9 أسباب محتملة لآلام المفاصل والكسور القديمة في برد الشتاء

3 دقيقة
9 أسباب محتملة لآلام المفاصل والكسور القديمة في برد الشتاء
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PopTika

كثيراً ما نسمع في الشتاء العبارة المألوفة: "البرد ينخر عظامي" وهذا التعبير على الرغم من أنه عفوي، فإنه واقعي، وكان من القضايا التي اهتم بها الأطباء في اليونان منذ 2400 عام، إذ وصف هذه الظاهرة أبقراط أبو الطب ووصف ارتباط برد الشتاء بزيادة الأمراض وآلام المفاصل والعظام، وكان هناك اعتقاد بأن الناس لديهم قدرة على التنبؤ بالطقس واقتراب الشتاء من خلال شعورهم بهذه الآلام. الآن في القرن الحادي والعشرين، ومع تقدم العلم، لا يزال هناك جدل واسع حول سبب ألم العظام الناتج عن البرودة، ولكن هناك اقتراحات مبنية على دراسات علمية يمكنها أن تعطي تفسيراً محتملاً .لذلك

اقرأ أيضاً: ما الأمور التي يمكن أن تساعدك على جبر الكسور بسرعة؟

ما أسباب ارتباط الطقس البارد مع آلام الكسور العظمية الملتئمة وآلام المفاصل؟

قد ينشأ الألم العظمي المرتبط بالطقس البارد عن تفاعل عدة عوامل وأسباب محتملة، يمكن تلخيص أهمها كما يلي:

تلف الأعصاب

عند التعرض لكسور، من الممكن ألا تلتئم الأعصاب بمنطقة الكسر بشكل صحيح، وتحدث بها نسبة تلف دائمة على المستوى المجهري، وعندما تتغير عوامل الجسم الداخلية مثل مستويات السائل المصلي أو تقلص العضلات أو الخارجية مثل استشعار البرودة وغيرها من العوامل، يتم تنبيه هذه النهايات العصبية المشوهة ما يؤدي إلى الشعور بالألم.

الضغط الجوي

يحدث في البرودة وهطول المطر انخفاض بالضغط الجوي المحيط بالجسم، وهذا الانخفاض يؤدي بدوره إلى تمدد السوائل والغازات الموجودة في المفاصل، وللتوضيح؛ تخيل أن هناك بالوناً منفوخاً موضوعاً في علبة زجاجية وقمت بسحب الهواء من فتحة موجودة بهذه العلبة الزجاجية، ما سيُحدث انتفاخاً بحجم البالون نتيجة فرق الضغط، وبشكل مشابه يؤدي تمدد الغازات والسوائل حول الركبتين والكاحلين بسرعة وتراكمها في مناطق المفاصل والكسور القديمة إلى الضغط على الأعصاب ما يرسل إشارات تنبيه إلى الدماغ فيفسرها كشعور بالنخر والألم.

تغيير لزوجة السائل المفصلي

أحد الاقتراحات الأخرى لتفسير هذا الألم هو أن انخفاض درجة الحرارة يؤدي إلى زيادة سماكة ولزوجة السائل المفصلي الذي يعمل كعامل مزلق للمفاصل، ما يحد من سيولته فيحدث تيبس في المفصل.

قلة النشاط البدني

في موسم الشتاء البارد يهمل العديد من الناس ممارسة الرياضة، وبشكل خاص الأشخاص الذين يمارسون رياضة الجري في الهواء الطلق تفادياً للبرودة أو بسبب ضغط العمل وغيرها من الأسباب، وتؤدي قلة النشاط البدني إلى تيبس المفاصل والعضلات والأنسجة التي لا يتم استخدامها فيشعر الشخص بالألم مكان الإصابات القديمة.

زيادة الوزن الشتوي

غالباً ما نعاني من زيادة الوزن في الشتاء، وذلك بسبب قلة النشاط البدني وتناول المزيد من الطعام نتيجة الحاجة لإحراق المزيد من الحريرات وتوليد الحرارة لتدفئة الجسم، وهذه الكمية من الوزن الزائد مهما كانت صغيرة، قد تسبب ضغطاً مؤلماً على الركبتين والمفاصل ومناطق الكسور الملتئمة حديثاً.

