قطعة صغيرة من الشوكولاتة أو حلوى البقلاوة اللذيذة بعد تناول الطعام، هي إحدى العادات الغذائية التي لا يرغب الكثير من الناس في التخلي عنها، فالرغبة في تناول الحلويات بعد الأكل أمر معتاد، لكن هل الانغماس في الحلوى ممارسة صحية؟ وما الوقت المناسب لتناولها؟
بالنسبة للبعض فإن الوقت مثالي دائماً لتناول الحلويات، لكن للخبراء رأياً آخر.
اقرأ أيضاً: 9 نصائح لتنقذ نفسك من الحلويات الغنية بالسعرات الحرارية في العيد
ماذا يحدث في الجسم بعد تناول الحلويات؟
من المهم فهم التأثيرات الفيزيولوجية لتناول الحلويات في الجسم لتحديد الوقت المناسب لتناولها:
- مستويات السكر في الدم: بعد تناول الحلوى ترتفع مستويات السكر في الدم.
- الهضم: تناول الحلوى بعد وجبة ثقيلة قد يُضيف عبئاً على الجهاز الهضمي ويبطئ عملية الهضم.
- السعرات الحرارية: غالباً ما تحتوي الحلويات على سعرات حرارية كثيرة، ما قد يسبب زيادة في الوزن في حال لم يحرق الجسم الكمية الزائدة عن حاجته من السعرات الحرارية.
ما أفضل وقت لتناول الحلويات؟
يتفق الخبراء على أنك إذا كنت تشعر برغبة في تناول الحلوى فعليك تناولها، وألّا تحرم نفسك منها، فتقييد تناول الحلويات يزيد الشهية لها في وقتٍ لاحق من اليوم، لكن الاعتدال هو الأساس في أسلوب تناول الحلوى. على وجه العموم، من أفضل الأوقات لتناول الحلوى خلال اليوم:
بعد الغداء
تقترح مختصة التغذية ومدربة الصحة، كريستي راو، تناول الحلويات بعد ساعة من تناول وجبة الغداء للأسباب التالية:
- الوقت الأنسب للتمثيل الغذائي: عادة ما يكون التمثيل الغذائي أكثر نشاطاً في منتصف النهار مقارنة بالمساء.
- الحفاظ على الطاقة: لدى تناول الحلويات، ترتفع مستويات السكر في الدم بسرعة عالية. يستجيب الجسم لهذا الارتفاع عن طريق إطلاق الإنسولين، وهو الهرمون الذي يساعد على دخول الغلوكوز إلى الخلايا، لكن دون وجود مغذيات أخرى، تنخفض نسبة السكر في الدم بسرعة أيضاً، ما قد يؤدي إلى الشعور بالتعب والجوع. أمّا إذا تناولت الحلوى بعد وجبة متوازنة، تختلط سكريات الحلوى مع العناصر الغذائية الأخرى مثل البروتينات والدهون والكربوهيدرات المعقدة، ما يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في مستويات سكر الدم، وبطء عملية الهضم وتحرير الطاقة.
- تقليل كمية الحلويات المتناولة: يساعد الانتظار لتناول الحلويات بعد الوجبة الغذائية لما لا يقلّ عن 20 دقيقة، على تقليل الكمية المتناولة، لأن الدماغ يستغرق نحو 20 دقيقة ليدرك الشعور بالامتلاء والشبع.
- تحسين حساسية الإنسولين: يسمح التحكم في نسبة السكر بالدم في تعزيز حساسية الجسم للإنسولين.
اقرأ أيضاً: نصائح الخبراء لاختيار النوع الصحي من الآيس كريم
قبل التمارين
تنصح مختصة التغذية، فيشالي فيرما (Vaishali Verma)، بتناول الحلويات قبل التمارين بنحو 30 دقيقة، لأنها توفّر طاقة سريعة التحرر، أي يمكن للجسم الوصول إليها بسرعة واستهلاكها خلال التمرين، ما يحمي من تحطيم العضلات للحصول على الطاقة.
خلال ساعات الصباح
في الصباح، يفرز الجسم هرمونات مثل الكورتيزول والغلوكاغون، التي تزيد مستويات السكر في الدم. غالباً ما يُشار إلى هذه الظاهرة بـ "ظاهرة الفجر". لذا في حال تناول الحلوى في الصباح، ستكون الزيادة في نسبة سكر الدم أقل تأثيراً.
أسوأ الأوقات لتناول الحلويات
في المقابل، ثمة أوقات يكون فيها تناول الحلويات ذا تأثير سلبي على الصحة، وهي:
الحلويات في المساء وبعد العشاء
يمكن أن يكون تناول الحلوى في المساء ضاراً في الصحة لعدة أسباب:
- تعطيل أنماط النوم، إذا تناولت الحلوى في وقتٍ قريب من النوم؛ حيث أفاد خبير التغذية، أليكس إيفانز (Alex Evans)، أن تناول الحلويات قبل النوم يرفع مستويات الطاقة، وينشط الجسم، ما يجعل النوم مهمة شبه مستحيلة.
- يسهم في الارتجاع الحمضي أو حرقة المعدة، وفقاً لمختصة التغذية سو إيلين أندرسون هاينز (Sue-Ellen Anderson-Haynes).
- زيادة الوزن وتخزين الدهون، لأنه لن يوجد ما يكفي من الوقت لحرق السعرات الحرارية الزائدة.
قبل الوجبة الغذائية
كما وُضح آنفاً، يمكن أن يؤدي تناول الحلوى لوحدها، من دون عناصر غذائية أخرى؛ مثل الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات، إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، يتبعه انخفاض مفاجئ في مستويات الطاقة، والإصابة بالتعب والإرهاق. كما أن الارتفاع والانخفاض في مستويات السكر في الدم قد يزيدان من الشعور بالجوع، ويؤديان إلى الإفراط في تناول الطعام.
اقرأ أيضاً: ما أضرار استهلاك حلوى الميلاتونين المطاطية؟
إرشادات لتناول الحلوى
تساعد بعض استراتيجيات تناول الحلويات في الحصول على الاستفادة القصوى منها، وتخفيف آثارها غير الصحية، مثل:
- تناول الحلويات ببطء وتركيز، ويُفضَّل الابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية وغيرها من المشتتات.
- المشي السريع بعد تناول الحلويات نحو 10-15 دقيقة، حيث يساعد على خفض مستويات السكر في الدم لأنه يحفّز امتصاص العضلات سكر الغلوكوز للحصول على الطاقة، ويقلل من مستوياته في الدم.
- التفكير في تناول بدائل صحية للحلويات مثل الحلويات القائمة على الفاكهة أو الزبادي، أو حلويات الحبوب الكاملة