ما هي أسباب الزيادة السريعة والمفاجئة في الوزن؟

ملخص:

المشكلة: أحياناً، تحدث زيادة ملحوظة في أوزاننا بفارق ساعات بين عمليتي أخذ الوزن، قد تصل هذه الزيادة إلى نحو 700 غرام في ليلة واحدة، ما يثير التساؤلات حول السبب الذي أدى إلى ذلك، بعد استبعاد أن يكون خللاً في الميزان.

السبب: قد يكتسب الجسم الوزن لأسباب عديدة؛ فقد يكون هذا الوزن عبارة عن دهون نتيجة الزيادة الكبيرة في مدخول السعرات الحرارية بما يتجاوز احتياجات الجسم اليومية، أو قد يكون ناجماً عن احتباس السوائل في الجسم، إمّا بسبب التغيرات الهرمونية كما في الدورة الشهرية للمرأة وإمّا نتيجة تناول الكثير من الصوديوم أو الكربوهيدرات، أو قد تكون زيادة في وزن العضلات بسبب ممارسة التمارين المكثّفة.

الحل: بمجرد تحديد سبب الزيادة المفاجئة في الوزن قد يكون من الممكن عكس تلك الزيادة باتباع بعض النصائح، مثل مراقبة النظام الغذائي من حيث محتواه بالسعرات الحرارية ونوعية المواد الغذائية فيه، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية وممارسة تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل واليوغا.

يمنى عياد، فتاة في التاسعة عشر من عمرها، وبطلة ملاكمة مصرية، انطلقت مع البعثة المصرية إلى فرنسا لتشارك في مسابقة الملاكمة للسيدات عن فئة وزن 54 كيلوغراماً في أولمبياد باريس. في الليلة التي سبقت نزالها الأول، تحققت يمنى من وزنها فكان 54 كيلوغراماً، لكن في صباح اليوم التالي استبعدتها اللجنة المنظمة بسبب زيادة مفاجئة في الوزن بلغت 700 غرام بين عشية وضحاها.

أثارت هذه الحادثة الفضول والنقاش حول إمكانية اكتساب مثل هذا القدر الكبير من الوزن في يوم واحد فقط؛ فبينما افترض البعض أنها بسبب خلل تقني في الميزان، أشار آخرون إلى عدم ضبط كميات الطعام التي تناولتها يمنى في تلك الليلة، ليأتي تعليق رئيس اتحاد الملاكمة المصري عبد العزيز غنيم على الحادثة، بأنها بسبب تغيرات هرمونية وفيزيولوجية في جسم يمنى.

فهل من الممكن اكتساب أكثر من نصف كيلوغرام في مثل هذه الفترة القصيرة حقاً؟

أسباب الزيادة السريعة في الوزن

بداية لا بُدّ لنا من فهم أن لزيادة الوزن أنواعاً عدة؛ إذ قد يكون الوزن المكتسب دهوناً تُخزّن في النسيج الدهني، أو زيادة في الكتلة العضلية أو مجرّد احتباس للسوائل. لكل من هذه الأنواع الثلاثة أسبابه والعوامل التي تتحكم به، لكن بينما تحتاج إلى الزيادة في الكتلة العضلية حتى تتمكن من ملاحظتها إلى وقت طويل نسبياً مع الالتزام بممارسة التمارين الرياضية، فإن الزيادة في وزن الدهون أو احتباس السوائل قد تكون أسرع ويمكن ملاحظتها على الميزان في وقتٍ قصير نسبياً.

1. الزيادة في وزن الدهون

هي عملية تدريجية تحدث عندما يستهلك الجسم سعرات حرارية أكثر مما يحرق، حيث يخزن الجسم الطاقة الزائدة في الخلايا الدهنية، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم بمرور الوقت.

ولاكتساب نحو 453 غراماً، يحتاج الجسم إلى تناول نحو 3500 سعرة حرارية أكثر مما يحرقه، أي لتكتسب 700 غرام لا بُدّ أن تتناول نحو 5400 سعرة حرارية إضافية عمّا يحرقه جسمك، وهو ما يعني تناول كمية كبيرة من الطعام أو الأطعمة العالية السعرات الحرارية مثل الوجبات السريعة والحلويات والمشروبات السكرية. على سبيل المثال، تحتوي وجبة همبرغر ماكدونالدز على 240 سعرة حرارية، أي ستحتاج إلى تناول نحو 22 وجبة لاكتساب 700 غرام.

كم من الوقت تستغرق عملية اكتساب الوزن من تناول الكثير من السعرات الحرارية؟

يخزن الجسم احتياجاته من الطاقة في الكبد والعضلات على الفور على شكل غليكوجين، أمّا السعرات الحرارية الإضافية التي لا يحتاج إليها فيحوّلها إلى خلايا دهنية تُعرف باسم "الدهون الثلاثية". تحدث هذه العملية خلال 4 ساعات بالنسبة إلى الدهون، بينما تستغرق الكربوهيدرات والبروتينات وقتاً أطول قليلاً، لأنها تحتاج إلى التحول إلى دهون في الكبد أولاً.

