هل تؤدي مكملات أوميغا 3 دوراً محفّزاً في حرق الدهون؟

هل تؤدي مكملات أوميغا 3 دوراً محفّزاً في حرق الدهون؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Africa Studio

مكملات أوميغا 3 هي حموض دهنية غير مشبّعة، وواحدة من أكثر المكملات الغذائية استهلاكاً، نظراً لأن الفوائد الصحية المرتبطة باستخدامها تكاد لا تُعد؛ من تقليل مستويات الكوليسترول السيئ والشحوم الثلاثية إلى تعزيز مستويات الكوليسترول الجيد وتخفيض ضغط الدم. وأبعد من ذلك، يرتبط استهلاك مكملات أحماض أوميغا 3 أو الأغذية الغنية بها بتعزيز القدرات المعرفية وتأخير حدوث داء ألزهايمر، كما أنه يقلل من حدوث الالتهاب في الجسم ويقلل من مخاطر داء السكري وأمراض القلب.

ومع ذلك، تتباين الآراء فيما إذا كانت مكملات أوميغا 3 تسهم حقاً في إنقاص الوزن، فكيف ذلك وهي دهون أو مواد دسمة؟ لكن على عكس ما نعتقده، يحتاج الجسم إلى الدهون حتى عند فقدان الوزن، ولا تسبب كل الدهون السمنة، فبعضها يؤي دوراً مهماً في وظائف الجسم، وبدونها يمكن أن تعاني أجسامنا من أعراض حادة.

اقرأ أيضاً: تغيير النظام الغذائي وتناول المكملات الغذائية قد لا يكون لهما أي تأثير يذكر على صحة قلبك

ما الدور الذي تؤديه أحماض أوميغا 3 في فقدان الوزن؟

يوجد نوعان لأحماض أوميغا 3 وهما:

  • أحماض أوميغا 3 الدهنية الأساسية: إذ يتوفر حمض ألفا لينولينيك (ALA) في مصادر نباتية كالمكسرات.
  • أحماض أوميغا 3 الدهنية طويلة السلسلة: حيث نحصل على حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) وحمض الدوكوساهيكسانويك (DHA) من مصادر حيوانية كزيت السمك والمأكولات البحرية.

اقرأ أيضاً: 5 أنواع من الأغذية تحسّن صحة قلبك ونوعان يجب تجنبهما تماماً

وبما يتعلق بالدور الذي تؤديه أحماض أوميغا 3 في إنقاص الوزن، فمن المهم أن نسلّط الضوء على نقطة جوهرية، وهي أن هذه المكملات لا تمتلك تأثيراً سحرياً يستهدف حرق الدهون أو يُحفّز على التخلص منها، وإنما لها دور مكمل لآليات إنقاص الوزن من ممارسة الرياضة والالتزام بحمية غذائية صحية وشرب الماء، فعند إرفاق تناول مكملات أوميغا 3 بانتظام إلى جانب الالتزام بما ذُكر سابقاً، فإن كلاً منها يعزز الدور الإيجابي للآخر ويتم حصد نتائج مذهلة بما يتعلق بإنقاص الوزن. نذكر فيما يلي أهم تأثيرات أوميغا 3 التي تؤدي لإنقاص الوزن:

كبح الشعور بالجوع والشهية

بشكلٍ طبيعي، يعاني الأشخاص ممن يتبعون نظاماً غذائياً لإنقاص الوزن من زيادة الشعور بالجوع، وهنا يأتي دور مكملات أوميغا 3 عندما يتم إرفاقها مع بدء الحمية، فلهذه المكملات التي تحتوي على زيت السمك دور كابح للشهية. ومع ذلك، يتباين تأثير قمع الجوع لهذه المكملات تبعاً لصحة الفرد ومعدل التمثيل الغذائي لديه، وهذا ما أشارت إليه دراسة نُشرت في دورية بوب ميد (PubMed) والتي ترأسها ألفونس راميل، وهو بروفيسور في علوم الطعام والأغذية. 

هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا كانت مكملات أوميغا 3 تؤثّر في شهية تناول الطعام، حيث أظهرت النتائج وجود ارتباط قوي يؤكد ذلك. وتمثلت النتائج في أن المجموعة التي تجاوزت نسبة أوميغا 3 في غذائها 1.3 غرامات شعرت بجوع أقل بعد ساعتين من تناول الطعام، بينما عانى الأفراد ممن استهلكوا أقل من 0.3 غرامات من مكملات أوميغا 3 من الجوع بعد أقل من ساعتين. 

زيادة التمثيل الغذائي

ارتفاع معدل الأيض أو معدل الاستقلاب يعني أنك تحرق المزيد من السعرات الحرارية كل يوم، كما يمكّنك هذا من جهة أخرى من الحفاظ على وزنك بمرور الوقت. ذكرت إحدى الدراسات الصغيرة التي نُشرت في دورية بوب ميد (PubMed)، أن تناول 6 غرامات من مكملات أوميغا 3 يومياً عند الشباب الأصحاء لمدة 12 أسبوعاً رفع من معدل الاستقلاب لديهم بنسبة 3.8%.

وبالشكل نفسه، عندما تناولت الإناث الأكبر سناً 3 غرامات من أوميغا 3 يومياً لمدة 12 أسبوعاً، ارتفع معدل الأيض لديهن بحدود 14%، ما يعني حرق 187 سعرة حرارية إضافية في اليوم، والذي يعتبر رقماً مذهلاً.

اقرأ أيضاً: المكملات الغذائية للاعبي كمال الأجسام: ما أنواعها ومتى يحتاجونها؟

زيادة حرق السعرات الحرارية من خلال التمرين

من جهةٍ أخرى، تشير دراسة صغيرة أخرى نُشرت في دورية بوب ميد (PubMed) إلى أن لمكملات أوميغا 3 دوراً في تحسين جودة التمارين الرياضية عن طريق زيادة عدد السعرات الحرارية التي تُحرق في أثناء التمرين، حيث ارتفع حرق السعرات الحرارية بنسبة 10%، كما ارتفع معدل حرق الدهون بنسبة 19-27% وذلك عند الإناث اللاتي تناولن 3 غرامات من مكملات أوميغا 3 يومياً ولمدة 12 أسبوعاً. ويُعتقد أن هذا يعود لأن زيت السمك يساعد الجسم على تبديل مصدر الوقود في أثناء التمرين من الكربوهيدرات إلى الدهون. وباختصار يمكننا القول إن إرفاق تناول مكملات أوميغا 3 مع ممارسة الرياضة أكثر فاعلية في تقليل دهون الجسم من ممارسة الرياضة وحدها.

زيت السمك يساعد على فقدان الدهون وبناء العضلات

حتى لو لم تساعد مكملات أوميغا 3 على إنقاص الوزن على الميزان، فهي تساعد على بناء العضلات وفقدان دهون الجسم، إذ يكون الوزن على الميزان مضللاً، حيث يظهر وكأن وزنك يزداد، علماً أنك تفقد الدهون إلّا أنك تكتسب العضلات أيضاً.

اقرأ أيضاً: الكرياتين: أكثر من مجرد مكمل غذائي بالنسبة للرياضيين؟

ولهذه الغاية، أفادت دراسة نُشرت في دورية المكتبة الوطنية للعلوم الطبية الأميركية، والتي ترأسها إريك نوروين، وهو أستاذ مساعد في العلوم التغذوية، أجريت على 44 شخصاً، بأن أولئك الذين تناولوا 4 غرامات من مكملات أوميغا 3 يومياً فشلوا في إنقاص الوزن أكثر من أولئك الذين تناولوا دواءً وهمياً. ولكن هذا لا يتعارض مع نتائج الدراسات السابقة، حيث إن الأفراد الذي تلقّوا مكملات أوميغا 3 كانوا قد فقدوا 0.5 كيلوغرامات من الدهون وخاصة تلك التي تركزت حول البطن، وبالوقت نفسه اكتسبوا 0.5 كيلوغرامات من العضلات، وهذا ليس بالأمر السيئ عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على نتائج نقصان الوزن على المدى الطويل. 

المحتوى محمي