أظهرت دراسة عُرِضت في الجلسة العلمية السنوية للكلية الأميركية لأمراض القلب أن مستويات الكوليسترول في الجسم لم ترتفع عند المرضى الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية بعد تناولهم أكثر من بيضة يومياً، وذلك خلافاً للشائع بأن تناول البيض يرفع مستويات الكوليسترول في الدم.
اقرأ أيضاً: 15 طريقة لخفض مستوى الكوليسترول الوراثي والمكتسب
البيض لا يرفع مستويات الكوليسترول في الدم
من المعروف أن ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول وزيادة مؤشر كتلة الجسم والسكري هي عوامل تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لذلك ينصح هؤلاء المرضى بالابتعاد عن تناول البيض لأن الصفار يحتوي نسبة عالية من الكوليسترول الضار بصحة القلب، وهذا ما بيّنت الدراسة عدم صحته.
شملت الدراسة 140 مريضاً فوق سن الخمسين، يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو معرضين لخطر الإصابة بها، وهدفت إلى تقييم آثار تناول 12 بيضة مدعّمة أو أكثر أسبوعياً، مقابل اتباع نظام غذائي خالٍ من البيض أو شبه خالٍ منه (أقل من بيضتين أسبوعياً).
ركزت الدراسة على البيض باعتباره مصدراً شائعاً وغير مكلف نسبياً للبروتين والكوليسترول الغذائي، كما ركزت خصيصاً على البيض المدعم لأنه يحتوي على كمية أقل من الدهون المشبعة والفيتامينات والمعادن الإضافية، مثل اليود وفيتامين د والسيلينيوم وفيتامين ب 2 و5 و12 وأحماض أوميغا 3 الدهنية.
راقب الباحثون مستويات الكوليسترول الحميد HDL والضار LDL، بالإضافة إلى العلامات الرئيسية الأخرى لصحة القلب والأوعية الدموية خلال فترة الدراسة، ومنها الدهون والتمثيل الغذائي للقلب والالتهابات ومستويات الفيتامينات والمعادن. وأظهرت النتائج أن مستويات الكوليسترول كانت متشابهة بين الأشخاص الذين تناولوا البيض المدعم معظم أيام الأسبوع مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوه.
على الرغم من غنى صفار البيض بالكوليسترول، فإنه ليس المتهم في رفع مستويات الكوليسترول في الدم حسب الدراسة، لكنّ المسؤول عن ذلك هو طريقة إعداد البيض، والأغذية التي يتناولها المرضى إلى جانب البيض، مثل الخبز المحمص بالزبدة واللحم المقدد والنقانق واللحوم المصنعة الضارة بصحة القلب.
تقتصر هذه الدراسة ذات المركز الواحد على صغر حجمها واعتمادها على الإبلاغ الذاتي للمرضى عن استهلاكهم للبيض والأنماط الغذائية الأخرى، لذا من المهم إعادة إجراء الدراسة في ظروف أخرى. على الرغم من ذلك، يعد تناول البيض المدعّم جيداً حتى للمرضى الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
اقرأ أيضاً: ما الأفضل للصحة: رفع الكوليسترول الجيد أمْ خفض الكوليسترول السيئ؟
هل تأكل البيض أم تبتعد عنه؟ ماذا عليك أن تفعل؟
عموماً، يمكن أن يتناول معظم الأشخاص الأصحاء نحو سبع بيضات في الأسبوع دون أن يزداد خطر تعرضهم لأمراض القلب. وقد يساعد هذا المعدل من استهلاك البيض على منع أنواع معينة من السكتة الدماغية وحالة خطيرة تصيب العين تسمى التنكس البقعي يمكن أن تؤدي إلى فقدان البصر. ولم تثبت الدراسات السابقة أيضاً علاقة البيض بزيادة خطورة داء السكري وعلاقته بأمراض القلب.
وتجدر الإشارة إلى أن كوليسترول البيض لا يرفع مستويات الكوليسترول في الدم كما تفعل بعض الأطعمة الأخرى، وأن الدهون المشبعة والمتحولة من مسببات أمراض القلب.
قبل هذه الدراسة، توصلت الدراسات إلى نتائج متضاربة عن علاقة البيض بأمراض القلب، فقد أكدت دراسة منشورة في الجمعية الأميركية للقلب أن تناول بيضة إضافية واحدة يومياً قد يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بينما وجدت أخرى منشورة في المجلة الطبية البريطانية أن تناول ما يصل إلى بيضة واحدة يومياً غير مرتبط بزيادتها، بل قد يقلل من هذا الخطر لدى الآسيويين. وبالمثل، لم تلحظ دراسات أخرى، منشورة في الجمعية الأميركية للقلب أيضاً، أي علاقة بين تناول نصف بيضة إضافية يومياً وخطر الوفاة بشكل عام أو بسبب أمراض القلب. تُعزى هذه الاختلافات في النتائج إلى العوامل التي تركز عليها الدراسات، وإلى تعقيد النظام الغذائي بين الأفراد.
على الرغم من نتائج الدراسات السابقة والحالية جميعها، تنصح الجمعية الأميركية للقلب بتناول ما لا يزيد على 300 مليغرام من الكوليسترول يومياً، أي أقل من بيضتين يومياً، لأن صفار بيضة واحدة كبيرة يحتوي على 186 مليغراماً من الكوليسترول. ويُنصح بتناول بيضة واحدة فقط إذا كان النظام الغذائي يشتمل على مصادر أخرى للكوليسترول.
لتقليل نسبة الكوليسترول المُتناوَل أيضاً، يمكن تناول بياض البيض فقط للحصول على البروتين، وإزالة الصفار لتجنب الكوليسترول. ومن المهم أيضاً دمج البيض مع أصناف غذائية أخرى غنية بالمغذيات وصحية للقلب مثل الفول والخضروات والحبوب الكاملة.
اقرأ أيضاً: نوبة وسكتة دماغية: إليك طرق خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية
على الرغم من نتائج جميع الدراسات، لا تتخذ قراراً بتناول البيض أو تجنبه قبل استشارة طبيبك الذي يستطيع تحديد الأفضل لك بناءً على حالتك الصحية ونظامك الغذائي.