أن يُصاب أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء بمرض الكلى المزمن يضع على عاتقك مسؤولية كبيرة في مساعدته على حماية كليتيه من الضرر والوقاية من أمراض القلب وتحسين صحته بشكلٍ عام، وإليك كيف تتعامل معه.
مرض الكلى المزمن (CKD) هو حالة تُتلف فيها الكلى ولا تستطيع تصفية الدم كما ينبغي. يتفاقم المرض بمرور الوقت ويمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي. تؤدي عدة عوامل إلى زيادة خطورة تطور المرض، ومنها مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وتاريخ عائلي من الفشل الكلوي. يمكن التعايش معه خلال اتباع العادات الصحية وتناول الأدوية، أو علاجه عن طريق غسيل الكلى أو زرع الكلى.
كيف تتعامل مع المرضى المصابين بأمراض كلوية مزمنة؟
يتطلب مريض الكلى المزمن رعاية خاصة، وإليك كيف تشجّعه وتدعمه وتساعده على تخطي صعوبات مرضه:
تناول الدواء بانتظام
وُجِدت الأدوية لدرء خطر الاضطرابات والمشكلات الصحية الخطيرة، لذلك من المهم مساعدة المريض ومتابعته لتناول أدويته بانتظام حتى مع الشعور بالتحسن. يُوصى أيضاً بتجنب إعطائه مسكنات الألم أو المكملات الغذائية دون استشارة الطبيب لأن بعضها يؤثّر في عمل الكلى أو يتداخل مع أدويته.
من الأدوية التي قد يتناولها مريض الكلى الأدوية الموصوفة لخفض ضغط الدم والتحكم في نسبة الغلوكوز في الدم وخفض نسبة الكوليسترول، والتي تعمل على إبطاء أمراض الكلى وتأخير الفشل الكلوي، حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون ارتفاع ضغط الدم. قد يحتاج المريض أيضاً إلى تناول أحد مدرات البول.
ذكّر المريض أيضاً باستمرار بالمخاوف من المضاعفات التي قد تنتج عن عدم الامتثال لنصائح الطبيب وعدم تناول الأدوية.
اقرأ أيضاً: كيف تتشكل الحصيات الكلوية؟ إليك أبرز النصائح لتجنب تشكلها
ممارسة الرياضة
ساعد مريضك على ممارسة الرياضة، فهي مفيدة للمصابين بأمراض كلوية مزمنة تقريباً، إذ تساعد على تعزيز طاقة المريض، وتساعده على النوم، وتقوّي عظامه، وتساعد على منع الاكتئاب، وتقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل أمراض القلب، وتساعد على ضبط ضغط الدم ومستويات السكر في الدم.
يستطيع المصاب بمرض كلوي خفيف أو متوسط الشدة ممارسة الرياضة مثل أي شخص سليم من العمر نفسه، ويُنصح المصابون بمرض كلوي مزمن شديد باستشارة الطبيب قبل البدء بممارسة الرياضة.
اقرأ أيضاً: إليك أبرز أعراض القصور الكلوي الحاد والمزمن عند البالغين
ضبط ضغط الدم
تابع مريضك أيضاً لضبط ضغط الدم على النسبة التي يوصي بها الطبيب، لأن ارتفاعه يمكن أن يضر الكليتين، وغالباً ما يُوصى بضبط النسبة على 140/90 ملم زئبقي أو أقل. لضبط ضغط الدم يجب تناول وجبات صحية للقلب ومنخفضة الصوديوم، والإقلاع عن التدخين، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الأدوية على النحو الموصوف.
ضبط مستوى سكر الدم عند مرضى السكري
إذا كان مريضك مصاباً بمرض السكري بالإضافة إلى مرض كلوي مزمن يجب مساعدته على ضبط مستويات سكر الغلوكوز في الدم، وفحصها بانتظام، وضبط النظام الغذائي والأدوية بناءً على نتائج الفحص، لأن الحفاظ على مستويات السكر في الدم يؤدي إلى مزيدٍ من الحماية للكليتين.
اقرأ أيضاً: اعتلال الكلى السكري وكيف يحافظ مريض السكري على الكلى
اتباع نظام غذائي مناسب
يتّبع المصابون بمرض كلوي مزمن نظاماً غذائياً مخصصاً يحسّن صحتهم العامة ويقلل خطر الإصابة بمشكلات صحية أخرى. فإذا كنت راعياً لمريض الكلى، عليك الانتباه لما يلي عند تحضير وجباته:
- الحد من الملح وإضافة المنكهات عوضاً عنه مثل الأعشاب والتوابل والخل.
- تحضير الطعام في المنزل والابتعاد قدر الإمكان عن تناوله خارجاً، وعن تناول الوجبات السريعة.
- الإكثار من الفواكه مثل التوت والعنب والكرز والتفاح والخوخ، والخضروات مثل القرنبيط والبصل والباذنجان واللفت.
- تناول اللحوم الخالية من الدهون مثل لحوم الدواجن والأسماك، والبيض، والمأكولات البحرية غير المملحة للحصول على البروتينات.
- تناول الخبز والكعك والبسكويت غير المملح والمعكرونة للحصول على الكربوهيدرات.
- الإكثار من الماء، ويمكن شرب المشروبات الغازية الخالية من السكر المُضاف، والشاي غير المُحلى.
يجب على أفراد الأسرة التأكد من أنهم لا يزيدون من صعوبة التزام المريض بالعلاج من خلال تقديم الطعام أو السوائل غير المدرجة في النظام الغذائي.
مرافقة المريض عند زيارة الطبيب
اذهب مع مريضك عند مراجعة الطبيب لتلقي المزيد من النصائح للعناية به، ومعرفة الطرق العلاجية المناسبة، والسؤال عن الاختبارات التي تُجرى، أو ما تعنيه نتائج الاختبار، أو التغييرات التي يجب إجراؤها على النظام الغذائي والأدوية.
العناية بصحة المريض النفسية
يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد الطويل الأمد إلى الاكتئاب. لذا من المهم مساعدة المريض على إيجاد طرق صحية للتعامل مع التوتر. وبالإضافة إلى الرياضة والنوم، يمكن الاستماع إلى الموسيقى المفضلة، أو مجرد التحدث مع المريض والاستماع إليه للتعبير عن مشاعره وتخفيف التوتر والاكتئاب.
من المهم أيضاً تقبُّل التغيرات المزاجية لمريض الكلى؛ فالتغيرات تلك لا إرادية وتنتج عن تراكم الفضلات في الدم ما يسبب تهيجاً في الجهاز العصبي، أو قد تنتج عن الأدوية، أو التوتر، أو الغضب والإحباط بسبب المشكلات الناجمة عن المرض، والشعور باليأس والعجز عند مواجهة مرض يهدد الحياة.
اقرأ أيضاً: من الكلى إلى القلب: هذا ما يجب أن تعرفه عن زراعة الأعضاء
نصائح إضافية
يمكنك أيضاً دعم المصاب بمرض كلوي مزمن بعدة طرق أخرى، منها:
- تقديم الدعم المادي والمعنوي خاصة خلال فترة غسيل الكلى أو انتظار المتبرع ومراحل العلاج جميعها.
- الإقلاع عن التدخين لأنه يجعل أمراض الكلى أسوأ ويتداخل مع أدوية خفض ضغط الدم، ويزيد خطورة الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- الابتعاد عن الكحول لأنه يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
- المساعدة على القيام بتغييرات في نمط الحياة، حيث يصبح من الصعب على المريض أداء الأعمال الروتينية والأنشطة التي تتطلب القوة البدنية، وبالتالي سيكون عليك كأحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء تحمل مسؤوليات إضافية.
- حثه على تلقي لقاح الإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا.