفّر العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم للحماية من الأمراض ولإعادة النشاط والرغبة بالحركة.
  • تجنّب استهلاك المشروبات الكحولية. فعلى سبيل المثال، يُقلل استهلاك الكحول مع الطعام من حرق السعرات الحرارية في الوجبات، نظراً لأن الجسم يستهدف تفكيك الكحول وليس الطعام، فهو بذلك يُعطّل من عملية التمثيل الغذائي.
  • الحفاظ على مستوى جيد من الحركة والنشاط يومياً، وتضمين تمارين القوة والتمارين الهوائية في النظام الرياضي، فتمارين القوة تُقلل من تراجع الكتلة العضلية بعد الأربعين، والتمارين الهوائية تُحفّز معدل الاستقلاب وتُسرّع من عملية التمثيل المتباطئة.
  • الحفاظ على جدول نوم صحي، فالنوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعملية التمثيل الغذائي، فإذا كنت لا تحصل على ما يكفي من النوم فهذا سيؤثّر في توازن الهرمونات المنظمة للشهية، كما أنه سيزيد من التوتر والقلق ويُثبّط الدافع الحركي لدى الفرد، وجميعها عوامل تؤدي إلى زيادة الوزن.

المحتوى محمي