ما هو بديل التبغ «دزرت»؟ وهل يساعد على الإقلاع عن التدخين حقاً؟

5 دقيقة
ما هو بديل التبغ "دزرت"؟ وهل يساعد على الإقلاع عن التدخين حقاً؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

يحصد تدخين التبغ أرواح الملايين في أنحاء العالم كافة، ما دفع الشركات إلى تطوير بدائل أقل ضرراً توفّر للمستخدم الشعور الذي يحصل عليه عند تدخين السجائر والأشكال الأخرى للتبغ. تتميز هذه البدائل بخلوّها من التبغ، واحتوائها على النيكوتين الاصطناعي الأقل ضرراً. مؤخراً، انتشر منتج جديد من النيكوتين الاصطناعي على شكل أكياس صغيرة بيضاء، تحت أسماء تجارية مختلفة، من بينها "دزرت" (DZRT) مُصنَّع في المملكة العربية السعودية.

اقرأ أيضاً: 13 بديلاً تساعدك على الابتعاد عن التبغ

ما هو بديل التبغ "دزرت" (DZRT)؟

دزرت (DZRT) هي علامة تجارية لأكياس النيكوتين الاصطناعي المصممة بديلاً للتبغ، دون إصدار الدخان أو رماد أو رائحة السجائر. تحتوي هذه الأكياس على نيكوتين صيدلاني اصطناعي بالإضافة إلى مكونات أخرى تصفها الشركة المُصنِّعة بأنها عالية الجودة، وتوفّر خياراً منخفض المخاطر للمدخنين الذين يتطلعون إلى الإقلاع عن التدخين أو تقليل استهلاكهم للتبغ. وعلى الرغم من صنع أكياس النيكوتين دزرت من مواد طبيعية واتباعها المعايير الدولية، فإنها لا تُصنَّف على أنها منتجات صيدلانية.

كان أول إطلاق لأكياس دزرت في 24 مايو/أيار 2023، وفي 4 ديسمبر/كانون الأول عام 2023 أعلنت شركة بدائل رعايتها موسم الرياض، لتقديم كيس دزرت المنتَج في السعودية تماشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الرامية إلى جعل الجزيرة العربية خالية من التدخين، وتقود دزرت الحركة الرامية إلى تحويل المدخنين بعيداً عن التبغ.

طريقة استخدام أكياس دزرت للمساعدة على الإقلاع عن التدخين

يتم وضع الأكياس الصغيرة البيضاء تحت الشفة العليا مقابل اللثة، ويسمح ذلك بمرور النيكوتين تدريجياً إلى الجسم عبر امتصاصه من خلال الأغشية المخاطية في الفم مباشرة دون تفاعل الاحتراق الذي يحدث عند تدخين السجائر، ما يجعلها بديلاً أنظف عن منتجات التبغ التقليدية، دون التعرّض للقطران الضار وغيره من المواد الكيميائية من نواتج الاحتراق الثانوية.

الأكياس سهلة الاستخدام ويمكن استهلاكها في أي وقت، ويتراوح وقت الاستخدام الموصى به لكل كيس من 5 إلى 30 دقيقة، وتقدّم دزرت أيضاً مجموعة من النكهات، منها النعناع والفواكه وغيرها.

يجب حفظ المنتج بعيداً عن متناول الأطفال، ويُوصى بالتخلص من الأكياس المستخدمة بطريقة مسؤولة، ويُنصح أيضاً بتخزين أكياس دزرت في نطاق درجة حرارة يتراوح بين 15 و25 درجة مئوية للحفاظ على جودتها ونكهتها، وعدم جفافها. ويفضَّل الاحتفاظ بها في عبواتها الأصلية للتخزين الأمثل.

فوائد استخدام دزرت للمساعدة على الإقلاع عن التدخين

بحسب الشركة المُصنِّعة، تهدف أكياس النيكوتين دزرت إلى مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين من خلال استهلاك النيكوتين دون التأثيرات الضارة المرتبطة بتدخين التبغ، ما قد يقلل بعض المخاطر الصحية، وقد أبلغ العديد من المستخدمين عن تجارب إيجابية في تقليل التدخين أو الإقلاع عنه تماماً.

