إليك كيف يؤثّر صيام شهر رمضان يوماً بيومٍ في جسمك

3 دقيقة
إليك كيف يؤثّر صيام شهر رمضان يوماً بيومٍ في جسمك
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Karrrtinki

الصيام ممارسة ذات فوائد صحية جمة لدرجة أن الكثيرين اتخذوه نمطاً للحياة، فالفرد يشعر بتحسنٍ واضحٍ في جوانب صحته في أثناء الصيام، وأبرز هذه الجوانب هو الجانب النفسي حيث يشعر الصائم بالرضا والإيجابية، إضافة إلى أن الصيام يُكلل هذا كله بفوائد جسدية استثنائية.

فوائد صيام شهر رمضان

يُنظر إلى فوائد الصيام من خلال عدستين مختلفتين؛ أولهما المنافع العلاجية حيث كان الصيام ولا يزال جزءاً من الطب العربي. وفي علوم الطب التقليدي العربي، يعتبر الصيام شفاءً للجسم وللجهاز الهضمي على وجه التحديد، وخاصةً في عصرنا الحديث الذي كَثُرت فيه الاضطرابات الهضمية بسبب الإفراط في تناول الطعام أو التركيز على الأطعمة غير الصحية التي تُربك الجهاز الهضمي.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتغلب على مشكلات النوم والأرق في رمضان

من جهةٍ أخرى، يُحسّن الصيام من العمليات الحيوية في الجسم، حيث يستخدم الجسم في أثناء الصيام طاقة محدودة من الوجبة الأخيرة لنمو الخلايا والأنسجة، والتي تدفع الجسم لإفراز الإنسولين من البنكرياس للسماح للجسم باستخدام الغلوكوز والحصول على الطاقة.

وعند انخفاض مستويات الطاقة يلجأ الجسم إلى الدهون، والتي تُطلق عند تحللها موادَّ كيميائية تُعرف باسم الأجسام الكيتونية للحصول على الطاقة. عندئذٍ تبدأ عملية "الالتهام الذاتي" التي تشمل التخلص من الخلايا الميتة والتالفة الضارة بالجسم وتزيد من معدل حدوث الأمراض.

التمثيل الغذائي وفوائد الصيام 30 يوماً

هذا الجانب لفوائد صيام شهر رمضان مُرتبط نسبياً بما ذُكِر أعلاه، ولكنه لا يخصُّ طرح السموم وتنقية الجسم وحسب، وإنما يتعلق أيضاً بتحسين عملية التمثيل الغذائي وتعزيز إنقاص الوزن والتي سنأتي على ذكرها بالتفصيل.

ماذا يحدث في اليومين الأولين من الصيام؟

في هذه المرحلة ينخفض مستوى سكر الدم إلى الحد الأدنى الطبيعي، وبالوقت نفسه تتأثر الفاعلية القلبية حيث تتباطأ ضربات القلب وينخفض معها ضغط الدم، كما يُسحب الغليكوجين من العضلات لمعاكسة هبوط السكر ما يسبب حدوث الضعف العضلي.

عادةً ما تكون المرحلة الأولى هي الأصعب، إذ تكون الأعراض كالصداع والدوخة والغثيان ورائحة الفم الكريهة وابيضاض اللسان واضحة، كما يكون الشعور بالجوع الأكثر حدة في هذه الفترة.

المرحلة الثانية لإزالة السموم بين اليومين الثالث والسابع

يبدأ الجسم بالتعود على الصيام نسبياً ابتداءً من اليوم الثالث، ويحصل الجهاز الهضمي على الراحة التي يحتاج إليها حيث تدخل الأمعاء في طور الإصلاح الذاتي ويبدأ البراز الملتصق على جدار القولون بالارتخاء. علاوةً على ذلك، تتجه طاقات الجسم نحو التطهير من السموم والشفاء، ما يؤدي إلى زيادة نشاط الجهاز المناعي وكريات الدم البيضاء.

