ما هي أبرز العلاجات لمكافحة السرطان؟

3 دقيقة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Juan Gaertner

يحتل السرطان موقعاً متقدماً باعتباره أصعب التحديات الصحية التي تواجه البشرية على الرغم من التقدم التكنولوجي، ولكن الجهود المبذولة في عام 2024 نتج عنها تطورات غير مسبوقة في تقنيات علاج السرطان وتشخيصه. ما وفر آمالاً جديدة لمرضى السرطان حول العالم، وشكل قفزة نوعية للقضاء على هذا المرض الخبيث. فما هي أبرز هذه التقنيات الحديثة؟ وكيف تعمل على مكافحة السرطان؟

اقرأ أيضاً: لبن الزبادي قد يكون مفتاح الوقاية من سرطان القولون والمستقيم

أحدث علاجات السرطان حتى نهاية عام 2024

كان السرطان مسؤولاً عن 10 ملايين وفاة عام 2020 حول العالم، ما يجعله أولوية مستهدفة من قبل العديد من جهات الصحة المحلية والعالمية، وتشمل أبرز العلاجات الحديثة والتطورات لعلاج السرطان بنهاية عام 2024 ما يلي:

اللقاحات السرطانية

تعتبر لقاحات السرطان واحدة من أبرز التقنيات الحديثة المناعية لعلاج السرطان، حيث يصممها الباحثون بالاستناد إلى التركيب الجيني الفريد لكل ورم خبيث، ما يجعلها علاجاً شخصياً وناجعاً لكل حالة بمفردها. تعتمد تقنية هذه اللقاحات على تحليل الطفرات الجينية في الورم، واستخدام الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) لتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بدقة، وتعمل هذه اللقاحات على تقليل الآثار الجانبية مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، وتعد وقائية وعلاجية في الوقت ذاته. تستخدم هذه التقنية حالياً لعلاج سرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان المبيض.

اختبار الكشف المبكر عن 18 نوعاً من السرطان

طور علماء من شركة نوفيلنا (Novelna) الأميركية اختباراً يمكنه تحديد 18 نوعاً من السرطان في مراحله المبكرة عن طريق تحليل الدم، ويعتمد هذا الاختبار على تقنيات حديثة لتحليل مؤشرات حيوية تشمل بروتينات محددة في الدم بدقة عالية، ونجح الاختبار بتحديد 93% من حالات السرطان في المرحلة الأولى لدى الرجال و84% لدى النساء. يمثل هذا الاختبار خطوة كبيرة نحو الكشف المبكر عن السرطان بتكلفة أقل ودون الحاجة إلى إجراءات جراحية معقدة.

حقنة علاج السرطان التي تستغرق 7 دقائق لإعطائها

اعتمدت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا حقنة علاج السرطان التي تستغرق 7 دقائق فقط لإعطائها، بدلاً من العلاج الوريدي الذي يستغرق ساعة لمنحه عبر الوريد، وتستخدم هذه الطريقة لإعطاء دواء أتيزوليزوماب (Atezolizumab) لعلاج سرطان الثدي وسرطان الرئة، ما يختصر وقت المرضى والأطباء، ويقلل الضغط على المرافق الطبية للتفرغ من أجل علاج عدد أكبر من المرضى.

علم الأورام الدقيق

يستخدم هذا العلم في تشخيص السرطان وعلاجه، ويعتمد على دراسة التركيب الجيني والجزيئي للأورام السرطانية لدى كل مريض والمركبات الموجودة في موقع تشكل الورم، ما يتيح تطوير علاجات موجهة ومخصصة لكل ورم بالاستناد لدراسات معمقة. تفيد هذه الدراسات في تحديد العلاجات الأكثر فعالية لكل سرطان، ويسهم في استهداف الخلايا السرطانية دون التأثير سلباً في الخلايا السليمة.

اقرأ أيضاً: ما هي أعراض سرطان الجيوب الأنفية؟

الذكاء الاصطناعي لتشخيص السرطان وعلاجه

يستخدم الذكاء الاصطناعي لتسريع التشخيص المبكر للسرطان وتحسين استراتيجيات العلاج، ومن الأمثلة على استخدامه نموذج طوره باحثون في المعهد النرويجي للصحة العامة بالتعاون مع عدة جهات أخرى، يمكنه التنبؤ بإصابة الشخص بسرطان الرئة قبل 6 سنوات من التشخيص الفعلي. كما يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية وتحديد الأورام التي لا تعد واضحة بالنسبة لأطباء الأشعة. 

الخزعات السائلة 

تعتمد الخزعات السائلة على تحليل الدم لتشخيص السرطان، وترصد الحمض النووي الذي تفرزه الخلايا الورمية والذي يتحول في الدم، بصفته علامة لتحديد السرطان في وقت مبكر وتحديد العضو المصاب بالسرطان وشدته. تسهم هذه التقنية في تسريع عملية تشخيص السرطان، وتقلل الحاجة إلى التدخلات الجراحية التقليدية لأخذ الخزع النسيجية من الأعضاء المشكوك بوجود سرطان بها، مثل أخذ قطعة من نسيج الرئة لتحليل وجود سرطان الرئة.

علاج السرطان المناعي بالخلايا التائية

يعمل علاج السرطان المناعي بالخلايا التائية (CAR-T) على تعديل الخلايا التائية المناعية جينياً لجعلها قادرة على التعرف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها، إذ تقوم الخلايا السرطانية بإخفاء نفسها عادة للتهرب من الجهاز المناعي. أظهرت التجارب السريرية لهذه التقنية نتائج مبشرة، خاصةً في علاج سرطانات الدم. لكن التكلفة العالية لهذا العلاج والآثار الجانبية الشديدة له تمثل تحديات لتعميمه على نحو أكبر، فهذه الطريقة بحاجة للمزيد من التطوير.

علاجات الميكروبيوم

أكد علماء من جامعة بوخارست أن الميكروبيوم البشري يؤدي دوراً مهماً في تنظيم الجهاز المناعي ومكافحة السرطان، ويمكن الاستفادة من الميكروبيوم في تطوير لقاحات تؤثر في مجموع البكتيريا المكونة له من أجل تحفيز الجهاز المناعي على مهاجمة الخلايا السرطانية. 

عكس حالة الخلايا السرطانية

تمكن باحثون من معهد كوريا للعلوم والتكنولوجيا من تطوير تقنية جديدة لعكس خصائص الخلايا السرطانية إلى حالة مشابهة للخلايا الطبيعية، وتعتمد هذه التقنية على اكتشاف "مفتاح جزيئي" يمكنه إعادة برمجة الخلايا السرطانية في اللحظة التي تحولت فيها إلى خلايا خبيثة، وأظهرت هذه التقنية نتائج ناجحة في علاج خلايا سرطان القولون. يمكن لهذا النوع من العلاجات أن يؤدي إلى ظهور أدوية جديدة للقضاء على الأورام الصلبة صعبة العلاج.

اقرأ أيضاً: ماذا نعرف عن لقاح السرطان الذي طورته روسيا؟

تشارك الباحثة وأستاذة علم المناعة والأورام، الدكتورة روزابيل شديد، فيديو عبر قناتها على اليوتيوب تتحدث به عن العلاج المناعي للسرطان، وأهم المعلومات حوله.

المحتوى محمي