لا شك في أن تتبع موعد بدء الفحص عن المشكلات الصحية من السرطان إلى ارتفاع الكوليسترول أمرٌ محير لأسباب متعددة، أهمها تغير الإجراءات والتوصيات التي تتعلق بالأمراض وآليات الكشف عنها، والتي تتغير كل عدة سنوات. فعلى سبيل المثال، كانت التوصية السابقة تنص على أهمية بدء الإناث بإجراء التصوير الإشعاعي للثديين (الماموغراف) في عمر الخمسين للكشف عن سرطان الثدي، إلا أنه في أحدث التوصيات تم خفض العمر إلى 40 عاماً.
ينطبق الأمر ذاته على ما يتعلق بالكشف عن سرطان القولون والمستقيم، إذ يُنصح ببدء الاختبارات الطبية الخاصة به من عمر 45 عاماً، في الوقت الذي نصت التوصيات السابقة على البدء بها في سن الخمسين. وبشكلٍ عام، يخصُّ معظم هذه التوصيات العامة الأشخاص الأصحاء المعرّضين لخطر متوسط، أمّا بالنسبة للأفراد المعرّضين لخطر أكبر للإصابة لسببٍ يتعلق بالتاريخ العائلي أو عوامل أخرى، فعندئذ قد يُوصي الطبيب ببدء الفحص في وقت أقرب، بكلمات أخرى، يعتمد الأمر على العامل الشخصي بشكلٍ نسبي أيضاً.
اقرأ أيضاً: ما الذي يجب تجنبه قبل إجراء التحاليل الطبية؟
ما الاختبارات التي يمكن إجراؤها في سن العشرين؟
يتوجب أن يخضع الشخص البالغ 20 عاماً للفحص الطبي بحثاً عن الأمراض المنقولة جنسياً، مثل السيلان والكلاميديا وفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب، وذلك في حال كان الشخص نشط جنسياً أو يعمل طبيباً أو مقدماً للرعاية الصحية، أي أنه معرّض لأن يكون على تماس مع العوامل الممرضة، أو في حال كان الشخص قد تعرّض للتحرش في مرحلة ما من حياته.
كما يُنصح في هذا العمر بإجراء اختبار التهاب الكبد الوبائي C. فبحسب التوصيات الطبية، يتوجب البحث عن فيروس التهاب الكبد C مرة واحدة في الحياة بغياب عوامل الخطر، وسن الـ 20 هو الأنسب.
من جهة أخرى، تُنصح الإناث بإجراء اختبارات الكشف عن سرطان عنق الرحم وذلك لدى المُعرّضات لخطر متوسط بدءاً من سن 21 إلى 65 عاماً، ويُعاد كل 3 سنوات، ويعتمد تكرار هذه الاختبارات على سلامة النتائج.
الاختبارات التي ينبغي أن تُجري في سن الثلاثين
بالنسبة للإناث ذوات الأعمار بين 30 و65 عاماً، يُوصي بمواصلة إجراء مسحة عنق الرحم كل ثلاث سنوات للكشف عن الإصابة بسرطان عنق الرحم خاصةً عند الإناث النشطات جنسياً، بالإضافة إلى إجراء اختبار فيروس الورم الحليمي البشري جنباً إلى جنب مع مسحة عنق الرحم كل خمس سنوات، حيث تؤدي هذه الفيروسات دوراً في سرطان عنق الرحم.
كما أن العمر الذي يتوجب البدء فيه بالخضوع لإجراء اختبار السكري والكوليسترول هو الثلاثين، وذلك في غياب عوامل خطر الإصابة بالسكري كالسمنة أو حدوث مقاومة الإنسولين أو التاريخ العائلي للإصابة. بينما يُوصي بالبدء بعمر أبكر في ظل وجود عوامل خطر الإصابة السابقة.
اقرأ أيضاً: ما أعراض ارتفاع الكوليسترول في الدم؟
وكذلك الأمر بما يتعلق بالكشف عن ارتفاع كوليسترول الدم، إذ يتوجب على الأفراد ذوي الخطورة المتوسطة فحص مستويات الكوليسترول لديهم في سن 35 لمعرفة فيما إذا كانوا بحاجة إلى تناول الستاتينات، وهي أدوية خافضة للكوليسترول. وفي حالات معينة، كشخص عمره 25 عاماً ذي مؤشر كتلة جسم تُقدّر بـ 40، أي أنه يعاني من سمنة مفرطة ولديه تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، هنا يتوجب الفحص حالاً حتى عندما يكون عمر المريض أقل من ثلاثين عاماً.
الفحوص الطبية التي يجب إجراؤها في الأربعينيات من العمر
يتوجب على الإناث أن تبدأن في تصوير الثدي بالأشعة السينية "الماموغراف" كل عامين بدءاً من سن الأربعين، حيث توصي جمعية السرطان الأميركية بأن يتم فحص الإناث ذوات الخطورة المتوسطة سنوياً في الأعمار بين 45 و54 عاماً وكل عامين بعد ذلك، بينما يُجري التصوير في أعمار أبكر تبدأ في الأربعين بالنسبة لذوات الخطورة الأعلى.
وفي سن 45، يكون الوقت قد حان لإجراء فحص سرطان القولون والمستقيم، والذي يتم إما عن طريق تنظير القولون والمستقيم أو تحري وجود دم في البراز.
اقرأ أيضاً: لمَ ترتفع إنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟
وإضافة إلى ذلك، تبدأ الصحة العينية بالتدهور تدريجياً في هذا العمر، لهاذ السبب تُوصي الأكاديمية الأميركية لطب العيون بمقابلة الطبيب لفحص العينين بحثاً عن الحاجة لارتداء النظارات أو لوجود أي أمراض عينية مثل الغلوكوما أو الساد وهو إعتام العدسة العينية، خاصةً في ظل وجود أمراض مزمنة كداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية، حيث تؤثّر هذه الأمراض إلى حدٍ كبير في الصحة العينية.
ماذا عن الفحوص والاختبارات الطبية في خمسينيات العمر وما بعد؟
على الإناث اللاتي دخلن سن اليأس وانقطعت الدورة الطمثية لديهن إجراء فحص للبحث عن وجود هشاشة العظام، حيث تزداد خطورة حدوث الكسور بشكلٍ كبير بعد انقطاع الطمث نتيجة ازدياد ارتشاف العظم.
كما يُوصى بإجراء اختبارات الكشف عن سرطان الرئة في الأعمار بين 50 و80 عاماً، وذلك عند المدخنين أو ذوي تاريخ التدخين الذي يشتمل علبة كل يوم لمدة 20 عاماً أو ما يقابلها، أي علبتين يومياً لمدة 10 سنوات، وحتى من أقلع عن التدخين خلال الـ 15 سنة السابقة.
ويعتبر عمر الخمسين العمر المناسب للبدء بالبحث عن سرطان البروستات، خاصةً عند وجود تاريخ عائلي لأب أو أخ مصاب بسرطان البروستات قبل سن 65 عاماً. من جهة أخرى، يتوجب أن يبدأ الذكور المدخنون أو ممن أقلعوا عن التدخين بفحص وجود تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني وذلك بين سن 65 و75 عاماً.
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد الاختبار الوراثي؟
وبعيداً عن الأمراض الجسدية والفحوص البدنية، يبدأ الأطباء بإجراءات الاختبارات المعرفية في عمر الستين كل عام أو كل عامين روتينياً، بينما يُوصى بإجراء هذه الاختبارات في عمر أبكر في ظل وجود تاريخ عائلي للإصابة بالأمراض العصبية التنكسية كالخرف أو ألزهايمر.