يتساءل المصابون بداء السكري عن أفضل التوصيات الغذائية دائماً، وأحد أشيع الأسئلة هو "هل يمكن لمرضى السكري تناول الجزر؟"، الإجابة القصيرة لهذا السؤال هي "نعم"، ولكن الاستفاضة به ستكون طويلة حتماً، إذ يعتبر الجزر أحد أهم الخضار غير النشوية التي تُشكل جزءاً مهماً من النظام الغذائي لمرضى السكري، لما له من تأثير ضعيف على مستويات سكر الدم ولغناه بالعناصر الغذائية التي تُغني نظامهم الغذائي.
اقرأ أيضاً: ما فوائد فاكهة البوملي لمرضى السكري؟
ما المؤشر الجلايسيمي للجزر؟
الأطعمة هي التي تتحكم بالدرجة الأولى بسكر الدم دون شك سواء عند الأصحاء أو مرضى السكري، ومن هنا تأتي أهمية الإلمام بأفضل الأطعمة التي تساعد مرضى السكري في الحفاظ على مستويات سكر الدم مضبوطة، بغض النظر عما إذا كانوا يتناولون الأدوية الخافضة للسكر أم لا.
ويتم الرجوع إلى "مؤشر سكر الدم" أو ما يعرف بالمؤشر الجلايسيمي لتقدير وقياس الكمية التي ترفع بها أطعمة معينة من سكر الدم، ولهذا المؤشر مجال من 1 إلى 100، والطعام الذي يعادل مؤشره الجلايسيمي 100، له تأثير يماثل تأثير السكر البسيط على سكر الدم.
يُقدر المؤشر الجلايسيمي للجزر المسلوق بـ 32-49، والذي يضع الجزر في مجموعة الأغذية منخفضة سكر الدم، وهذا يعني أن الجزر من الأطعمة التي لا ترفع سكر الدم بسرعة وإنما بشكل تدريجي، فهو يحرر السكر الذي يحويه ببطء نظراً لأنه غني بالألياف، وذلك على عكس تأثير الخضروات النشوية كالبطاطا الفقيرة بالألياف والتي تحرر سكرها بسرعة رافعةً بذلك من مستويات سكر الدم بسرعة أيضاً.
الكربوهيدرات التي يحتويها الجزر
من جهة أخرى، تحتوي الجزرة الواحدة متوسطة الحجم على 4 غرامات من الكربوهيدرات المعقدة، ونعني بذلك الكربوهيدرات التي تتطلب الهضم وهذا يعني استهلاك طاقة الجسم، الأمر الذي يجعلها تختلف عن الأطعمة التي تطيح بمستويات السكر بسرعة دون صرف أي طاقة. ولذلك يعتبر الجزر من الأطعمة التي ترفع سكر الدم ببطء وتحافظ على استقرار مستوياته لفترة طويلة، مقارنة بالخضار النشوية التي تغير مستويات سكر الدم بشكل غير مضبوط إذ ترفعه وتخفضه بشكل عشوائي ما يسيء إلى ضبط داء السكري على المدى البعيد.
اقرأ أيضاً: ما فوائد البطيخ لمرضى السكري؟
العناصر الغذائية الموجودة في الجزر والوقاية من السكري النمط الثاني
ما نعرفه هو أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن والالتزام بممارسة التمارين الرياضية هي أفضل طرق الوقاية من السكري من النمط الثاني، إلا أن تضمين بعض العناصر الغذائية له دور نوعي في الوقاية من داء السكري، ولن نبالغ عندما نقول إن الجزر يؤدي دوراً استثنائياً في الوقاية من السكري، فهو يحتوي على 4 من أهم العناصر التي تساعد في تحقيق ذلك.
يحتوي الجزر على بيتا كاروتين والذي يعتبر أحد أشكال فيتامين A، ولهذا الفيتامين دور أساسي في تنظيم عمل خلايا بيتا البنكرياسية المفرزة للإنسولين، لهذا السبب قد يعاني مرضى السكري المصابين بنقص فيتامين A من انخفاض في إفراز الإنسولين ما يؤدي إلى رفع مستويات سكر الدم، وبذلك يؤدي هذا الفيتامين دوراً في ضبط داء السكري على المدى البعيد.
من جهة أخرى، الجزر غني بفيتاميني B6 وB1 اللذين يمارسان تأثيراً مهماً في عملية التمثيل الغذائي، أي أنهما يساعدان في ضبط حركة السكر بين الدم والخلايا، ولهما دور في تنظيم عملية الاستقلاب وصرف الطاقة. ولذلك لا يجب إهمال تضمين هذه الفيتامينات في النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري.
اقرأ أيضاً: ما فوائد الصيام المتقطع لمرضى السكري؟
وباعتبار الجزر نشوياً بنسبة لا تتجاوز الـ 10%، هذا يعني أنه غني بالألياف، وتكاد لا تنتهي نصائح وتوصيات أخصائي التغذية حول أهمية تضمين الألياف في النظام الغذائي لمرضى السكري لأهميتها، إذ إن تناول نظام غذائي غني بالألياف يقي من الإصابة بالسكري النمط الثاني بالدرجة الأولى، وأما بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري فيمكن أن يساعد تناول الألياف في تقليل مستويات سكر الدم على المدى الطويل، وبذلك تعتبر إحدى أهم الركائز التي تساعد في ضبط داء السكري.