أساليب اتبعها فنانون عرب لخسارة الوزن

5 دقيقة
حقوق الصورة: حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

في عالم الشهرة، قد يدفع الوجود تحت الأضواء التي لا ترحم المشاهير إلى اتباع أساليب مختلفة من أجل فقدان الوزن والظهور بأحسن وأفضل ما يكون، ففي حين أن بعضهم قد يختار من أجل ذلك اتباع الأنظمة الغذائية المنخفضة السعرات الحرارية وممارسة التمارين الرياضية التقليدية، ترى البعض الآخر يختار طرقاً أكثر مباشرة؛ مثل التدخلات الجراحية. دعونا نتعرف في هذا المقال إلى قصص بعض المشاهير العرب الذين اتبعوا إجراءات جراحية وغيرها من أساليب غير تقليدية في سعيهم لإنقاص أوزانهم والحصول على صحة أفضل وأجسام أكثر رشاقة.

اقرأ أيضاً: ما تحتاج إلى معرفته قبل الخضوع للجراحة: دليلك للاستعداد قبل الجراحة

فاطمة الصفي وحُقن التخسيس

ذكرت الفنانة الكويتية، فاطمة الصفي، أنها اتبعت خلال سنوات عديدة عدة طرق لتخفيض الوزن الزائد، ومنها أبر التخسيس، التي أكدت أنها كانت تحت إشراف طبي متخصص. وعلى الرغم من أنها لم تذكر اسم حقن التخسيس، فإن شهرة هذا الأسلوب لا تقل اليوم عن شهرة الشخصيات الذين يلجؤون إليها، مثل إيلون ماسك وأوبرا وينفري وغيرهم الكثير من المشاهير العالميين والعرب.

من أشهر هذه الأدوية الأوزمبيك وويغوفي ومونجارو وزيبوند، فما الفرق بينها؟ يقول استشاري التغذية العلاجية، محمد منصور، إن الأوزمبيك دواء حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (Food and Drug Administration FDA) بوصفه دواءً لمرض السكري من النوع الثاني، ومن غير المصرح به طبياً استخدامه في علاج السمنة غير المقترنة بالسكري. 

في المقابل، وافقت إدارة الغذاء والدواء عام 2021 على دواء ثانٍ يحمل الاسم التجاري ويغوفي، يحتوي على المادة الفعّالة نفسها الموجودة في أوزمبيك؛ المُسمّاة سيماغلوتيد (Semaglutide)، وذلك لاستخدامه في إدارة زيادة الوزن المزمنة عند البالغين الذين يعانون السمنة (مؤشر كتلة جسم 30 أو أكثر)، أو يعانون الوزن الزائد (مؤشر كتلة جسم 27 أو أكثر) مع وجود حالة أو أكثر على الأقل مرتبطة بالوزن الزائد؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع نسبة الكوليسترول، وذلك بالتزامن مع اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني.

ثم وافقت عام 2023 على استخدام حقن زيبوند؛ التي تحتوي على مادة فعّالة تُسمَّى تيرزيباتيد (Tirzepatide) الموجودة نفسها في دواء مونجارو، لإدارة الوزن المزمن عند البالغين الذين يعانون السمنة، أو يعانون الوزن الزائد مع وجود حالة أو أكثر على الأقل من الحالات المرتبطة بالوزن الزائد، وذلك بالتزامن مع اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية وزيادة النشاط البدني. يُذكر أن دواء مونجارو لم يحصل بعد على موافقة إدارة الغذاء والدواء بغرض استخدامه في علاج السمنة وتخفيض الوزن الزائد.