يشهد المنتج زيادة كبيرة في الطلب، ما يدل على شعبيته المتزايدة بين مستهلكي النيكوتين، وذلك بعد إفادة بعضهم بأن المنتج ساعدهم على الإقلاع عن التدخين جزئياً أو كلياً خلال فترة قصيرة.

وتقول الشركة المصنِّعة أيضاً إن استخدام أكياس دزرت يُعدّ أقل خطورة من السجائر ومنتجات التبغ لاحتوائها على النيكوتين الصيدلاني دون المنتجات الثانوية الضارة المرتبطة بالتدخين. ولأنها خالية من التبغ فهي بديل أنظف من منتجات التبغ. وبسبب صغر حجمها، تسمح للمستخدمين باستهلاك النيكوتين دون لفت الانتباه، ودون الحاجة إلى استخدام أجهزة أو أدوات مخصصة. بالإضافة إلى ذلك، تخفف الرغبة الشديدة في التدخين بسرعة، ومفعولها طويل الأمد.

اقرأ أيضاً: حتى يطير الدخان: أسباب وطرق الإقلاع عن التدخين

هل دزرت بديل أفضل من منتجات التبغ والنيكوتين الأخرى؟

إن أفضل ما يمكن فعله هو الابتعاد عن أشكال النيكوتين كافة، لكن دزرت خيارٌ أفضل من التدخين التقليدي أو التدخين الإلكتروني بالنسبة لمَن يجدون صعوبة في الإقلاع عن التدخين.

هل تسبب أكياس دزرت الإدمان؟

لا توجد أدلة على تسبب أكياس دزرت بالإدمان بعد، لكن عموماً يُعدّ النيكوتين مادة مسببة للإدمان بطبيعتها. لذا، من المهم استخدام هذه الأكياس بمسؤولية، وباعتدال دون إفراط، وتجنب استخدامها تحت سن 18 عاماً.

من ناحية أخرى، يقول بعض الخبراء مثل الدكتور فهد الخضيري، أستاذ وعالم أبحاث المسرطنات في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض، إن أكياس النيكوتين تسبب إدماناً أكثر من النيكوتين نفسه، وقد تسبب أمراضاً مثل سرطان اللثة.

ما هو النيكوتين الاصطناعي الذي تحتوي عليه الأكياس؟

تعود مخاطر الوفاة والأمراض الأخرى المرتبطة بالتدخين للتعرّض للمواد الكيميائية السامة الموجودة في دخان التبغ المحترق وليس النيكوتين، لذلك تم تطوير النيكوتين الاصطناعي. والنيكوتين الاصطناعي هو مادة يتم الحصول عليها مخبريّاً، ولا يتم تحضيرها من أوراق التبغ، وهو عبارة عن أشكال مختلفة من أحماض النيكوتينيك (فيتامين ب 3) التي تجري عليها العديد من التفاعلات الكيميائية للحصول على النيكوتين، لكنها مطابقة كيميائياً للنيكوتين الطبيعي المستخلَص من التبغ.

كان تصنيع النيكوتين الاصطناعي بدايةً في شكل سائل وكان مستخدماً في منتجات السجائر الإلكترونية، ثُم انتشرت منتجات مختلفة منه.

لا تزال الآثار الصحية الدقيقة للنيكوتين الاصطناعي غير معروفة، ونتائج الأبحاث غير متوفرة، ولكن الأضرار المرتبطة بإدمان النيكوتين معروفة، وتتمثل في:

اقرأ أيضاً: أضرار وأسباب التدخين: كيف تُتلف رئتك وتمرض بأموالك؟!

لماذا نبحث عن بدائل التبغ؟

يحتوي التبغ غير المحروق على نحو 16 مادة مسرطنة، ويرتفع عددها في دخان التبغ المحروق ليصل إلى أكثر من 60 مادة. يوجد أكثر من مليار مستهلك لأشكال التبغ الأكثر خطورة مثل السجائر في أنحاء العالم كافة.

دفعت هذه الأسباب الباحثين والشركات إلى تطوير بدائل أقل ضرراً توفّر للمستخدم الشعور الذي يحصل عليه عند تدخين السجائر والأشكال الأخرى للتبغ، ومنها السجائر الإلكترونية، كما لم تحقق منتجات الإقلاع عن التدخين والمتوفرة حالياً الفاعلية المطلوبة منها. وتشكّل تكلفة وفاعلية أدوية الإقلاع عن التدخين الموجودة في السوق عائقاً أمام توفرها وإمكانية الوصول إليها ونجاح الإقلاع عن التدخين في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

يبحث بعض الأشخاص عن بدائل أخرى، ومنها أكياس النيكوتين الاصطناعي المنتشرة تحت أسماء تجارية مختلفة، من بينها أكياس "دزرت" المُصنّعة في المملكة العربية السعودية.

إدارة الغذاء والدواء الأميركية توافق على النيكوتين الاصطناعي

في عام 2019، سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بمنتجات التبغ المعدّلة المخاطر (MRTP)، مثل النيكوتين الاصطناعي، لتشجيع التحول من السجائر إلى منتجات التبغ التي لا يصدر دخان عنها، وذلك بهدف خفض المخاطر الصحية الناجمة عن التبغ وبالتالي المساعدة على منع وصول الشباب إلى السجائر التقليدية ومنتجات التبغ الأخرى والتعرض لها.

وعلى الرغم من موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن الأبحاث لم تحدد بعد ما إذا كان النيكوتين الاصطناعي أقل سمية من النيكوتين الطبيعي، وما زال خاضعاً لرقابة الإدارة، وهذا يعني أنه لكي يُباع النيكوتين الاصطناعي في الولايات المتحدة، يجب أن يلبي متطلبات معينة مثل عدم بيعه للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 21 عاماً، وعدم تسويقه بديلاً صحياً للتدخين، كما يجب الحصول على "ترخيص ما قبل التسويق" من إدارة الغذاء والدواء قبل أي عملية بيع.

دخل هذا القانون حيز التنفيذ منذ مارس/آذار 2022، ولا تزال بعض منتجات السجائر الإلكترونية قيد المراجعة، بسبب انتهاك القوانين التي حددتها الإدارة مثل البيع للقاصرين.

هل توجد مخاوف مماثلة بشأن أكياس النيكوتين؟

قد يتغير وضع انتشار أكياس النيكوتين عمّا هو عليه اليوم، ويتحول من منتج جديد في السوق ذي نطاق ومبيعات محدودة إلى منتج أكثر انتشاراً، وقد يصبح في متناول الأطفال والمراهقين، وقد يزداد الطلب عليه بشدة أكبر مما هو مطلوب للإقلاع عن التدخين، لذلك تقع على عاتق الشركات المصنّعة مسؤولية معالجة الفجوات البحثية والمعرفة السائدة حول هذا النوع من بدائل النيكوتين، بالإضافة إلى تسريع تقديم مجموعة أوسع من وسائل الإقلاع عن التدخين القائمة على الأدلة وبأسعار معقولة إلى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.

اقرأ أيضاً: كيف تتجاوز مرحلة الإقلاع عن التدخين بأقل أعراض صحية ممكنة؟

يصبح التنظيم السليم لانتشار أكياس النيكوتين القائم على الأدلة ضرورة أساسية لحماية سلامة المستهلك، والقضاء على المنتجات غير المشروعة. ولا بُدّ من محاسبة الشركات المصنّعة على معايير السلامة المضمونة الجودة، وهذا ينطبق على النيكوتين المشتق من التبغ والنيكوتين الصناعي.

المحتوى محمي