أصبحت وسائل منع الحمل شائعة الاستخدام اليوم، قد يُفضّل بعضها على الآخر لأسباب مختلفة منها التسبب بزيادة الوزن، لكن هل وسائل منع الحمل جميعها تسبب زيادة الوزن؟
هل تسبب وسائل منع الحمل زيادة الوزن؟
تُسمّى وسائل منع الحمل بالهرمونية لأنها تحتوي إمّا على هرمون الاستروجين أو البروجسترون، أو البروجسترون وحده، وكلاهما هرمون يفرزه الجسم بشكلٍ طبيعي. وعن طريق زيادة نسبة الهرمونات، يمكن منع الإباضة.
تعمل بعض أنواع وسائل منع الحمل الهرمونية أيضاً على زيادة سماكة مخاطية عنق الرحم وتخفيف سمك بطانة الرحم لمنع انغراس البويضة.
اقرأ أيضاً: دليلك للتعرف على فعالية حبوب منع الحمل
بدأ إنتاج حبوب منع الحمل في أوائل الستينيات، وكانت تحتوي على مستويات عالية جداً من هرمون الاستروجين (150 ميكروغراماً) والبروجسترون. كان يسبب البروجسترون زيادة الوزن حينها، لأن الجرعات العالية منه تسبب زيادة الشهية، أمّا الاستروجين فيسبب احتباس السوائل. تحتوي حبوب منع الحمل الآن على كميات أقل بكثير من هرمون الاستروجين (20 إلى 50 ميكروغراماً). لذلك من غير المرجّح أن تكون مسببة لزيادة الوزن.
ينطبق الأمر ذاته على معظم أشكال منع الحمل الهرمونية المختلفة والشائعة اليوم مثل اللصاقات التي توضع على الجلد وتفرز الهرمونات، واللولب الهرموني، وأي زيادة في الوزن قد تحدث في الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد بدء تناول هذه الحبوب يكون سببها احتباس السوائل، وليست زيادة في الدهون، كما أن احتباس السوائل لا يسبب بالمجمل زيادة ظاهرة في الوزن، كما قد يكون السبب هو زيادة الوزن التي تحدث بشكلٍ طبيعي مع التقدم في السن.
إذا ترافق تناول حبوب منع الحمل مع زيادة الوزن، سيكون السبب غالباً إحداث تغيرات في واحد أو أكثر مما يلي:
- النظام اليومي، مثل الجلوس فترات طويلة.
- النظام الغذائي، وزيادة مدخول السعرات الحرارية.
- تباطؤ عملية التمثيل الغذائي مع التقدم في العمر.
- ممارسة التمارين الرياضية التي تبني العضلات مثل رفع الأثقال.
إذا تعرضتِ لزيادة الوزن الطفيفة بسبب زيادة الشهية التي قد تنتج عن تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون، يمكنكِ تجاوز ذلك إمّا بممارسة الرياضة وتناول طعام صحي أو البحث عن نوع من الحبوب يحتوي على نسبة أقل من هذا الهرمون، بحيث لا تكون السبب في زيادة الشهية والوزن.
تحتوي بعض وسائل منع الحمل، وتُسمّى وسائل منع الحمل الهرمونية المركبة، على كلا نوعي الهرمونات الاستروجين والبروجسترون. يُفضَّل الابتعاد عن هذا النوع من الحبوب لتجنب أي زيادة محتملة في الوزن.
في المقابل، تسبب حقنة منع الحمل التي تُعطى كل ثلاثة أشهر زيادة قليلة في الوزن، تبلغ الزيادة في المتوسط نحو 2.5 كيلوغرام في العام، وذلك لأن الحقنة تحتوي على جرعة كبيرة من هرمون البروجسترون الفاتح للشهية.
بعض وسائل منع الحمل لا تدعو للقلق نهائياً من زيادة الوزن، وذلك لعدم اعتمادها على الهرمونات، مثل اللولب النحاسي أو ربط الأنابيب.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل حبوب منع الحمل؟ وما هي آثارها الجانبية؟
هل يمكن أن تسبب وسائل منع الحمل فقدان الوزن؟
لا تسبب حبوب منع الحمل أيضاً فقدان الوزن، لكن يمكن أن تحتوي حبوب منع الحمل المركبة على مركب يعمل بطريقة مشابهة لمدرات البول، ما يؤدي إلى تخليص الجسم من الماء وتقليل الانتفاخ، ما يسبب فقداناً طفيفاً بالوزن ناتجاً عن التخلص من السوائل وليس الدهون.
هل يسبب إيقاف تناول حبوب منع الحمل زيادة الوزن؟
عند التوقف عن تناول حبوب منع الحمل، من الطبيعي أن تحدث بعض التغيرات والأعراض، مثل الصداع وألم في الثدي أو تغيرات في الدورة الشهرية. قد تحدث أيضاً تغيرات مؤقتة في الوزن ولكن من المحتمل أن يكون السبب تقلبات الهرمونات واحتباس السوائل أو التغيرات في الشهية.
اقرأ أيضاً: كل ما ترغب في معرفته عن حبوب منع الحمل للرجال
الآثار الجانبية الأخرى لوسائل منع الحمل
لا تُعدّ زيادة الوزن من الآثار الجانبية لحبوب منع الحمل، لكن يمكن أن تظهر بعض الأعراض الناتجة عنها مثل الغثيان والصداع وألم في الثدي وتغيرات في المزاج، والإفرازات المهبلية، وضعف الرغبة الجنسية، والتشنج أو آلام الحوض، وحب الشباب.
أمّا اللولب، فيزيد خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والمثانة، والتشنج، والنزيف بين فترات الدورة الشهرية، وطول مدة الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.