لا بُدّ أن الكثيرين قد سمعوا عن الفوائد الكبيرة لجذور الشمندر، سواء في خفض ضغط الدم أو تحسين تدفق الدم، أو زيادة القدرة على التحمل عند أداء التمارين الرياضة، هذا بالإضافة إلى محتواه العالي بمضادات الأكسدة التي تقي من خطر الجذور الحرة والإجهاد التأكسدي، لكن وعلى الرغم من ذلك، قد لا يستسيغون طعمه النيئ الشبيه بطعم التراب. حسناً، لقد تغلب البعض على هذه المشكلة بخلطه مع البرتقال في الخلاط الكهربائي، فحصلوا على خليط مذاقه لذيذ وفوائده عظيمة.
أيهما أفضل: الفاكهة الكاملة أم عصيرها؟
عليك أن تعلم أن تناول الخضروات والفاكهة الكاملة أفضل من شرب عصيرها، لأن عملية العصر (فصل لبّ الثمار عن عصيرها) تسبب فقد نسبة كبيرة من الألياف الموجودة في الثمار الكاملة. لذلك، إن كان بالإمكان تناول ثمار البرتقال وجذور الشمندر بشكلها الكامل، فافعل ذلك، أمّا في حال كنت لا تستمتع بتناولها على هذا النحو، أو لا تستطيع مضغها لأي سبب من الأسباب، أو لا تستسيغ طعم الشمندر بمفرده، فإن العصير قد يكون طريقة مناسبة لإضافتها إلى نظامك الغذائي. فعصير البرتقال والشمندر وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى الألياف، فإنه يحتوي على معظم الفيتامينات والمعادن والمغذيات النباتية الموجودة في الثمار. وبدلاً عن العصير، فكّر في الخلط، إذ يمكنك استخدام الخلّاط الكهربائي لخلط قطع الشمندر والبرتقال، والحصول بالتالي على شراب يحتوي على مغذيات نباتية وألياف صحية والكثير من الفوائد.
العناصر الغذائية الموجودة في عصير الشمندر والبرتقال
لأخذ فكرة عامة عن العناصر الغذائية الموجودة في عصير البرتقال والشمندر، لا بُدّ من ذكر العناصر الموجودة في 100 ملليلتر في كل منهما، وذلك اعتماداً على مركز البيانات الغذائية التابع لوزارة الزراعة الأميركية USDA.
إذ تحتوي 100 ملليلتر من عصير جذور الشمندر على ما يلي:
- سعرات حرارية: 43.
- بروتين: 1.6 غرام.
- كربوهيدرات: 9.96 غرام.
- سكر بسيط: 6.8 غرام.
- إجمالي الدهون: 0.18 غرام.
- حمض الفوليك: 80 ميكروغراماً، وهي 20% من المدخول اليومي الموصى به.
- مغنزيوم: 23 مليغراماً، وهي 6% من المدخول اليومي الموصى به.
- بوتاسيوم: 305 مليغرامات، وهي 7% من المدخول اليومي الموصى به.
- نحاس: 0.074 مليغرام، وهي 8% من المدخول اليومي الموصى به.
- منغنيز: 0.326 مليغرام، وهي 14% من المدخول اليومي الموصى به.
تحتوي 100 ملليلتر من عصير البرتقال على ما يلي:
- سعرات حرارية: 46.
- بروتين: 0.83 غرام.
- كربوهيدرات: 10.83 غرام.
- سكر بسيط: 9.17 غرام.
- إجمالي الدهون: 0.
- كالسيوم: 8 مليغرامات.
- مغنزيوم: 10 مليغرامات.
- بوتاسيوم: 188 مليغراماً.
- فيتامين C (حمض الأسكوربيك): 30 مليغراماً، وهي نحو 30% من المدخول اليومي الموصى به.
اقرأ أيضاً: 7 فوائد لزيت الزيتون تجعله إضافة مثالية لنظامك الغذائي
فوائد عصير الشمندر والبرتقال
عصير البرتقال والشمندر منخفض السعرات الحرارية لكنّه يحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية. وفيما يلي أهم الفوائد التي أثبتتها الأبحاث العلمية:
خفض ضغط الدم
أظهرت العديد من الدراسات أن عصير الشمندر يمكن أن يساعد في خفض مستويات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، ويعزى تأثيره على الأوعية الدموية نتيجة محتواه العالي من النترات غير العضوية (250 مليغراماً لكل 1 كيلوغرام من وزن الجذور الطازجة)، التي تختزل في الجسم وتتحول إلى أوكسيد النيتريك، الذي يعمل على منع وإدارة الأمراض المرتبطة بنقص التوافر الحيوي لأوكسيد النيتروجين، لا سيما ارتفاع ضغط الدم وأمراض البِطانة. وعند مزج الشمندر مع البرتقال، سوف تحصل على فوائد مضاعفة، لأن البرتقال أيضاً فعّال في خفض ضغط الدم المرتفع، ويزيد من مستويات [tooltip content="ويدعى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) أو الكوليسترول عالي الكثافة، ويقوم بامتصاص الكوليسترول ويعيده إلى الكبد، ثم يخرجه الكبد من الجسم. " url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%84%d9%8a%d8%b3%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%84-%d8%b9%d8%a7%d9%84%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%ab%d8%a7%d9%81%d8%a9/" ]الكوليسترول الجيد[/tooltip]، ويخفّض نسبة الكوليسترول الضار.
