الوسوم: أشبع فضولك،الصحة،العلوم،النباتات
نبات الستيفيا أحلى من السكر وخالٍ من السعرات الحرارية، ولكن هل يمكن للمحلي الطبيعي أن يسبب العقم أو قتل الأجنة؟
6 دقائق
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Dionisvera
هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
هذا المقال يحتوي معلومات مدققة علمياً لن تجدها في أي مكان آخر
أدخل بريدك الإلكتروني واحصل على المقال مجاناً
الوسوم: أشبع فضولك،الصحة،العلوم،النباتات
الاشتراك بالنشرة البريدية
تريد المزيد؟ |
---|
سجل في نشرتنا البريدية واستمتع |
تريد المزيد؟ |
|
---|---|
|
سجل في نشرتنا البريدية واستمتع |
الأكثر قراءة
اقرأ أيضاً
متعة حلوة دون تأنيب ضمير، هذا ما تعد به العشبة التي تفوق السكر في حلاوتها والخالية من السعرات الحرارية (ستيفيا) ما يجعلها بديلاً صحياً للسكر في تحلية الأطعمة دون الآثار الصحية السلبية المرتبطة بالسكر المكرر. لكن فقط لأن المادة طبيعية هل يعني ذلك أنها آمنة؟
أثارت بعض الادعاءات تخوفاً من بعض المضاعفات التي قد تتسبب بها ستيفيا، كالعقم لدى النساء، فما مدى صحة هذه الادعاءات وما رأي الخبراء في عشبة ستيفيا؟ إليك ما يخبرنا به العلم حتى الآن.
حقوق الصورة: shutterstock.com/ yul38885
نبات الستيفيا ستيفيا ريباوديانا بيرتوني (Stevia Rebaudiana Bertoni)، نسبة لعالم البنات السويسري موسيه بيرتوني السويسري، الذي اكتشفها أول مرة عام 1899 في غابات الباراغواي، حيث استخدمته قبائل الغواراني منذ أكثر من 1500 عام لتحلية مشروباتهم. ينتمي النبات للفصيلة النجمية (Asteraceae) التي تضم نحو 150 نوعاً من نبات الستيفيا.
الوصف النباتي: الستيفيا نبات عشبي معمر يمكن أن يصل طوله إلى نحو 80 سنتيمتراً، ذو أوراق رمحية الشكل وأزهار أنبوبية بيضاء اللون، لكن عادة ما تتم إزالة الزهور لتحفيز النمو الخضري للأوراق، لأنها مصدر الطعم الحلو للنبات.
اقرأ أيضاً: اكتشاف البروتين الذي يغلق مسام النبات ضد مسببات الأمراض
على الرغم من توثيق بيرتوني للمذاق الحلو الذي يتفوق على السكر لنبات ستيفيا، فإنه بقي مجهولاً حتى ثلاثينيات القرن الماضي، حين تمكن كيميائيون فرنسيون من تحديد سبب الطعم الحلو فيه بعد أن عزلوا اثنين من الجليكوسيدات من أوراق الستيفيا.
لاحقاً، اكتشفت مجموعة من اليابانيين هذا النبات في سبعينيات القرن الماضي، فشحنوا باخرة كاملة بالستيفيا ليتمكنوا من زراعتها في بلادهم، إلا أن ضيق المساحات المخصصة للزراعة دفعت باليابانيين إلى نقل العشبة إلى الصين، حتى أصبحت اليوم المنتج الرئيسي له بمساحة لا تقل عن 25 ألف هكتار، بينما لا تتجاوز مساحة الأراضي المزروعة بالستيفيا في الباراغواي 2000 هكتار.
يأتي الطعم الحلو لنبات الستيفيا من جليكوسيدات ستيفيول، والتي تضم نحو 40 مركباً. تتكون جميع جليكوسيدات الستيفيول من مادة ستيفيول ترتبط بها جزيئات الغلوكوز بما يسمى روابط الجليكوسيد، وتتنوع جليكوسيدات الستيفيول بتنوع عدد جزيئات الغلوكوز ومكان ارتباطها. ومن أهمها:
حددت لجنة الخبراء المشتركة بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية المعنية بالمضافات الغذائية مستوى المدخول اليومي المسموح به من ستيفيول جليكوسيدات عند 0-4 ملليغراماً لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
اقرأ أيضاً: ما هي أضرار المحليات الصناعية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Zerbor
من الفوائد المحتملة لنبات الستيفيا:
حدد الباحثون من المركز القومي للبحوث في مصر، عصمت أبوعرب، وعزة أبوعرب، ومحمد فريال أبوسالم، القيمة الغذائية لنبات الستيفيا في دراسة لهم نُشرت في "المجلة الإفريقية لعلوم الغذاء" (African Journal of Food Science):
يُستخدم مستخلص أوراق الستيفيا كبديل للمحليات الصناعية لمرضى السكري لأنه أحلى من سكر المائدة (السكروز) بنحو 200 ضعف. من ناحية أخرى يخلو محلي الستيفيا من السعرات الحرارية، حيث أشارت دراسة منشورة في دورية "الشهية" (Appetite) إلى أنه وعلى عكس السكروز لا تستطيع أمعاء الجسم تكسير جليكوسيدات الستيفيا وهضمها إلى سكريات بسيطة، وبالتالي ليس لها تأثير على مستوى الغلوكوز والإنسولين في الدم، مهما كانت درجة حلاوة الوجبة، ما يتيح لمرضى السكري تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة والامتثال لخطة وجبات صحية.
اقرأ أيضاً: العلماء يرصدون وجود خلايا مسببة لمرض السكري في البنكرياس
تعمل السيفيا على ارتخاء الأوعية الدموية ومنع تضيقها عن طريق منع أيونات الكالسيوم من دخول الخلايا البطانية للأوعية الدموية، كما تحتوي الستيفيا على مكونات مدرة للبول ومحفزة لإفراز الصوديوم، وهذا ما ينتج عنه انخفاض الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، وبالتالي ضبط ضغط الدم وحماية القلب من خطر النوبات القلبية.
في عام 2003، أظهرت دراسة استمرت سنتين ونُشرت في دورية "المداواة السريرية" (Clinical Therapeutics)، أنه يمكن للستيفيا أن تساعد في خفض ضغط الدم وتنظيم ضربات القلب.
يسهم تناول السكريات بالإصابة بالسمنة وتطور مرض السكري من النوع 2، لذا يمكن أن يساعد استبدال السكر بمحلي الستيفيا الخالي من السعرات الحرارية في إدارة الوزن وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بتناول السكريات. علاوة على ذلك، تساعد الستيفيا في خفض الشهية لتناول السكر بإحدى الطريقتين:
اقرأ أيضاً: كيف يؤثر اضطراب فقدان الشهية العصبي على وظائف الدماغ؟
يحتوي نبات الستيفيا على مركبات الستيرول، وبشكل خاص على مركب الكايمبفيرول. أظهرت دراسة نًشرت في دورية "بلوس ون" (PLoS One) أن الكايمبفيرول يقلل من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 23%.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تشكك بفائدة تنظير القولون في تخفيض معدل الإصابة بسرطان القولون
أثير جدل حول نبات الستيفيا بسبب الاعتقاد بتسبب العشبة بالعقم للنساء، وأن بعض قبائل الباراغواي قد استخدمت منقوع الستيفيا كوسيلة لمنع الحمل. يستند مناصرو هذا الاعتقاد على دراستين سابقتين، وهما:
قام الباحث الفرنسي جوزيف كروس من جامعة بوردو الفرنسية عام 1968، بإجراء دراسة على الفئران للتأكد من دور العشبة كوسيلة لمنع الحمل. في الدراسة التي نُشرت في دورية "ساينس" (Science)، تم إطعام الفئران عشبة الستيفيا بكميات كبيرة وفقاً للمعايير البشرية، فنتج نسل أقل عدداً من المجموعة الضابطة.
كان تقرير كروس محدوداً بسبب نقص في التفاصيل حول جوانب مهمة من الدراسة، على سبيل المثال:
بعد 20 عاماً على دراسة كروس، كرر الباحث البرازيلي ماورو ألفاريز في جامعة مارينجا تجربة كروس عام 1988، وأكد في دراسته التي نُشرت في "دورية العلوم الصيدلانية البرازيلية" (Brazilian Journal of Pharmaceutical Sciences)، أن الفئران التي أعطيت ستيفيا تعرضت لتأثير مانع للحمل مشابه لتلك التي ذكرها كروس، حيث انخفض معدل الخصوبة فيها بنحو 50- 79% بعد 18 يوماً من الابتلاع.
