8 أصناف من الأدوية الشائعة تسبب زيادة الوزن

4 دقيقة
8 أصناف من الأدوية الشائعة تسبب زيادة الوزن
حقوق الصورة: shutterstock.com/heliopix

تُظهِر معظم الأدوية تأثيرات جانبية، من بين هذه التأثيرات زيادة الوزن التي تتسبب بها أدوية شائعة مثل أدوية العلاج النفسي التي يتناولها مرضى الاكتئاب واضطراب الوسواس القهري، وأدوية السكري وارتفاع ضغط الدم والصرع والحساسية والالتهاب. 

لا تسبب الأدوية جميعها زيادة الوزن بالقدر ذاته، كما لا يظهر هذا الأثر لدى المرضى جميعهم. وفي الواقع، يزداد الوزن بعد تناول الأدوية لعدة أسباب؛ قد يزيد الدواء الشهية أو يسبب احتباس السوائل أو يزيد تخزين الدهون، أو قد يكون السبب في تباطؤ عملية التمثيل الغذائي، أو ربما تظهر الزيادة باعتبارها أثراً غير مباشر، إذ يسبب الدواء التعب أو الخمول ما يؤدي إلى ضعف النشاط والتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية. في المقابل، قد تكون زيادة الوزن غير مرتبطة بالدواء، وتنتج عن حالات أخرى مثل النظام الغذائي السيئ أو قلة التمارين الرياضية. 

الأدوية التي تسبب زيادة الوزن

فئات الأدوية التي تسبب زيادة الوزن منتشرة بكثرة، وفيما يلي أكثرها شيوعاً مع بعض من بدائلها:

مضادات الاكتئاب

تؤدي بعض مضادات الاكتئاب إلى زيادة الوزن لأنها تتدخل بعمل الناقل العصبي السيروتونين الذي يعزز الشعور بالسعادة ويتحكم في الشهية. ويزيد بعضها الآخر تأثيرات مضادات الهيستامين التي تعزز الشهية. وبما أن بعض مضادات الاكتئاب تسبب التهدئة، قد يقل النشاط ويبتعد المصاب عن ممارسة التمارين الرياضية. يتوفر العديد من البدائل لعلاج الاكتئاب، ويمكن تناول المناسب منها بعد استشارة الطبيب.

مضادات الذهان وعلاجات اضطرابات المزاج

تُستخدم مضادات الذُهان لعلاج الأمراض النفسية مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب، أو لعلاج حالات الاكتئاب القوية. تسبب هذه الأدوية بعض التغيرات الاستقلابية بالإضافة إلى زيادة الشهية والوزن. ويُنصح مرضى الذهان بمراقبة وزنهم ومحيط الخصر ونسبة الدهون وضغط الدم ومستوى السكر في الدم، وخاصة أن بعض هذه الأدوية تُضعف التحكم في الغلوكوز وتؤدي إلى مقاومة الإنسولين، وبالتالي الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني.

أدوية مرض السكري

تتحكم أدوية مرض السكري بنسبة السكر في الدم. تؤدي أدوية علاج مرض السكري من النمط الثاني إلى زيادة الوزن واحتباس السوائل. تعمل هذه الأدوية على خفض نسبة الغلوكوز في الدم عن طريق تحفيز إفراز الإنسولين، ما قد يؤدي إلى زيادة الشهية.

أما حُقن الإنسولين فتُستخدم في علاج السكري من النمط الأول وبعض المصابين بالسكري من النمط الثاني، وتؤدي إلى زيادة كبيرة في الوزن، إذ يعمل الإنسولين على إدخال الغلوكوز إلى الخلايا بدلاً من البقاء في الدم. إضافة إلى أن تناول الكثير من السعرات الحرارية على شكل غلوكوز يؤدي إلى زيادة الوزن لأنه يُخزَّن على شكل دهون إذا لم يُحرق بممارسة التمارين الرياضية.

لحسن الحظ، تنتشر اليوم أدوية بديلة تعالج السكري من النمط الثاني دون تأثير في الوزن، أو قد تُخفّض الوزن، ومنها الميتفورمين ومستقبلات الببتيد الشبيهة بالغلوكاغون-1 (GLP-1 agonists).

اقرأ أيضاً: هل يسبب شرب الماء البارد زيادة في الوزن؟ 

أدوية القلب

تُسبب أدوية القلب، التي تُسمى "حاصرات بيتا"، اكتساباً سريعاً للوزن، لأنها تؤدي إلى احتباس السوائل، الذي يشكل خطراً على القلب والرئتين، ما يستدعي طلب الرعاية الصحية على الفور. تؤدي حاصرات بيتا أيضاً إلى الشعور بالتعب، وبالتالي زيادة الوزن بسبب ضعف النشاط، وقلة عدد السعرات الحرارية المحروقة خلال اليوم.