اقرأ أيضاً: فاكهة الصيف الشهية: إليك أبرز فوائد العنب
دعم صحة الدماغ
تساهم النترات الموجودة في عصير الشمندر والبرتقال بزيادة تدفق الدم إلى الدماغ من خلال تعزيز تمدد الأوعية الدموية، وقد ثبت أنها تحسّن تدفق الدم إلى الفص الأمامي للدماغ على وجه الخصوص، وهي منطقة مرتبطة بمستوى أعلى من التفكير والذاكرة العامة، بالتالي قد يُحسّن من الوظيفة الإدراكية.
تحسين الأداء الرياضي
تساهم النترات الغذائية الموجودة في عصير الشمندر والبرتقال في زيادة تدفق الدم إلى العضلات وتحسين كفاءة الميتوكوندريا المسؤولة عن إنتاج الطاقة في خلايا الجسم، ما يساهم في تعزيز الأداء الرياضي عن طريق زيادة القدرة على التحمل، وتعزيز أداء القلب والجهاز التنفسي، وزيادة كفاءة استخدام الأوكسجين.
تحسين صحة الجهاز الهضمي
يحتوي كوكتيل الشمندر والبرتقال وليس العصير، على كمية جيدة من الألياف التي تساعد في عملية الهضم وتغذّي بكتيريا الأمعاء النافعة، ما يعزز من صحة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي، ويقلل من الحالات المرضية المرتبطة به، مثل الإمساك والتهاب الأمعاء وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الألياف كثيراً ما ترتبط بتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل سرطان القولون وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
خصائص مضادة للسرطان
يحتوي جذر الشمندر على مجموعة من المركبات التي لها خصائص مقاومة للسرطان مثل البيتين (Betaine) وحمض الفيروليك (Ferulic acid) والروتين (Rutin) والكامبفيرول (Kampferol) وحمض الكافئين (Caffeic acid). وقد أظهرت بعض الدراسات أن مستخلص جذر الشمندر يمكن أن يبطئ من انقسام الخلايا السرطانية في أنابيب الاختبار، في حين أن ارتفاع مستويات البيتين في الدم قد ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان. لكن، يشار إلى أن معظم الدراسات حول هذا الموضوع قد استخدمت مركبات معزولة بدلاً من جذر الشمندر الكامل، لذلك يحتاج الأمر إلى المزيد من الأبحاث حول تأثير استهلاك الشمندر كجزء من النظام الغذائي على الوقاية من الإصابة بالسرطان.
خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب
يحتوي البرتقال على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويد والكاروتينات وحمض الأسكوربيك، وهي مواد تقلل من ضرر الإجهاد التأكسدي الناتج عن تراكم الجذور الحرة الضارة في الجسم. كما أن عصير الشمندر والبرتقال يقلل من الالتهاب. وعلى الرغم من أن الالتهاب هو جزء طبيعي من الاستجابة المناعية المصممة للحماية من الأمراض والعدوى، فإن الالتهاب المستمر على المدى الطويل يساهم في تطور مرض مزمن.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الشمندر علاجاً واعداً لمجموعة من الأمراض المرتبطة بالإجهاد التأكسدي، بسبب مكوناته ذات الخصائص المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب وأبرزها أصباغ البيتالينات الحمراء، وبشكل أساسي مادة البيتانين (Betanin)، إذ أظهرت الدراسات أن هذه المادة تقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وتلف الكبد والكلى. بالإضافة إلى البيتانين، فإن الشمندر يحتوي على كمية كبيرة من البوليفينول والفينول وهي مواد تقلل من خطر الإجهاد التأكسدي وتساعد على الوقاية من الأمراض.
اقرأ أيضاً: كيف تعرف القيمة الغذائية والفوائد الصحية للخضروات والفواكه انطلاقاً من لونها؟
التأثير على صحة الكلى
في الواقع إن التأثير على صحة الكلى معقد بعض الشيء، فمن جهة، يحتوي الشمندر على مستويات عالية من الأوكسالات التي قد تساهم في تكوين حصوات الكلى، كما أنها تعتبر مضادات غذائية؛ أي أنها قد تتداخل مع امتصاص بعض المغذيات الدقيقة، لكنها توجد بنسبة أعلى في الأوراق من الجذور. ومن جهة أخرى، يحتوي عصير البرتقال والشمندر على نسبة عالية من سترات البوتاسيوم، التي ترتبط مع الكالسيوم في البول، ما يقلل من احتمالية تطور حصوات الكلى.
دعم صحة الجنين
إن حمض الفوليك الموجود بكمية كبيرة في عصير الشمندر والبرتقال يدعم تطور الجنين، ويحدّ من العيوب الخلقية.
اقرأ أيضاً: هل تناول حمض الفوليك أثناء الحمل يقلل من إصابة الأطفال بالتوحّد؟
تعزيز الجهاز المناعي
يساهم المحتوى العالي من فيتامين C في عصير البرتقال والشمندر في دعم الجهاز المناعي، وقد يكون فعّالاً في محاربة نزلات البرد. بالإضافة إلى أن العصير غني بالمنغنيز، وهو عنصر مهم في تكوين العظام ووظائف الدماغ، ويحتوي أيضاً على نسبة عالية من النحاس وهو معدن مهم ومطلوب لإنتاج الطاقة وتخليق بعض النواقل العصبية.
ختاماً، إن عصير الشمندر والبرتقال له فوائد كبيرة لصحة الإنسان، ويُفضّل أن يُصنَع في المنزل باستخدام آلة العصر أو الخلّاط الكهربائي، وتجنب العصائر الجاهزة الموجودة في الأسواق التي قد تحتوي على كمية كبيرة من السكر المضاف والمواد المضافة التي قد تقلل من قيمته الغذائية.