تعرضت دراسة ألفاريز للنقد لافتقارها المعلومات والتحليل المطلوبة في الدراسات البحثية، فلم يتم تحديد بيانات الحالة السريرية لحيوانات التجربة، ولم يتم إثبات إمكانية الوصول إلى النتائج نفسها على البشر.
في النهاية قادت دراسة ألفاريز الأبحاث والدراسات اللاحقة التي لم تتمكن من ربط استهلاك الستيفيا بتراجع الخصوبة، إلى الاعتقاد بآمان استهلاك الستيفيا، حيث كتب بعد أن ربطت منظمة الغذاء والدواء مخاوفها من سلامة عشبة الستيفيا بدراسته قائلاً: "الطريقة الوحيدة الممكنة للإبلاغ عن أن النتائج أظهرت آثاراً ضارة هي إخراج المعلومات من سياقها. بصفتي عالماً لأكثر من 15 عاماً في البحث عن سلامة ستيفيا والعديد من النباتات الأخرى المستخدمة كغذاء أو مكونات غذائية، يمكنني أن أؤكد أن استنتاجاتنا في هذه الدراسات المختلفة تشير إلى أن ستيفيا آمنة للاستهلاك البشري كمُحلٍ".
اقرأ أيضاً: ما أسباب العقم عند الذكور والإناث؟
نظراَ لافتقار الدراسات السابقة لمنهجية البحث، أجرى العديد من الباحثين دراسات لدحض الاعتقاد بتسبب الستيفيا بتراجع الخصوبة وتأثيرها كمانع للحمل، ومنها:
أثارت دراسة أجراها علماء السموم في جامعة كاليفورنيا الأميركية، ونُشرت في دورية علم السموم الغذائية والكيميائية (Food and Chemical Toxicology)، بعض المخاوف أيضاً حول قدرة جليكوسيدات الستيفيا، وبشكل خاص الستيفيوسيد وليس الريبوديوسيد أ، على التسبب في كسر الحمض النووي وتلف الكروموسومات، وبالتالي إحداث الطفرات.
ومع ذلك، دحضت المراجعة النقدية للسمية الجينية لستيفيول وجليكوسيدات ستيفيول استنتاج الباحثين في جامعة كاليفورنيا، حيث وجدت الدراسة التي نُشرت في دورية علم السموم الغذائية والكيميائية (Food and Chemical Toxicology) نقصاً في الأدلة على السمية الجينية.
اقرأ أيضاً: دراسات استمرت لعقود تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالسرطان والموت المبكر
على الرغم من أن العديد من الدول وافقت على استخدام ستيفيا كمحليات بديلة للسكر في الغذاء، مثل اليابان والبرازيل وأستراليا ونيوزيلندا، فإن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم توافق على استخدام العشبة كمادة مضافة، أي لم تسمح باستخدام ستيفيا الخام أو الأوراق الكاملة، في حين اعتبرت عام 2008 أن مستخلص الأوراق مادة آمنة للاستخدام كمادة مضافة للغذاء ضمن المنتجات الغذائية.
وفي عام 2011 أذنت المفوضة الأوروبية باستخدام مادة الجليكوسيدات الستيفيول عالية النقاء (95%) في الأطعمة والمشروبات في الاتحاد الأوروبي.
كما أعلنت هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA) أن التحلية بالستيفيا آمنة في عام 2010، في إشارة إلى تقرير من منظمة الصحة العالمية (WHO) من عام 2008.
وفقاً للدراسات السابقة وغيرها، لا يوجد حتى الآن دليل علمي يثبت صحة الادعاءات بتأثير الستيفيا على خصوبة أي من الذكور أو الإناث، على الأقل لجرعة يومية ليست عالية جداً. وقد تكون الستيفيا عشبة مفيدة للنساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، واللاتي يبحثن عن بديل للسكر في وجباتهن الغذائية.
ومن وجهة نظر أخرى، أثيرت التساؤلات حول السبب الذي منع شركات الأدوية من استخدام العشبة لتطوير وسيلة أكثر أماناً وفعالية لمنع الحمل.
Privacy Overview
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.