أمّا كيفية تأثير هذه الأدوية في خفض الوزن، فيُعتقد أن المواد الفعّالة فيها تؤثّر في مراكز الجوع في الدماغ، تحديداً منطقة ما تحت المهاد، ما يقلل كلاً من الجوع والشهية والرغبة الشديدة في تناول الطعام، بالإضافة إلى أنها تبطِّئ معدل إفراغ المعدة، ما يطيل الشعور بالامتلاء والشبع بعد الوجبات على نحو فعّال. والنتيجة النهائية هي انخفاض الشعور بالجوع، وزيادة الشعور بالامتلاء فترات طويلة، وفقدان الوزن في النهاية.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن هذه الأدوية تسهم فعلاً في إنقاص الوزن على نحو كبير، فمن الضروري بالتزامن مع تناولها أن يُتبع نظام غذائي صحي مع ممارسة الرياضة بانتظام؛ لأنه في حال الاعتماد على هذه الأدوية فقط من أجل خسارة الوزن الزائد، فإن الشخص سيكتسب الوزن الذي خسره بسرعة كبيرة جداً بمجرد التوقف عن تناول الدواء، وفقاً للطبيب منصور. يُذكر أن الفنانة الكويتية أكدت أنها التزمت بعد تخفيض وزنها بممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، التي تعتبرها جزءاً أساسياً من حياتها بالإضافة إلى نظام غذائي صحي دون الإفراط بتناول الطعام. 

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى تقنية الكافيتيشن لتكسير الدهون بالموجات فوق الصوتية دون جراحة

حسين الجسمي وتحويل مسار المعدة

ذكر المغني والملحن الإماراتي، حسين الجسمي، أنه خضع لعملية تحويل مسار المعدة، ما يُعرف أيضاً بـ "جراحة المجازة المَعِدية"، عام 2009 بهدف خسارة الوزن الزائد الذي كان يؤثّر سلباً في صحته. وهي إجراء جراحي يقلل حجم المعدة ويغيّر الطريقة التي تمتصُّ بها الأمعاء الدقيقة الطعام ما يسهّل فقدان الوزن.

بشرحٍ مبسط، يمكن القول إنها عملية تنطوي على تقسيم المعدة إلى جيب علوي صغير وجيب سفلي أكبر، ومن ثَمَّ قطع الأمعاء الدقيقة ووصلها بجيب المعدة الأصغر. نتيجة لذلك، ينتقل الطعام المتناول إلى الجيب الصغير، ثم يتجاوز معظم المعدة والجزء الأول من الأمعاء الدقيقة ويدخل مباشرة في الجزء الأوسط منها، وهو ما يحدُّ من كمية الطعام التي يمكن تناولها في وجبة واحدة، كما ستمتصُّ الأمعاء عدداً أقل من السعرات الحرارية والمواد المغذية من الطعام المتناول نتيجة عدم مروره في جزء من الأمعاء الدقيقة.

تُجرى هذه الجراحة ومثيلاتها عندما لا تجدي الأنظمة الغذائية والتمارين الرياضية نفعاً في إنقاص الوزن الزائد، وعلى وجه الخصوص، تُجرى في حالة السمنة المفرطة (مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر)، أو في حالة السمنة (مؤشر كتلة الجسم من 35 إلى 39.9) المتزامنة مع حالة مرضية خطيرة متعلقة بالوزن؛ مثل داء السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع النفس النومي الشديد. وفي بعض الحالات، قد تُجرى للأشخاص الذين يعانون الوزن الزائد؛ أي يكون مؤشر كتلة الجسم بين 30-34، وذلك في حال كان الشخص يعاني مشكلات صحية خطيرة تتعلق بالوزن.

عموماً، يمكن أن تؤدي جراحة تحويل مسار المعدة إلى فقدان الوزن على نحو كبير وتحسين الحالات الصحية المرتبطة بالسمنة. ومع ذلك، من المهم للمرضى اتباع نظام غذائي صارم وممارسة تمارين رياضية بانتظام بعد الجراحة لتحقيق نتائج مثلى والحفاظ عليها.

اقرأ أيضاً: ما الذي تحتاج إلى معرفته عن جراحة نحت الجسم التجميلية؟ وما فوائدها ومضارها؟

ديانا كرزون وآخرون وتكميم المعدة

في الواقع، أجرى العديد من المشاهير هذه العملية بهدف إنقاص الوزن الزائد؛ مثل المغنية الأردنية ديانا كرزون والممثلة المصرية ندى رحمي. وهي عملية جراحية لعلاج السمنة والحالات الطبية المتعلقة بالسمنة، تنطوي على استئصال جزء كبير من المعدة نحو 80% منها، والإبقاء على جزء يشبه الأنبوب الضيق أو "الكمّ". يساعد هذا الإجراء على تقييد كمية الطعام التي يتناولها المريض في وجبة واحدة، ما يجعله يشعر بالشبع على نحو أسرع، بالإضافة إلى أنها تقلل من كمية هرمونات الجوع التي تنتجها المعدة، ما يساعد على تقليل الشهية والشهوة الشديدة للطعام. 