تُستخدم حاصرات بيتا لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وألم الصدر (الذبحة الصدرية)، وحماية القلب أو منع الإصابة بالنوبات القلبية، ويمكن اللجوء إلى أدوية ضغط الدم الأخرى التي لا تسبب زيادة الوزن، بعد استشارة الطبيب.

مضادات الهيستامين

تُعطى مضادات الهيستامين عادةً لعلاج حالات التحسس مثل التهاب الأنف التحسسي (حمى القش)، وحساسية الطعام، وحساسية الأدوية، ولدغات الحشرات والشرى، ولتخفيف أعراض البرد أو الإنفلونزا. ترتبط هذه الأدوية بزيادة الوزن لأن إيقاف نشاط الهيستامين يؤدي إلى زيادة الشهية. تسبب بعض مضادات الهيستامين أيضاً النعاس الذي يؤدي إلى قلة النشاط وزيادة الوزن.

يمكن استخدام رذاذ الأنف عوضاً عن أدوية مضادات الهيستامين للتخلص من أعراض الحساسية ومنع زيادة الوزن بسبب الدواء.

أدوية منع الحمل

تحتوي حبوب منع الحمل على هرمون الإستروجين أو البروجستين، ويؤدي تناول هذه الهرمونات بجرعات عالية إلى زيادة الوزن. عموماً، تحتوي حبوب منع الحمل الجديدة على جرعات أقل من هرموني الإستروجين والبروجستين، وبالتالي لم تعد تسبب زيادة كبيرة في الوزن. في المقابل تسبب حقنة منع الحمل، التي تُعطى كل 3 أشهر، زيادة كبيرة في الوزن لدى بعض النساء.

اقرأ أيضاً: هل تسبب وسائل منع الحمل زيادة الوزن؟ 

الكورتيكوستيرويدات

تُعطى أدوية الكورتيكوستيرويدات لعلاج حالات عديدة، منها الربو والحساسية والتهاب المفاصل والحالات الالتهابية المؤلمة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو مرض التهاب الأمعاء. وهي تؤثر في معدل الاستقلاب، وتزيد الشهية والإفراط في تناول الطعام، وقد تؤدي إلى تراكم الدهون الزائدة في منطقة البطن. يظهر هذا العرَض الجانبي وغيره عند تناول الكورتيكوستيرويدات بجرعات كبيرة ومدة طويلة، لذلك غالباً ما توصَف فترة قصيرة، ومن ثمّ تُخفّض الجرعة ببطء، ما قد يساعد على تقليل الآثار الجانبية. 

بدلاً من الكورتيكوستيرويدات المسببة لزيادة الوزن، تُعطى الكورتيكوستيرويدات القابلة للحقن الموضعي، مثل الحقن في مفصل الركبة أو العمود الفقري للالتهابات، والكورتيكوستيرويدات المستنشَقة المستخدمة لعلاج الربو. وتُعطى المسكنات أو مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين لحالات الألم الذي يتطلب علاجاً طويل الأمد.

مضادات الاختلاج ومثبتات الحالة المزاجية وأدوية الصداع النصفي

ترتبط بعض الأدوية، مثل الأدوية المضادة للصرع والاضطراب ثنائي القطب والوقاية من الصداع النصفي وأدوية علاج اضطرابات المزاج، بزيادة كبيرة في الوزن، خاصة في الحالات التي تتطلب تناول الدواء على المدى الطويل. كما تزيد السمنة مخاطر الصداع النصفي وشدته.

تتوفر الآن أدوية تُعالج الصرع والصداع النصفي، بالإضافة إلى أنها تثبط الشهية وتسبب فقدان الوزن لدى بعض الأشخاص.

اقرأ أيضاً: ما هي أسباب الزيادة السريعة والمفاجئة في الوزن؟ 

في كثير من الحالات، يمكن تجاوز عَرَض زيادة الوزن عبر تبديل الدواء أو تقليل الجرعة أو تغيير فئة الدواء، وقد يكون العلاج الدوائي ضرورياً جداً، وقد لا تكون البدائل مناسبة، لذلك يجب عدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، فذلك أكثر خطورة من مشكلة زيادة الوزن. ويُنصح أيضاً بممارسة التمارين اليومية واتباع نظام غذائي صحي وضبط تناول الملح والإكثار من شرب الماء.

المحتوى محمي