تعد ممارسة الرياضة من العوامل الأساسية لتعزيز صحة الجهاز العصبي، فهي تزيد نشاط الدماغ، وتحسّن الوظيفة الإدراكية بالإضافة إلى تحسين اللياقة البدنية. تدعم بعض أنواع التمارين الرياضية صحة الجهاز العصبي بصورة خاصة، وسيتناول المقال التالي أبرز هذه الرياضات.
احتياطات قبل البدء
قبل البدء بممارسة الرياضة بهدف تقوية صحة الجهاز العصبي، من المهم اتباع النصائح التالية:
- البدء تدريجياً في ممارسة التمارين الرياضية، خاصة التمارين عالية الكثافة.
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية مع وجود إصابات، مثل إصابات القدم أو التهاب الظهر، كي لا تتفاقم هذه الآلام.
- استشارة طبيب الأعصاب قبل البدء خاصة عند وجود آلام شديدة أو صعوبات في أثناء التمرين.
اقرأ أيضاً: كيف تختار الرياضة المناسبة لك؟
فوائد ممارسة الرياضة للجهاز العصبي
تعود ممارسة التمارين الرياضية على الجهاز العصبي بعدة فوائد منها:
- التطور ونمو الجهاز العصبي لدى الأطفال.
- تعزيز تكوين الخلايا العصبية، وتعزيز الوظائف الإدراكية.
- تعزيز المرونة في الاتصالات العصبية، ما يساعد في التنظيم العاطفي والقدرة على التكيف.
- تعزيز التنسيق بين الدماغ والجسم.
- استقرار إطلاق النواقل العصبية، ما يمكن أن يعزز الحالة المزاجية والثقة بالنفس.
- تحسين جودة النوم، وبالتالي تعزيز الذاكرة وتخليص الدماغ من السموم.
- تعزيز كفاءة المناعة، وهو ما يرتبط بصحة عصبية أفضل.
- مقاومة الإجهاد وخفض هرمونات التوتر.
- تعزيز كفاءة الجهاز التنفسي والدورة الدموية، وهو أمر ضروري لصحة الدماغ.
- الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية مثل آلزهايمر وباركنسون.
- زيادة إنتاج الطاقة الخلوية، ودعم نمو الخلايا العصبية وإصلاحها.
تمارين رياضية تدعم صحة الجهاز العصبي
الرياضة مفيدة للصحة النفسية والجسدية عموماً، وفيما يلي بعض الممارسات الرياضية التي تدعم صحة الجهاز العصبي بصورة خاصة:
التمارين الهوائية
تعمل التمارين الهوائية على تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية وتحسين الدورة الدموية وتدفق الأوكسجين إلى الدماغ، وزيادة حجم الدماغ وتقليل ضموره المرتبط بالعمر، وزيادة عدد الخلايا العصبية الجديدة إضافة إلى زيادة البروتينات التي تساعد هذه الخلايا العصبية على البقاء والازدهار، وبالتالي تحسين الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة والانتباه.
يعد المشي مدة 30 دقيقة يومياً من أبرز التمارين الهوائية التي تعمل على تعزيز صحة الجهاز العصبي. بالإضافة إلى السباحة التي تعزز التنفس العميق، وتحسن الدورة الدموية، وتزيد مستويات الإندورفين المفيد لصحة الأعصاب. ويحسن ركوب الدراجة أيضاً وظيفة الأعصاب عموماً.
اقرأ أيضاً: كيفية الاستفادة القصوى من تمارين الكارديو في تحسين اللياقة البدنية
تمارين القوة
تؤثر تمارين القوة إيجابياً في صحة الجهاز العصبي. فهذه التمارين تسهم في بناء العضلات، وبالتالي تعزيز التنسيق الحركي والوظائف الإدراكية. كما تسهم في تحقيق توازن أفضل في الجهاز العصبي اللاإرادي، ما يساعد على تنظيم الوظائف اللاإرادية مثل معدل ضربات القلب والهضم. ويعد رفع الأثقال من أبرز تمارين القوة.
تمارين التوازن والتنسيق
تجمع تمارين مثل اليوغا والتاي تشي بين النشاط البدني والتركيز الذهني وتقنيات الاسترخاء، وتعمل على تحسين الاتصال المعرفي في الدماغ وتعزيز الرفاهية العاطفية، ما يجعلها مفيدة لإدارة التوتر والقلق. تتضمن هذه الرياضات، وخاصة التاي تشي، حركات لطيفة وتنفساً إيقاعياً، ما يعزز نشاط الدماغ ويقلل معدل التدهور المعرفي لدى كبار السن.
وتجمع اليوغا بين الأوضاع الجسدية وتقنيات التنفس والتأمل لتهدئة العقل والجسم. تستهدف بعض الوضعيات الجهاز العصبي بصورة خاصة، ما يساعد على تنظيم معدل ضربات القلب وتقليل مستويات الكورتيزول. وتنشط رياضة البيلاتس الجهاز العصبي، وتساعد على الاسترخاء أيضاً.
التدريب المتقطع عالي الكثافة
يعدُّ التدريب المتقطع عالي الكثافة فعالاً في تدريب الجهاز العصبي. من أبرز هذه التدريبات الركض السريع، ويتضمن فترات قصيرة من الجري السريع، تليها فترات راحة، ما يؤدي إلى تحفيز الجهاز العصبي الودي، وتعزيز وظائفه.
الأنشطة الإيقاعية
تنشّط التمارين الإيقاعية مناطق متعددة من الدماغ، وخاصة المناطق المسؤولة عن التوازن. يعد الرقص بأشكاله من أبرز هذه النشاطات، ويتطلب مهارات مثل التنسيق والإدراك، ما يجعله وسيلة ممتازة لتحفيز الدماغ في أثناء ممارسة النشاط البدني.
الأنشطة الترفيهية المعرفية
بالإضافة إلى التمارين البدنية، من المهم المشاركة في أنشطة تحفّز وظائف الدماغ مثل الشطرنج أو حل الألغاز. قد تساعد هذه الأنشطة على تحسين الذاكرة، والأداء التنفيذي، وسرعة معالجة المعلومات. وتعد ضرورية للحفاظ على الصحة الإدراكية، خاصة مع تقدم العمر.
اقرأ أيضاً: كيف تحافظ التمارين الرياضية على صحة الدماغ؟
كيف تحافظ على صحة الجهاز العصبي؟
بالإضافة إلى التمارين الرياضية، يجب اتباع نظام حياة صحي مناسب، ويشمل:
- اتباع نظام غذائي صحي يعزز صحة الأعصاب، يتضمن تناول الأسماك الدهنية، والخضروات الورقية، والمكسرات، والفواكه خاصة التوت الأزرق والتوت البري.
- تجنب العوامل الضارة التي تزيد تلف الأعصاب والاعتلال العصبي، ومنها الحركات المتكررة والتعرض للمواد الكيميائية السامة واستهلاك الكحول والتدخين.
- التخلص من الإجهاد الذي يفاقم آلام الأعصاب ويُطيل مدة شفائها.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم.