ما أسباب انحراف العمود الفقري لدى الأطفال؟ وما علاجه؟

5 دقيقة
ما أسباب انحراف العمود الفقري لدى الأطفال؟ وما علاجه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Marcin Balcerzak

الجنف هو انحناء جانبي غير طبيعي للعمود الفقري يكون بمقدار 10 درجات أو أكثر، يُصيب نحو 2% من الأشخاص حول العالم، وغالباً ما يُشخَّص عند المراهقين، لكن سبب معظم حالات الجنف عند الأطفال غير معروف.

ينحني العمود الفقري طبيعياً إلى الأمام والخلف بشكلٍ طفيف، وهو يبدو مستقيماً عند النظر إليه من الخلف، لكن الطفل المصاب بالجنف، ينحني عموده الفقري إلى اليسار أو اليمين، على شكل حرف S أو C. قد يبدو الطفل وكأنه يميلُ إلى جانب واحد، كما يمكن أن يحدث الانحناء على الجانب الأيمن أو الأيسر من العمود الفقري أو كليهما في أقسام مختلفة.

تُعدّ معظم حالات الجنف خفيفة، ولا تسبب أعراضاً ولا تحتاج إلى علاج، لكن قد تتفاقم بعض الانحناءات مع نمو الأطفال، ويمكن أن يكون الجنف الشديد معيقاً للحياة.

اقرأ أيضاً: ما هو الجنف؟ وما الرياضات والعلاجات المنزلية المتاحة له؟

ما أنواع الجنف؟

هناك ثلاثة أنواع من الجنف:

  1. الجنف مجهول السبب: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وتشير الأبحاث إلى أنه ينتشر في العائلات وله أصل وراثي، وقد يولد الطفل مصاباً به أو قد يتطور لاحقاً في حياته، ويشيع ظهوره عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً.
  2. الجنف الخَلقي: وهو تشوه نادر في العمود الفقري قد يكتشفه الطبيب عند الولادة، ويحدث عندما لا تتشكل الفقرات (العظام التي يتكون منها العمود الفقري) كما ينبغي في أثناء نمو الجنين.
  3. الجنف العصبي العضلي: تحدث هذه الحالة بسبب تشوهات في العضلات والأعصاب التي تدعم العمود الفقري، كما يحدث عادةً جنباً إلى جنب مع حالات عصبية أو عضلية مثل حدوث إصابة أو شلل دماغي أو السنسنة المشقوقة أو ضمور العضلات.

ما أسباب الجنف عند الأطفال؟

يختلف سبب الجنف بناءً على النوع، فغالباً لا يعرف مقدمو الرعاية الصحية سبب النوع الأكثر شيوعاً من الجنف، لكن قد تكون أنواع الجنف الأقل شيوعاً ناتجة عن:

  • مشكلات تؤثّر في الأعصاب أو العضلات.
  • عيوب خلقية تؤثّر في نمو عظام العمود الفقري، مثل تشوه الفقرات في أثناء نمو الجنين.
  • جراحة سابقة على جدار الصدر عندما كان الطفل رضيعاً.
  • إصابات أو التهابات أو أورام على العمود الفقري.
  • العدوى.
  • تغير جيني.
  • اضطرابات الحبل الشوكي.

ما عوامل الخطر للإصابة بالجنف؟

تشمل عوامل الخطر لتطور النوع الأكثر شيوعاً من الجنف ما يلي:

  • العمر: تظهر العلامات والأعراض عادةً في مرحلة المراهقة.
  • الجنس: مع أن كلاً من الأولاد والبنات يُصابون بالجنف الخفيف بالمعدل نفسه تقريباً، لكن الفتيات أكثر عرضة لتفاقم الانحناء والحاجة إلى العلاج.
  • تاريخ العائلة: يمكن أن ينتشر الجنف في العائلات، لكن لا يوجد لدى معظم الأطفال المصابين بالجنف تاريخ عائلي للمرض.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة تفتح آفاقاً في علاج العظام المكسورة والأسنان والتئام الجروح

