يساعد الكشف المبكر عن سرطان المعدة على علاجه بأقل الطرق إيلاماً، لذا لا بُدّ من التعرف إلى الأعراض المبكرة للمرض.
ما هو سرطان المعدة؟
سرطان المعدة هو تكاثر غير طبيعي في خلايا البطانة الداخلية للمعدة، يبدأ ببطء ثم يتطور على مدار السنوات ويتحوّل إلى ورم.
تحدث معظم حالات سرطان المعدة (نحو 95%) في الأنسجة الغدية التي تبطن المعدة (السرطان المعدي الغدي)، ثم يخترق جدارها وينتشر مع مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي، إلى أعضاء أخرى من الجسم.
يُعدّ سرطان المعدة خامس أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، وينتشر خاصة في دول شرق آسيا وأوروبا الشرقية وأميركا الجنوبية والوسطى.
اقرأ أيضاً: لماذا تنخفض معدلات الإصابة بالسرطان في الدول العربية لكنها الأعلى في الوفيات؟
أنواع سرطان المعدة
يمكن تصنيف سرطان المعدة إلى عدة أنواع بناءً على نوع الأنسجة التي يبدأ منها، وهو بدوره ما يؤثّر في خيارات العلاج، وأهمها:
- السرطان الغدي (Adenocarcinoma): الأكثر شيوعاً، ويبدأ من بطانة المعدة الغدية.
- الورم الليمفاوي: يبدأ بالخلايا الليمفاوية في جدار المعدة.
- ورم النسيج الضام المعدي: وهو السرطان الذي يبدأ في الخلايا العصبية الموجودة في جدار المعدة وأعضاء الجهاز الهضمي الأخرى.
- سرطان الخلايا الحرشفية في المعدة: نادر الحدوث، حيث يؤثّر هذا السرطان عادةً في الجلد.
- الأورام الصماء العصبية في الجهاز الهضمي: هي سرطانات تبدأ في الخلايا الصماء العصبية، وهي الخلايا التي تصنع هرمونات تساعد على التحكم في العصارات الهضمية والعضلات المُستَخدمة في نقل الطعام عبر المعدة والأمعاء، والتي تبطن الجهاز الهضمي.
أعراض سرطان المعدة المبكرة
غالباً ما تكون أعراض سرطان المعدة المبكرة غير واضحة، ولا يمكن ربطها بسرطان المعدة ما لم تكشفه الفحوصات الروتينية للسرطان.
بشكلٍّ عام، تشمل أعراض سرطان المعدة في المراحل المبكرة:
- الغثيان والقيء مع أو دون دم.
- تغير في الشهية.
- تورم البطن.
- حرقة المعدة.
- عسر الهضم.
- ألم مزعج وغامض في البطن فوق السرة
- امتلاء الجزء العلوي من البطن أسفل عظم الصدر بعد تناول كمية قليلة من الطعام.
- فقدان الوزن.
- فقر الدم.
تُسبب المراحل المتأخرة من سرطان المعدة ظهور أعراض مثل:
- ألم المعدة.
- دم في البراز.
- القيء.
- فقدان الوزن دون سبب.
- صعوبة البلع.
- عيون أو جلد مصفر.
- تورم المعدة.
- الإمساك أو الإسهال.
- الضعف والتعب.
- حرقة في المعدة.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين أعراض التهاب المعدة والإصابة بجرثومة المعدة؟
أسباب سرطان المعدة
يحدث سرطان المعدة نتيجة طفرة جينية تُصيب خلايا المعدة، وتمنعها عن أداء وظائفها بالأسلوب الصحيح، وخاصة كيفية نموها وانقسامها إلى خلايا جديدة، لذا تنمو وتنقسم الخلايا المصابة بالطفرة بسرعة تفوق قدرة الخلايا السليمة على النمو والانقسام، فتكوّن ورماً يمكن لخلاياه الانتقال من جزء إلى آخر في المعدة والجسم.
ومع ذلك، لم يتمكن الباحثون حتى الآن من تحديد السبب الدقيق لحدوث هذه الطفرات، لكنهم حددوا عدداً من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسرطان المعدة، وتشمل:
- التاريخ العائلي للإصابة بسرطان المعدة أو قرحة المعدة.
