ما العلاقة بين القهوة والفياغرا والإصابة بمرض ألزهايمر؟ دراسة حديثة تُجيب

ما العلاقة بين القهوة والفياغرا والإصابة بمرض ألزهايمر؟ دراسة حديثة تُجيب
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Yuriy Maksymiv
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

البحث المتواصل ما زال مستمراً حول دواء يُشفي من داء ألزهايمر، أو يقي من الإصابة ويقلل من خطرها، إذ تم تحليل أكثر من 1600 دواء معتمد على أمل العثور على دواء يمكن إعادة استخدامه لمحاربة الأسباب الجذرية، وكانت الإجابة مفاجئة وهي “الفياغرا”.

قد يبدو لنا أن أحد الأدوية العصبية سيؤدي الدور المنشود، إلّا أن دراسة نُشرت في دورية “نيتشر” توصلت إلى أن استخدام عقار الفياغرا يقلل من خطر الإصابة بداء ألزهايمر بنسبة تصل إلى 70% وسطياً، وفي دراسة أخرى تبين أن للقهوة تأثيراً يبطئ من عجلة تطور ألزهايمر، فما تفاصيل هاتين الدراستين؟

اقرأ أيضاً: إليك ما نعرفه عن أول دواء لمرض ألزهايمر

أبعاد استخدام دواء الفياغرا بما يخصُّ الوقاية من مرض ألزهايمر

يُستخدم عقار السيلدينافيل، المعروف بالفياغرا لتدبير ضعف الانتصاب وفي علاج ارتفاع التوتر الدموي الشرياني الرئوي، أمّا الآن فأُضيفت ميزة أخرى لهذا الدواء وهي الوقاية من حدوث مرض ألزهايمر.

تضمنت الدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر” 7.23 مليون شخص، منهم مستخدمو عقار الفياغرا السيلدينافيل، وتمت متابعة المشاركين جميعهم لمدة 6 أعوام، لتنص النتائج على أن مستخدمي الفياغرا كانوا أقل عرضة للإصابة بألزهايمر بنسبة 69% عند مقارنة معدل الإصابة بينهم وبين المجموعة التي لم تستخدم الدواء.

وأبعد من ذلك، قام الباحثون بفحص الخلايا الدماغية للمشاركين وتبين وجود نمو أكبر لخلايا الدماغ عند مستخدمي الفياغرا، كما كانت التشابكات الليفية العصبية في أدمغتهم أقل، الأمر الذي يعد جيداً؛ فزيادة التشابكات الليفية علامة حيوية مبكرة لمرض ألزهايمر.

إضافة لذلك، كان تعبير بروتينات تاو في الخلايا العصبية لدى المرضى المشاركين بالدراسة ممن يعانون مراحل مبكرة من ألزهايمر أضعف عند مستخدمي الفياغرا، ما يدعم فعلياً تأثيره المفيد المحتمل في تحسين الإدراك والذاكرة، إذ تعتبر بروتينات تاو ذات تأثير سام ضار على صحة الخلايا العصبية وذلك حسب الطبيب فيكسيونج تشينج، أحد باحثي الدراسة والحاصل على شهادة الدكتوراة من معهد ليرنر للأبحاث الذي يتبع لعيادة كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل الفياجرا؟ إليك حقائق عن الحبة الزرقاء الصغيرة

كيف فُسِرت النتائج؟

انطلق الباحثون في تفسيرهم للنتائج من نقطة أن نقص التروية المزمن لبعض مناطق الدماغ العميقة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بألزهايمر وبعض أشكال الخرف. وعلم الرغم من أن عقار الفياغرا يساعد على تدبير ضعف الانتصاب وارتفاع التوتر الشرياني الرئوي عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم نظراً لأنه يتركب من مثبطات فوسفوديستراز، فقد توقع الباحثون أن الفياغرا ساعد على تحفيز التروية الدماغية بالشكل نفسه، موفراً بعض الحماية ضد مرض ألزهايمر.

وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة واعدة للغاية بما يتعلق بالدور الإيجابي والفعّال للسيلدينافيل في الوقاية من حدوث ألزهايمر، فإن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث والدراسات لتأكيد النتائج ولطرح عقار الفياغرا عقاراً يقي من حدوث ألزهايمر بشكلٍ صريح. 

القهوة تكافح وتؤخّر من أعراض داء ألزهايمر

في دراسة أخرى نُشرت في دورية “فرونتير إن فيتيرناري ساينس” سلّطت الضوء على دور القهوة في تدبير داء ألزهايمر، تبين بعد متابعة المشاركين بالدراسة لمدة 126 أسبوعاً، أن الأشخاص الذين لا يعانون أي فقدانٍ للذاكرة والذين استهلكوا كميات أعلى من المتوسط من القهوة، كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بالضعف الإدراكي المعتدل، الذي يعتبر مرحلة “ما قبل الإصابة بألزهايمر”.

كما ارتبط ارتفاع استهلاك القهوة بتراجع إدراكي أبطأ عند مرضى المراحل المبكرة من داء ألزهايمر، ووُجد تراكم أقل للويحات الأميلويد-بيتا في الدماغ، التي تظهر بشكلٍ موثوق كإحدى العلامات الأولى للتدهور المعرفي لدى الأفراد ذوي الخطورة العالية للإصابة. بينما لم يتم إثبات أي تأثير للقهوة أو ارتباط في المادة الرمادية الدماغية أو المادة البيضاء، أو حجم الحصين.

وقالت سامانثا جاردنر،  إحدى مؤلفي الدراسة وباحثة في علوم الوراثة الجزيئية في التكنولوجيا الحيوية في جامعة إديث كوان: “لأن هناك نقصاً في العلاجات الفعالة لداء ألزهايمر، نبحث بشكل مستمر في عوامل الخطر القابلة للتعديل التي يمكن أن تؤخّر ظهور المرض، فتأخير ظهور الأعراض لخمس سنوات هو إنجاز بحد ذاته وذو فوائد اجتماعية واقتصادية هائلة، والأمر المتطابق أن القهوة واحدة من أكثر المشروبات استهلاكاً حول العالم”.

اقرأ أيضاً: ليكمبي: دواء جديد لمرض ألزهايمر يحيي الآمال ويثير التساؤلات

واختتمت جاردنر الدراسة موضحةً أن النتائج التي تم التوصل إليها ليست سوى بيانات أولية وتحتاج إلى الكثير من البحث قبل التوصية بها بشكلٍ معلن، إلّا أنها أكدت أن النتائج حول تأثير القهوة في إبطاء عجلة تطور ألزهايمر إيجابية، آملةً أن يتم دمجها كعامل نمط حياة قابل للتعديل يؤخّر من ظهور داء ألزهايمر في المستقبل.