اقرأ أيضاً: خطوات منزلية بسيطة للتعامل مع ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية

وبما يتعلق باستهلاك الطاقة، تُكسر الدهون وتتحرر نتيجةً لذلك إلى أحماض دهنية متعددة، وبناءً على ذلك يصبح الجلد دهنياً نتيجةً إزالة الزيوت الفاسدة من الجسم، لهذا قد يعاني الأشخاص ذوو البشرة الخالية مشكلات من البثور أو حتى الدمل عدة أيام. 

الشفاء يبدأ من اليوم الثامن للصيام

عندما يدخل الجسم في الأسبوع الثاني من الصيام، تتهيج الجروح والإصابات القديمة وتسبب الألم، فكما ذكرنا تتنشط كريات الدم البيضاء -وعلى رأسها الخلايا اللمفاوية- في أثناء الصيام وتدخل إلى الأنسجة القديمة التالفة وتُحرض إزالتها كجزء من عملية تنقية الجسم من السموم مُفرزةً موادَّ نوعية تُحلل النسيج الندبي. إفراز هذه المواد يُهيج الأعصاب في محيط المنطقة المصابة ما يُعيد إحياء الآلام القديمة التي اختفت، فإذا كنت قد كسرت ذراعك قبل 10 سنوات من الطبيعي أن تشعر بألمٍ طفيفٍ من جديد نتيجة وجود نسيج ندبي حول الكسر والذي بدأت الخلايا الليمفاوية بتحليله.

بشكلٍ عام، الألم هو دليل جيد يشير إلى أن الجسم يكمل عملية الشفاء، وتتأثر عضلات الساقين بشكلٍ خاص لأن السموم تتراكم فيها وتصبح العضلات مشدودة ومؤلمة، كما تعتبر التقرحات شائعة في هذه المرحلة نتيجة زيادة بكتيريا الفم، لهذا يُنصح بالتركيز على الغرغرة اليومية بالملح والماء لمنع ظهور التقرحات وعلاجها. وبالنظر إلى الناحية الإيجابية، يبدأ الصائمون الشعور بالمزيد من الطاقة وبصفاء ذهني، حيث يتحسن توجيه طاقة الجسم ويشعر الصائم بتحسن ذهني وبدني.

المرحلة الأخيرة من إزالة السموم تبدأ من اليوم الـ 16 وتستمر إلى اليوم الثلاثين من الصيام

بحلول اليوم السادس عشر، يكون الجسم قد تكيف بشكلٍ جيد مع الصيام، حيث تتناقص الأعراض الجسدية والذهنية المزعجة وتزداد طاقة الجسم. خلال هذا الوقت يكون الجسم قد تكيف أيضاً مع عملية التنقية وتصبح فترات التطهير قصيرة تفصل بينها أيام عدة من الراحة.

يعود اللسان وردياً في هذا الوقت وتغيب رائحة النفس الكريهة نسبياً، ما يُشير إلى أن عملية الإصلاح الخلوي في الرئتين قد اكتملت، إذ تكتمل عملية شفاء الأعضاء بحلول الأسبوع الثالث.

بعد اليوم العشرين تظهر نتائج تنقية الجسم من السموم على الدماغ، وتشعر بالوضوح الذهني المتزايد والتوازن العاطفي في هذا الوقت، كما تتحسن الذاكرة والتركيز بشكلٍ كبير.

اقرأ أيضاً: المسبب الأكثر شيوعاً للوهن والتعب: ما أسباب التجفاف عند كبار السن؟

نقطة أخيرة ينبغي تسليط الضوء عليها أن هذه الفوائد الاستثنائية تُصبح أعظم عندما تُكلل بالحصول على إفطار صحي ومغذٍ ووفير بمضادات الأكسدة والحرص على تطبيق ذلك طوال العام إن أمكن وليس خلال شهر رمضان وحسب.

المحتوى محمي