تخيل أن تجد نشاطاً رياضياً لا يعزز صحتك فحسب، بل ويسعِدك ويتناسب مع نمط حياتك ويساعدك على تحقيق أهداف اللياقة التي تريدها، سواء كنت تهدف إلى إنقاص الوزن أو بناء العضلات أو العثور ببساطة على هواية جديدة. لكن ومع عشرات أو مئات الأنواع من الرياضات المختلفة، فكيف تختار الأنسب لك؟ سنخصص هذا المقال لتوضيح العوامل الرئيسية التي ستساعدك على اتخاذ قرارك بناءً على احتياجاتك وأهدافك الفريدة.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل التمارين والرياضات المائية لتحسين صحتك؟
7 نقاط يجب مراعاتها عند اختيار الرياضة المناسبة
يتطلب اختيار الرياضة الأنسب لك مراعاة عوامل عدة، مثل إمكاناتك الجسدية واهتماماتك وشخصيتك. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية لمساعدتك على اتخاذ القرار الصحيح:
1- حدد اهتماماتك الشخصية وشغفك
أحد أهم الاعتبارات وأكثرها بديهية أن تختار الرياضة التي تستمتع بها أو تشعر بالشغف تجاهها، فالاستمتاع بالنشاط يجعله مجزياً في حد ذاته؛ إذ يرتبط الاستمتاع بالدافع الداخلي الذي يُعدّ شكلاً دائماً من أشكال التحفيز. لذلك، تأمل في ذاتك وفكّر فيما تستمع به حقاً.
2- قيّم مستوى اللياقة والخصائص الجسدية
قيّم مستوى لياقتك البدنية الحالي لتجنب الإجهاد أو الإصابة، وراعِ إن كنت تعاني أي قيود جسدية أو حالات طبية قد تؤثّر في قدرتك على المشاركة في بعض الرياضات، مثل مشكلات المفاصل أو مشكلات القلب والأوعية الدموية وغير ذلك.
قد يكون من المفيد أيضاً أن تأخذ في الاعتبار الخصائص الجسدية التي تتمتّع بها، مثل الطول وقوة التحمل والقدرات الذهنية أو غيرها من المواهب الفطرية الطبيعية، فالأشخاص الذين يمتلكون قامة طويلة قد يتفوقون في كرة السلة، بينما يتفوق الأشخاص الذين يمتلكون بنية عضلية في رياضات أخرى مثل رفع الأثقال، أمّا ركوب الدراجات فهي الرياضة المناسبة للأشخاص الذين يتمتّعون بقدرة عالية على التحمل.
اقرأ أيضاً: ما التمارين الرياضية التي تؤثّر في الطول؟
3- راعِ سنك
بالنسبة لسن الشباب، فلا مشكلة في ممارسة أي نوع من الرياضة في حال عدم وجود حالة صحية تمنع ذلك، فقدرة الجسم على التحمل والمقاومة في هذه المرحلة تكون في أعلى مستوياتها. لذلك، يمكن اختيار أيّ من الأنشطة التي تناسب نمط حياة البالغين المزدحم.
أمّا بالنسبة للمراهقين على سبيل المثال، فينبغي تجنب بعض الرياضات التي قد تلحق ضرراً بالهياكل المفصلية للجسم التي ما زالت في مرحلة النمو، مثل رفع الأثقال، واختيار الرياضات التي تعزز اللياقة والتنسيق والعمل الجماعي، مثل كرة القدم أو كرة السلة.
وبالنسبة لكبار السن، فينبغي تجنب التمارين المرهقة للعمود الفقري، واختيار الرياضات منخفضة التأثير والمخاطر مثل المشي أو السباحة، إذ تساعد في الحفاظ على الصحة والتوازن.
4- حدّد أهدافك الصحية
فكّر في الهدف الذي تريد تحقيقه من ممارسة الرياضة، سواء كان من أجل تعزيز اللياقة البدنية أو المنافسة أو من أجل الترفيه فقط، واختر نوع الرياضة بناءً على ذلك، مع مراعاة النقاط السابقة أيضاً.
على سبيل المثال، إن أردت فقدان الوزن، فقد تكون الأنشطة التي تحرق السعرات الحرارية العالية مثل الجري أو ركوب الدراجات أو التدريب المتقطع عالي الكثافة مناسبة، أمّا إذا كان هدفك بناء كتلة عضلية، فرفع الأثقال أو التجديف أو المصارعة هي الأنسب.