- عدوى الملوية البوابية (Helicobacter pylori) أو جرثومة المعدة.
- داءُ الارتِجاع المَعدي المَريئي (GERD).
- التهاب المعدة.
- الإصابة بفيروس إبشتاين-بار.
- اتباع نظام غذائي قليل المحتوى بالفواكه والخضروات، وغني بالأطعمة الدهنية أو المالحة أو المدخنة أو المخللة.
- التعرض المتكرر لمواد مثل الفحم والمعادن والمطاط.
- التدخين.
تشخيص سرطان المعدة
في حال كنت تشعر بأي من الأعراض السابقة، استشر طبيبك في الحال، والذي سيبدأ التشخيص بفحص بدني بحثاً عن أي كتل.
المرحلة التالية هي للتقييم وتحديد مرحلة الإصابة في حال وجود ورم في المعدة، حيث يستخدم الأطباء مقياساً من صفر ويعني أن السرطان لم ينتشر خارج بطانة المعدة، وحتى المرحلة الرابعة وتعني أنه انتشر إلى أعضاء أخرى.
يستخدم الطبيب في التشخيص:
- التنظير العلوي: بإدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا في طرفه عبر الفم وحتى المعدة. وقد يستخدمه بعض الأطباء أيضاً للحصول على خزعة لتحليلها في المختبر.
- الموجات فوق الصوتية بالمنظار: وفيه يستخدم الطبيب منظاراً مزوداً بمسبار للموجات فوق الصوتية يمكنه التقاط صور للمعدة.
- الاختبارات الإشعاعية: ومنها التصوير المقطعي المحوسب، وبلع الباريوم (لجعل المعدة أكثر وضوحاً عبر الأشعة السينية)، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
- فحوصات الدم: والتي يمكنها تحديد كفاءة عمل الأعضاء. حيث يشير ضعفها إلى احتمال الإصابة بالسرطان.
علاج سرطان المعدة وإدارته
تتباين طرق علاج سرطان المعدة وفقاً لدرجة انتشار الورم، فإذا كان الورم في مراحله الأولى؛ حيث لا يزال محصوراً ضمن المعدة، يمكن علاجه من خلال الجراحة، وتضم الإجراءات الجراحية لاستئصال الورم ما يلي:
- التنظير العلوي: يُدعى هذا الإجراء "استئصال الغشاء المخاطي بالمنظار"، وفيه يُمرر الطبيب أنبوباً من الحلق إلى المعدة لإيصال أدوات الجراحة الخاصة واستئصال الورم السرطاني في المعدة.
- استئصال المعدة الجزئي: لإزالة الجزء المصاب من المعدة، وبعض الأنسجة السليمة المحيطة به.
- استئصال المعدة: وفيه يستأصل الطبيب المعدة كاملةً، ويعيد توصيل المريء بالأمعاء الدقيقة.
اقرأ أيضاً: هل يمكن معالجة السرطان عبر تجويع خلاياه للسكر؟
عندما يخترق السرطان جدار المعدة وينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم، فلا يبقى العلاج الجراحي كافياً، ولا بُدّ من علاجات أخرى، وهي:
- العلاج الكيميائي: يساعد على تقليص حجم الخلايا السرطانية، وقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة. يُستخدم عبر الوريد أو على شكل حبوب.
- العلاج بالأشعة: يهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية بالأشعة السينية أو البروتونات أو مصادر أخرى، لكنه ليس كافياً وحده، بل يساعد على تخفيف الأعراض، ويمكن إجراء الجراحة بعده إلى جانب العلاج الكيميائي.
- العلاج الدوائي المستهدف: وهو عبارة عن أدوية تستهدف موادَّ كيميائية معينة ضمن الخلية السرطانية. غالباً ما يُستخدم مع العلاج الكيميائي في حالات السرطان المتكرر؛ أي الذي يعود، أو السرطان المتقدم.
- العلاج المناعي: عبارة عن أدوية تساعد الجهاز المناعي على كشف الخلايا السرطانية والقضاء عليها.