ما أعراض الجنف؟

لا يسبب الجنف أعراضاً عادةً، لكن قد تشمل العلامات الأكثر شيوعاً للجنف ما يلي:

  • آلام الظهر.
  • صعوبة الوقوف بشكلٍ مستقيم.
  • ضعف عضلات الجذع.
  • ألم أو خدر أو ضعف في الساق.
  • اختلاف في ارتفاع الكتفين.
  • اختلاف طول الساقين.
  • عدم تمركز الرأس مع باقي الجسم.
  • اختلاف في ارتفاع الوركين أو موضعهما.
  • اختلاف في ارتفاع لوحي الكتف أو موضعهما.
  • اختلاف في طريقة تعليق الذراعين بجانب الجسم عند وقوف الطفل بشكلٍ مستقيم.
  • اختلاف في ارتفاع جانبي الظهر عندما ينحني الطفل للأمام.
  • ميل الخصر.
  • بروز جانب واحد من القفص الصدري إلى الأمام.
  • تغيرات في مظهر الجلد أو ملمسه وظهور نقرات، أو بقع مشعرة، أو تغير لون الجلد، وتحدث على الظهر على امتداد العمود الفقري.

قد تبدو هذه الأعراض مشابهة لمشكلات الظهر الأخرى أو قد تكون نتيجة لإصابة أو عدوى. لذلك، من المهم أن يفحص الطبيب الطفل لتشخيص الحالة بدقة.

تشخيص الجنف

يُعدُّ التشخيص المبكر للجنف مهماً لعلاجه، فإذا تُرِك دون علاج، قد تؤدي حالات الجنف الشديدة إلى مضاعفات خطيرة.

يمكن للطبيب تشخيص الجنف من خلال التاريخ الصحي الكامل للطفل والفحص البدني. قد يحتاج الطفل أيضاً إلى هذه الاختبارات:

  • الأشعة السينية: لتصوير الأنسجة الداخلية والعظام والأعضاء، وتحديد درجة انحناء العمود الفقري.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: لإنشاء صور مفصلة للأعضاء والهياكل داخل الجسم.
  • التصوير المقطعي المحوسب: لإنشاء صور مفصلة للجسم باستخدام الأشعة السينية والكمبيوتر.

كيف يُعالَج الجنف؟

لا يلزم علاج الجنف في الحالات جميعها، حيث يعتمد العلاج على أعراض الطفل وعمره وصحته العامة، وكذلك على شدة الحالة. وفي حال الحاجة إليه، يركّز العلاج على تخفيف الأعراض ومنع تفاقم الانحناء والتشوه، وتحسين وظيفة العمود الفقري، وليس بالضرورة تقويم الانحناء.  

هناك نوعان من العلاج للجنف:

العلاج غير الجراحي

لا تتطلب معظم حالات الجنف جراحة، بدلاً من ذلك، يوصي مقدمو الرعاية بالعلاج غير الجراحي أولاً، الذي قد يشمل:

  • المراقبة والفحوصات المتكررة: يحتاج الطفل إلى زيارة الطبيب بانتظام (عادة كل ستة أشهر) لمراقبة درجة الانحناء. يعتمد تفاقم الانحناء على مقدار نمو الهيكل العظمي، أو مدى نضج الطفل من الناحية الهيكلية، فغالباً ما يتباطأ انحناء العمود الفقري أو يتوقف بعد بلوغ الطفل.
  • تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية أو مضادات الالتهاب: حسب الحاجة أو وفقاً لتوجيهات مقدم الرعاية.
  • ممارسة الرياضة: لتقوية العضلات الأساسية وتحسين المرونة.
  • ارتداء مشد الظهر: لدعم العمود الفقري.
  • إدارة أي حالات كامنة.

الجراحة

قد تكون الجراحة خياراً لعلاج بعض أنواع الجنف التي لا تستجيب للعلاج غير الجراحي، خاصة عندما يصل قياس الانحناء إلى 45 درجة أو أكثر في الأشعة السينية ولم يبطئ مشد العظام من تقدم الانحناء. لذا قد يوصي مقدم الرعاية بإجراء جراحة من أجل تثبيت العمود الفقري، واستعادة التوازن، وتخفيف الضغط على الأعصاب.

اقرأ أيضاً: علماء يتمكنون من إجراء تقدم طبي كبير لمعالجة العمود الفقري

ما مضاعفات الإصابة بالجنف عند الأطفال؟

على الرغم من أن أغلب حالات الجنف تكون بسيطة ولا تسبب مشكلات كبيرة، فإن بعض الحالات الشديدة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية وشكلية. ومن بين هذه المضاعفات:

  • صعوبة في التنفس: في حالات الجنف الحادة، قد يضغط القفص الصدري على الرئتين، ما يحد من قدرتهما على التمدد والتقلص بشكلٍ طبيعي، وبالتالي يعوق عملية التنفس.
  • آلام الظهر المزمنة: يكون الأشخاص الذين عانوا الجنف في طفولتهم أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر المزمنة في مرحلة البلوغ، خاصة إذا لم تُعالَج انحناءات العمود الفقري بشكلٍ صحيح.
  • تغيرات في المظهر: مع تفاقم الجنف، تظهر تغيرات جسدية واضحة مثل عدم تناسق الوركين والكتفين، وبروز الأضلاع، وانحراف الخصر والجذع إلى الجانب. قد تؤثّر هذه التغيرات في ثقة الشخص بنفسه وتجعله يشعر بالحرج من مظهره.

من الضروري متابعة حالة الجنف بانتظام والتدخل العلاجي المناسب للحد من تفاقم الانحناء ومنع حدوث هذه المضاعفات.

متى يجب زيارة الطبيب؟

اذهب إلى الطبيب إذا لاحظت علامات الجنف عند طفلك، إذ يمكن أن تتطور الانحناءات الخفيفة دون أن تعرف أنت أو طفلك ذلك، لأنها تظهر تدريجياً وعادةً لا تسبب الألم. في بعض الأحيان، يكون المعلمون والأصدقاء وزملاء الفريق الرياضي هم أول مَن يلاحظ الجنف لدى الطفل.

التعايش مع الجنف

يمكن لمعظم المصابين بالجنف العيش بشكلٍ طبيعي، دون أي تغييرات في روتينهم. إليك بعض النصائح التي قد تساعد طفلك أو ابنك المراهق على التعايش مع الجنف:

  • ممارسة الرياضة: تحدث إلى الطبيب المعالج حول الأنشطة الرياضية الآمنة. تساعد الرياضة طفلك أو ابنك المراهق في الحفاظ على لياقته البدنية وتقوية عضلاته، كما تساعد التمارين التي تعتمد على وزن الجسم، مثل المشي والجري وكرة القدم، على تقوية العظام.
  • ارتداء الدعامة: إذا كان طفلك أو ابنك المراهق يرتدي دعامة، فقد يشعر بالخجل أو الإحراج. ومع ذلك، من المهم ارتداء الدعامة وفقاً لتوجيهات الطبيب للمساعدة على تحسين الأعراض وربما منع الحاجة إلى الجراحة. إذا رفض طفلك أو ابنك المراهق ارتداء الدعامة، فتحدث إلى الطبيب حول خيارات الدعامة أو العلاج الأخرى.
  • الانضمام إلى مجموعات الدعم: فكّر في الانضمام إلى مجموعة دعم مجتمعية أو عبر الإنترنت للجنف للأطفال أو المراهقين أو الآباء، يمكن أن تساعدك البرامج ومجموعات الدعم على التعامل مع الجنف وعلاجه.

المحتوى محمي