ما هو ترند «التعفن في السرير» المنتشر على تيك توك؟ وهل حقاً يضر بالصحة؟

3 دقيقة
ما هو ترند "التعفن في السرير" المنتشر على تيك توك؟ وهل حقاً يضر بالصحة؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

اجتاحت منصة تيك توك مؤخراً صيحة جديدة واستقطبت عدداً كبيراً من المستخدمين الذين أطلقوا عليها "التعفن السرير" (Bed Rotting). تتضمن هذه الظاهرة قضاء فترات طويلة في السرير. وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو جذاباً بالنسبة للبعض، فإن هذه الممارسة أثارت جدلاً حول فوائدها ومخاطرها المحتملة. فما هي ظاهرة "تعفن السرير"؟ ولماذا اكتسب تلك الشعبية؟ وهل لها آثار صحية سلبية؟ إليك ما يقوله الخبراء.

اقرأ أيضاً: 8 أسباب للشعور بالنعاس المستمر والنوم الطويل وكيفية علاجها

ما هو تريند "تعفن السرير"؟

"تعفن السرير" هو مصطلح صاغه مستخدمو تيك توك لوصف فعل البقاء في السرير فترات طويلة، والانخراط في أنشطة سلبية. على عكس الراحة أو النوم التقليدي، يتضمّن تعفّن السرير أنشطة مثل مشاهدة البرامج التلفزيونية بشراهة، والتمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتناول الوجبات الخفيفة، والاسترخاء عامة دون أي نية إنتاجية. 

اكتسب هذا الاتجاه زخماً كبيراً، خاصة بين الجيل زد (Z)، الذين غالباً ما يشعرون بالإرهاق من متطلبات العمل والمدرسة والارتباطات الاجتماعية.

تكمن جاذبية تعفّن السرير فيما يعد به من استرخاء وهروب من ضغوط الحياة اليومية. بالنسبة للكثيرين، فإنه يوفّر طريقة خالية من الشعور بالذنب للاسترخاء وإعادة الشحن، وبالنسبة لمستخدمي تيك توك يُعدّ هذا الاتجاه شكلاً من أشكال العناية الذاتية.

الفوائد المحتملة لظاهرة "تعفّن السرير"

على الرغم من أن مصطلح "تعفن السرير" قد يبدو سلبياً، فإن ثمة بعض الفوائد المحتملة التي أشارت إليها الطبيبة النفسية كورتني دي أنجيليس (Courtney DeAngelis)، لدى ممارستها باعتدال: 

  • تخفيف التوتر: يمكن أن يساعد أخذ قسط من الراحة من صخب الحياة اليومية على تقليل مستويات التوتر والإرهاق، خاصة بالنسبة للذين يقضون ساعات طويلة في عمل يتطلب جهداً ذهنياً أو جسدياً؛ حيث توفّر المشاركة في أنشطة سلبية مثل مشاهدة التلفزيون أو التمرير عبر وسائل التواصل الاجتماعي متنفساً ذهنياً وتساعد الأفراد على "إعادة شحن بطارياتهم".
  • الإذن بالراحة: في مجتمع يعتمد الإنتاجية والانشغال معياراً للتقييم، فإنه غالباً ما توصم الراحة في السرير بالكسل، يمكن أن يقلّل "تعفّن السرير" من شعور الأفراد بالذنب بشأن تخصيص وقت لأنفسهم، ويسمح لهم بالحصول على الراحة والعناية الذاتية.
  • تعزيز الصحة النفسية: بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالإرهاق، يمكن أن يوفّر تعفن السرير السريع راحة مؤقتة.

اقرأ أيضأً: ماذا يحدث لجسمك حين تمشي 10 آلاف خطوة يومياً؟

مخاطر ظاهرة تعفن السرير

على الرغم من فوائده المحتملة، فإن تعفن السرير يأتي مع العديد من المخاطر والسلبيات لدى ممارسته بشكلٍ مفرط. وما أشار إليه طبيب الأسرة ديفيد كاتلر (David Cutler)، من آثار سلبية على الصحة لممارسة التعفن في السرير، ما يلي:

الأرق واضطرابات النوم

غالباً ما يرتبط السرير بالراحة، لذا قد يكون مجرّد الاستلقاء في السرير وسيلة مساعدة على النوم، ومع ذلك، عندما تمارس أنشطة أخرى في السرير، مثل مشاهدة التلفاز أو تصفّح الإنترنت، فإن الجسم يفقد هذا الارتباط، وتضطرب أنماط النوم لديه، فيواجه صعوبة في النوم ليلاً والإصابة بالأرق.  

مشكلات جسدية

تعفن السرير هو ممارسة تنطوي على الخمول والكسل، وبدوره يرتبط الخمول بالعديد من المشكلات الصحية، مثل:

  • التدهور والضعف الجسدي.
  • انخفاض في الوظيفة البدنية للجسم نتيجة لعدم النشاط البدني.
  • تراجع القدرة على ممارسة الرياضة.
  • هزال العضلات بسبب عدم استخدامها.
  • ضعف الدورة الدموية والمشكلات ذات الصلة؛ مثل برودة الأطراف والدواء وتقرحات الجلد، والإغماء.
  • هشاشة العظام، وزيادة خطر الإصابة والكسور.

 مشكلات قلبية

أشارت مؤسسة القلب البريطانية (British Heart Foundation) إلى أن الخمول وعدم النشاط، كما في تعفن السرير، يمكن أن يسببا تراكم المواد الدهنية في الأوعية الدموية التي تحمل الدم إلى الأعضاء، ما يعرّضها للانسداد والتلف بمرور الوقت، وقد يؤدي إلى النوبة القلبية، أو السكتة الدماغية.

مشكلات النظافة الشخصية

يُصيب الخمول المرتبط بتعفن السرير بالكسل وعدم الرغبة في مغادرة الفراش، كما يعوق ممارسة النظافة الشخصية مثل الاستحمام، وتنظيف الأسنان والبقاء في ملابس متسخة، فإذا بقي الجسم دون استحمام أو تنظيف فترة طويلة، قد يصبح أكثر عرضة لالتقاط الأمراض.

اقرأ أيضاً: أيهما أفضل الاستحمام في الصباح أم المساء؟ ولماذا؟

الاكتئاب

قد تكون العزلة والابتعاد عن الناس وممارسة طقوس شخصية ممتعة، ولكن عندما تطول مدة البقاء في السرير والعزلة فإن ذلك قد يمهّد للإصابة بالاكتئاب. وفقاً للطبيبة النفسية كورتني دي أنجيليس، فإن الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب السريري أو القلق يميلون إلى انخفاض الطاقة والمزاج، ونقص الاهتمام بالأنشطة التي يستمتعون بها عادةً. 

وتوضّح الطبيبة النفسية نيكول هولينغشيد (Nicole Hollingshead)، أن تراجع الانخراط في الأنشطة يغذّي دورة الاكتئاب أو القلق.

المحتوى محمي