الأشخاص المؤهّلون للخضوع لعملية التكميم هم الأشخاص الذين يعانون سمنة مفرطة (مؤشر كتلة الجسم 40 أو أعلى)، أو يكون 35 على الأقل مع وجود حالة مرضية واحدة على الأقل مرتبطة بالسمنة. بالإضافة إلى الأشخاص الذين لم ينجحوا في إنقاص الوزن سابقاً عبر اتّباع الحميات الغذائية أو الخطط الأخرى المتبعة في إنقاص الوزن.

محمد ممدوح وصيام الماء

أعلن الممثل المصري محمد ممدوح أنه فقد 45 كيلوغراماً من وزنه عبر اتباع صيام الماء؛ وهو نوع من الصيام لا يمكن تناول خلاله أي طعام أو شراب سوى الماء. تستمر مدة الصيام عادة نحو 24-72 ساعة وينبغي ألّا يطول الصيام مدة أطول من ذلك دون إشراف طبي، في حين ذكر الفنان أنه أمضى 17 يوماً يشرب الماء على نحو متواصل وذلك تحت إشراف الأطباء المتخصصين على حد أقواله.

في الواقع، وُجِد أن صيام الماء يرتبط ببعض الفوائد الصحية المحتملة؛ مثل فقدان الوزن السريع، وتحفيز الالتهام الذاتي، وهي عملية تساعد الجسم على تكسير الأجزاء القديمة من الخلايا وإعادة تدويرها مانعة إياها من التراكم والتطور إلى خلايا سرطانية، كما قد يساعد على خفض ضغط الدم، ويحسِّن الحساسية للإنسولين والليبتين، ما يساعد الجسم على معالجة إشارات الجوع على نحو أكثر كفاءة وتقليل خطر السمنة. بالإضافة إلى ذلك، قد يقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة؛ مثل داء السكري وأمراض القلب وغيرها.

ومع ذلك، فإن لهذا الصيام بعض المخاطر أيضاً؛ أولها أن الوزن المفقود في البداية قد لا يكون سوى خسارة الماء والكربوهيدرات وحتى كمية صغيرة من كتلة العضلات، وليس ناتجاً عن حرق الدهون، بالإضافة إلى ذلك وعلى الرغم من أن صيام الماء لا يشمل سوى الماء؛ فإنه قد يسبب الجفاف في حال الامتناع عن الطعام والمواظبة على شرب الكمية نفسها من الماء قبل الصيام، لأن 20-30% من الاستهلاك اليومي من الماء يأتي من الأطعمة المتناولة.

 لتفادي أعراض الجفاف التي تشمل الدوخة والغثيان والصداع والإمساك وانخفاض ضغط الدم، ينبغي شرب كمية من الماء أكبر من المعتاد خلال هذا الصيام. وعلى الرغم من أن هذا الصيام يُعدّ قصيراً نسبياً، فإن ثمة بعض الحالات الطبية التي قد تتفاقم بسببه؛ مثل النقرس وبعض اضطرابات الأكل أيضاً.

اقرأ أيضاً: ما مخاطر العمليات التجميلية على الصحة بعد سن الخمسين؟

ختاماً، يمكن القول إن العديد من المشاهير يلجؤون إلى أساليب مختلفة من أجل فقدان الوزن والحفاظ على لياقتهم، لكن مهما كان الأسلوب المتبع أو الإجراء الطبي الذي سيُجرى، لا بُدّ من اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن مع ممارسة الرياضة بانتظام، للحفاظ على الصحة وتحقيق النتائج المرجوة وضمان ديمومتها. 

المحتوى محمي