اقرأ أيضاً: كيف تختار الحذاء المناسب لمنع تشوهات القدم؟

إهمال شرب السوائل

قد يهمل العديد منا شرب الماء في فصل الشتاء، والسبب غالباً هو عدم وجود حرارة الشمس الحارقة التي تحفّزنا لشرب السوائل الباردة لتخفيض حرارة الجسم، وعدم فقدان السوائل بالتعرق، لكن من الضروري شرب الماء لتمديد السائل المفصلي وزيادة سيولته، فيمنع زيادة لزوجته وحصول تنبيه الألم الذي تم ذكره سابقاً.

نقص مستويات فيتامين د

من الممكن أن يؤدي نقص فيتامين د في الشتاء نتيجة عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كافٍ إلى زيادة آلام المفاصل، وقد يسهم بالإصابة بهشاشة العظام على المدى الطويل، لذا من الممكن تناول مكملات فيتامين د عند الضرورة بعد أخذ مشورة الطبيب.

نقص التروية الدموية

تؤدي البرودة إلى تقلص الشعيرات الدموية، ما يسبب نقص إمداد الدم للأنسجة والأطراف، وبشكل خاص الأطراف البعيدة مثل اليدين والقدمين، وعدم وصول الدم الساخن إلى هذه المناطق يبردها ويولد الشعور بالألم الناجم عن البرد في مناطق الكسور القديمة أحياناً.

التوتر العضلي

هناك بعض الأحيان التي نرتجف بها من شدة البرد، وتحدث هذه الظاهرة أيضاً على المستوى الأصغر في العضلات الصغيرة، حيث تسبب البرودة تقلص العضلات وتشنجها لإحراق الحريرات وتوليد الطاقة، ما ينبه النهايات العصبية حول المفاصل ويولد شعوراً بالألم.

اقرأ أيضاً: ما هي الإصابات التي قد تنهي مسيرة لاعب كرة القدم؟

ما الطرق التي يمكن اتباعها لتفادي ألم العظام والمفاصل الناجم عن الطقس البارد؟

بإمكان الأشخاص الذين يعانون آلام المفاصل والكسور القديمة في الطقس البارد اتباع بعض النصائح التالية:

  • التدفئة: عن طريق ارتداء ملابس سميكة، والتدثر بشكل جيد خصوصاً أثناء النوم، وتجنب الفترات الطويلة من التعرض للبرودة.
  • تسكين الألم: يمكن في الحالات الشديدة من الشعور بالألم أخذ المسكنات التي لا تحتاج لوصفة طبية.
  • النشاط البدني: تؤدي زيادة الحركة والنشاط البدني إلى زيادة التروية الدموية وتدفئة الجسم بشكل جيد.
  • التغذية الجيدة: تسهم التغذية الجيدة واتباع نظام صحي متوازن إلى زيادة تحمل الجسم للألم، ويجب أن تحتوي الحمية الغذائية على الفيتامينات الضرورية للعظام والأعصاب مثل فيتامين د وفيتامين بي 12 والكالسيوم وغيرها، مع شرب الكثير من السوائل، وتجنب الإفراط بالأطعمة الدهنية والسكريات.

اقرأ أيضاً: ما أسباب اهتزاز اليدين وكيف يتم علاجه؟

ختاماً، لا يمكن إنكار دور البرد في آلام العظام والمفاصل، وتشير دراسة لينغ وانغ المنشورة في دورية روماتولوجي آند ثيرابي (Rheumatology and Therapy) عام 2021 إلى أن الطقس البارد يؤثر بشكل واضح على انتكاس الأعراض السريرية للمصابين بالتهابات مفاصل الركبة، وهناك عدة أبحاث أخرى تحاول تسليط الضوء على هذه الحالة وتحديد سببها بشكل أدق، لكن إلى ذلك الحين تبقى التدفئة أفضل طريقة لتفادي هذا الألم.

المحتوى محمي