ومع ذلك، فإن تناول مثل هذه الكمية الكبيرة من الطعام في يوم واحد قد يكون له آثار صحية سلبية على المدى القصير والطويل؛ إذ خلال ساعات من تناول الطعام بكميات تفوق حاجة الجسم، تبدأ المعدة بالتمدد بما يتجاوز قدرتها الطبيعية، ما يؤدي إلى:

الشعور بالانتفاخ المفرط وعدم الراحة.
ارتجاع الحمض أو حرقة المعدة.
الشعور بالخمول.
ارتفاع نسبة السكر في الدم.
اضطراب النوم.

2. زيادة الوزن بسبب احتباس السوائل

وزن الماء هو الوزن الذي قد يكتسبه الجسم بسبب تقلبات سريعة ومؤقتة في احتباس السوائل في أنسجة الجسم، ويُعرف أيضاً باسم الوذمة، وتحدث بسبب عوامل عدة:

3. استهلاك كبير لملح الطعام (زيادة مدخول الصوديوم)

قد يؤدي استهلاك الكثير من ملح الطعام (زيادة مدخول الصوديوم تحديداً) إلى احتباس الماء على الفور، إذ لدى استهلاك الكثير من الصوديوم الموجود في الملح -كما في الأغذية المصنّعة مثل الجبن واللحوم المحفوظة والخبز- يحبس الجسم الماء ويحتفظ به، للحفاظ على التوازن الصحيح من الصوديوم إلى الماء. عامة، توصي منظمة الصحة العالمية بتناول أقل من 2000 مليغرام من الصوديوم يومياً للبالغين (نحو 5 غرامات من الملح أي أقل من ملعقة صغيرة).

4. النظام الغذائي

تسبب الكربوهيدرات تخزين الجسم للمياه، إذ لدى تناول الكربوهيدرات مثل الخبز والأرز والمعكرونة، يخزن الجسم الطاقة غير المستخدمة على شكل غليكوجين، حيث يحمل كل غرام من الغليكوجين 3 غرامات من الماء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي نقص البوتاسيوم والمغنيزيوم إلى زيادة احتباس الماء.

5. الدورة الشهرية

تعاني معظم الإناث زيادة وزن تعادل وسطياً نحو 1-2 كيلوغرام في وقتٍ قريب من الدورة الشهرية. وترجع هذه الزيادة إلى التغيرات الهرمونية، حيث يرتفع مستوى هرمون البروجسترون، الذي ينشّط هرمون الألدوستيرون. ويسبب الألدوستيرون إعادة امتصاص الصوديوم والماء في الأمعاء، ويزيد طرح البوتاسيوم في البول، ما قد يؤدي إلى احتباس الكلى للماء والملح. علاوة على ذلك، قد يبطئ هرمون البروجسترون وقت عبور الطعام عبر المعدة، ما قد يسبب الإمساك والانتفاخ والغازات.

6. الزيادة في وزن العضلات

على الرغم من أن الزيادة العضلية تُعدّ مفيدة للجسم، فإنها تحدث على فترة زمنية طويلة نسبياً، قد تصل إلى أسابيع وأشهر حتى تلاحظ نتائجها، لكن بعض التمارين الشاقة قد تسبب زيادة مفاجئة في الوزن خلال بضعة أيام، تتراوح ما بين 0.5 وحتى عدة كيلوغرامات، خاصة التمارين المركبة التي تشغل مجموعات عضلية مختلفة، وفقاً لما أشار إليه مختص التغذية جورج فير (Georgie Fear).

بعد كل تمرين، تعاني ألياف الخلايا العضلية تمزقات مجهرية صغيرة، من خلال عملية التهاب طبيعية، وفيها تتجمع السوائل حول خلايا العضلات، ما قد يكون السبب في زيادة الوزن.

كيف تتخلص من الوزن المفاجئ؟

لا داعي للقلق من الزيادة المفاجئة في الوزن بين ليلة وضحاها، إذ غالباً ما يكون التخلص منها سهلاً وممكناً بمجرد تحديد السبب. إليك بعض النصائح التي قد تساعدك:

إذا كان السبب في زيادة الوزن هو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة والمكثّفة، فإن الحل يكمن في منح العضلات وقتاً كافياً للتعافي بين التمارين الرياضية.
خفِّف تناول الأغذية المصنّعة الغنية المحتوى بالصوديوم، واستبدل بها الفواكه والخضروات.
راقب نظامك الغذائي، وتتبع أي تغييرات غذائية قد تكون تسببت بزيادة الوزن.
اشرب الكثير من الماء للتخلص من الصوديوم الزائد، وتقليل الاحتباس.
قلِّل كمية الكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة في نظامك الغذائي.
أدرِج المزيد من الحركة في روتينك اليومي، على سبيل المثال قد تساعد الأنشطة غير الرياضية مثل المشي والتنظيف وصعود السلالم على حرق السعرات الحرارية الزائدة.
استعِن بمدرب لياقة بدنية أو مختص تغذية لتحديد مدخولك من السعرات الحرارية وما ينبغي لك حرقه بالتمارين الرياضية.
مارِس تقنيات تقليل التوتر مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفس العميق للمساعدة على تنظيم مستويات الكورتيزول.

إذا استمرت زيادة الوزن أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى، فمن المهم طلب المشورة الطبية.