في المقابل، إن أردت تحقيق المرونة الجسدية والتوازن، فإن تمارين اليوغا والبيلاتس والجمباز ستحقق لك ما تطمح إليه. وبالطبع إن أردت تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، فإن الأنشطة الهوائية مثل السباحة والجري وركوب الدراجات ستعزز صحة القلب دون شك. يمكنك أن تجد العديد من خيارات الرياضات لتحديد الأمثل لك وفقاً لأهداف اللياقة في هذا الرابط.
اقرأ أيضاً: كيف تتخلص من ألم العضلات بعد التمارين الرياضية؟
5- فكّر في مقدار الوقت والالتزام المطلوبين
من الضروري أن تفكر في مدى ملاءمة الرياضة التي تريدها لأسلوب حياتك من حيث الوقت والالتزام، لذا عليك أن تقيّم مقدار الوقت الذي يمكنك تخصيصه على نحو واقعي للتمرين والتدريب والمنافسة. قد تتطلب بعض الرياضات ممارسة يومية أو جلسات متعددة في الأسبوع، بينما قد تتطلب رياضات أخرى بضع ساعات فقط أسبوعياً، لذا عليك أن تختار الرياضة التي تتناسب مع روتينك اليومي.
من المهم أيضاً أن تراعي أن تكون الرياضة التي تريدها متاحة في مكان إقامتك، وأن تفكر في ميزانيتك أيضاً، فعلى الرغم من أن بعض الرياضات مثل الجري والمشي لا تحتاج إلّا لحذاء رياضي وملابس أساسية، فإن بعض الرياضات الأخرى تحتاج إلى معدات أعلى تكلفة، مثل قفاز الملاكمة أو غيرها من المعدات التي قد تكون باهظة الثمن أحياناً.
6- حدِّد تفضيلاتك تجاه الرياضات الجماعية أو الفردية
تؤدي السمات الشخصية دوراً في تحديد الرياضة الأنسب، فهل تعتقد أن شخصيتك ستنسجم أكثر مع روح الفريق والتفاعل الاجتماعي اللذين تتميز بهما الرياضات الجماعية؟ أم تفضل الاستقلالية التي تتميز بها الرياضات الفردية؟
راعِ هذه النقطة عند اختيار الرياضة المناسبة، ولا تنسَ أن الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة، توفّر فرصاً كبيرة لبناء الصداقات وتحسين مهارات التواصل مع الآخرين، لكنها قد تنطوي على صعوبة تنظيم الوقت ليناسب أعضاء الفريق كافة. في المقابل، فإن الرياضات الفردية مثل ركوب الدراجات أو المشي أو السباحة تمنحك حرية أكبر في تحديد جدولك الزمني وتنمّي القدرة في الاعتماد على الذات.
بالإضافة إلى ذلك، ابحث عن الرياضات التي تتمتّع بدعمٍ قوي من المجتمع أو الأندية المحلية، والتي يمكن أن تعزز تجربتك الاجتماعية وتوفّر الدافع من خلال الاهتمامات والأهداف المشتركة. يمكن أن يكون هذا الجانب المجتمعي عاملاً مهماً في الاستمرارية والمتعة على المدى الطويل.
اقرأ أيضاً: أفضل 6 تطبيقات لتمارين الرياضة المنزلية
7- جرّب العديد من الرياضات المختلفة
قد تساعدك تجربة رياضات مختلفة في العثور على الرياضة الأنسب لك؛ إذ تسمح لك باكتشاف اهتماماتك ومواهبك الخفية، وفهم تفضيلاتك على نحو أفضل، كما تساعدك على تقييم المتطلبات البدنية والمهارة ومستوى الاستمتاع بكل رياضة، ما يؤدي في المحصلة إلى اتخاذ قرار أكثر استنارة.
يمكن القول إن اختيار الرياضة المثالية هو قرار شخصي يتطلب دراسة متأنية لعوامل مختلفة، فتحقيق التوازن بين المتعة والقدرات البدنية والأهداف الصحية وأسلوب الحياة والسلامة سيساعدك على اختيار النشاط الذي لا يلبي احتياجاتك فحسب، بل يبقيك أيضاً منخرطاً ومستمراً بها. تذكّر أن المدرب الرياضي أو المعالج الفيزيائي قد يساعدانك على الاختيار وفقاً لوضعك الصحي ولياقتك البدنية وظروف حياتك.