ما هي توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من جدري القرود؟ وهل يشكّل تهديداً عربياً؟

5 دقيقة
إليك أهم إجراءات الحماية من الإصابة بوباء جدري القرود
حقوق الصورة: ديبوريت فوتوز

ملخص: زاد الحديث من قِبل عامة الناس والمختصين عن مرض جدري القرود الذي ينتشر في وسط إفريقيا وظهرت منه عدة حالات خارج إفريقيا في السويد وتايلاند، وقد يشكّل تهديداً مثل فيروس كورونا، حيث أصدرت منظمة الصحة العالمية إعلاناً تُصنّف فيه جدري القرود على أنه "حالة طوارئ صحية عامة تُثير قلقاً دولياً"، وأصدرت عدة دول نصائح وتدابير وقائية ضد هذا المرض، علماً أنه يمكن الوقاية منه من خلال الحفاظ على النظافة وغسل اليدين بالماء والصابون جيداً وتقليل الاحتكاك مع الحيوانات أو الناس وتجنب الاختلاط مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض الجدري مثل البثور على الجلد وتفادي السفر للدول التي ينتشر فيها هذا المرض مثل الكونغو وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا.

أصدرت منظمة الصحة العالمية إعلاناً تُصنِّف فيه مرض جدري القرود (Mpox) حالة طوارئ صحية عامة تُثير قلقا دولياً، وهو أعلى مستوى للإنذار بموجب القانون الصحي الدولي، وذلك يوم الأربعاء 14 أغسطس/آب 2024. فما مدى خطورة هذا المرض؟ وما هي أعراضه؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟ وهل يشكّل تهديداً مباشراً للدول العربية؟ 

اقرأ أيضاً: هل يمكن أن يتحول جدري القرود إلى جائحة عالمية؟

طرق انتقال عدوى جدري القرود

يمكن أن تُصاب بعدوى فيروس جدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع شخصٍ تظهر عليه الأعراض، ​​ويشمل الاتصال الوثيق الحالات التالية:

  • ملامسة الجلد للجلد مثل اللمس أو ممارسة الجنس.
  • اللقاء وجهاً لوجه مثل التحدث أو الغناء أو التنفس بمواجهة شخصٍ مصاب. 
  • الاتصال من الفم إلى الفم مثل التقبيل.

كما يمكن أن تُصاب بعدوى جدري القرود باستخدام الفراش أو المناشف أو الأسطح أو الأشياء الملوثة العائدة لشخصٍ مصاب.

بالإضافة لما سبق، يمكن الإصابة بجدري القرود من خلال الاحتكاك مع حيوان مصاب بالمرض.  

توصيات منظمة الصحة العالمية لمنع انتشار جدري القرود 

تشمل أبرز توصيات منظمة الصحة العالمية للوقاية من الإصابة بجدري القرود ما يلي:

  • تجنب الاتصال مع الشخص المصاب أو المشتبه بإصابته بجدري القرود.
  • تحقق من ظهور أعراض جلدية عليك بانتظام.
  • اطلب المشورة الصحية واعزل نفسك عند ظهور أعراض جلدية تشبه أعراض جدري القرود عليك في أثناء انتظارك إجراء الاختبار.
  • أخذ اللقاحات ضد جدري القرود إن كانت متوفرة أو هناك حالات بالقرب منك.
  • نظّف البيئات التي من المحتمل أن تكون ملوثة بالفيروس من شخص مصاب بالعدوى وطهرها.
  • ابقَ على اطلاع حول أخبار انتشار جدري القرود في منطقتك.
  • تأكد من الأشخاص الذين تحتك معهم حول ظهور أي أعراض عليهم للإصابة وأخبر من تحتك معهم في حال الاشتباه بإصابتك.

كيف يمكن الوقاية من الإصابة بجدري القرود؟

توفّر اللقاحات المطورة ضد جدري القرود ومنها لقاح "فيكام 2000" (ACAM2000) الوسيلة الفعّالة للوقاية من انتشار جدري القرود، ولا يُنصح حالياً باستخدام هذه اللقاحات إلّا للأشخاص الذين تعرضوا لجدري القرود أو من المحتمل أن يتعرضوا له. 

من المهم الحصول على التطعيم باللقاح قبل التعرض للفيروس أو في أقرب وقتٍ ممكن بعد التعرض له، ويجب أن تتحدث إلى طبيبك لاستشارته فيما إذا لم تكن متأكداً إن كان عليك الحصول على اللقاح أم لا. 

بالإضافة إلى اللقاحات، هناك طرق أخرى للمساعدة على منع انتشار جدري القرود، من أبرزها ما يلي:

  • تجنب الاتصال بالحيوانات المصابة بجدري القرود (خاصة الحيوانات المريضة أو الميتة).
  • تجنب ملامسة الفراش والمواد الأخرى الملوثة بالفيروس.
  • طهي الأطعمة كلّها التي تحتوي على لحوم أو منتجات حيوانية جيداً.
  • غسل اليدين بشكلٍ متكرر بالماء والصابون.
  • تجنب الاتصال بالأشخاص الذين قد يكونون مصابين بالفيروس.
  • ممارسة الجنس الآمن، واستخدام الواقيات الذكرية.
  • ارتداء قناع يغطي الفم والأنف عند الوجود بالقرب من الآخرين في منطقة معروف وجود الفيروس بها.
  • تنظيف الأسطح التي تلمسها بشكلٍ متكرر وتطهيرها.
  • استخدام معدات الوقاية الشخصية عند رعاية الأشخاص المصابين بالفيروس.

اقرأ أيضاً: كيف أثّرت طريقة حقن لقاح جدري القرود في توفره؟

كيفية حماية الآخرين حولك عند تعافيك من جدري القرود 

تشمل توصيات منظمة الصحة العالمية لحماية من حولك من الإصابة بجدري القرود إن كنت تتعافي منه ما يلي:

  • اعزل نفسك في غرفة منفصلة للنوم والعيش.
  • استخدم حماماً منفصلاً، أو نظّف الحمام وطهره باستخدام مطهر منزلي بعد كل استخدام.
  • نظّف يديك بشكلٍ متكرر باستخدام الصابون والماء أو مطهر اليدين الذي يحتوي على الكحول.
  • نظّف الأسطح والأشياء التي يتم لمسها بشكل متكرر وطهرها.
  • استخدم أطباقاً وأكواباً وأغطية فراش ومناشف وأجهزة إلكترونية منفصلة.
  • اغسل ملابسك بنفسك، ضع كل شيء في كيس بلاستيكي قبل نقله إلى الغسالة واستخدم الصابون والماء بدرجة حرارة أكبر من 60 درجة مئوية.

عندما تشك بإصابتك بجدري القرود في ظروف لا تتوفر فيها رعاية صحية، يمكن أن تساعدك التدابير التالية على تخفيف الحالة:

  • تناول مسكنات الألم وخافضات الحرارة التي تُباع دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين والأسيتامينوفين.
  • يمكن أن يساعد الاستحمام بماء دافئ مع دقيق الشوفان الغروي على تخفيف الشعور بالجفاف والحكة المصاحبة لطفح الجلد.
  • اعزل نفسك عن الآخرين حتى تلتئم الجروح كلّها على جلدك.
  • غطِّ القروح أو الجروح باستخدام الشاش أو الضمادات للحد من انتشارها إلى الآخرين والبيئة.
  • ابقَ في المنزل واحرص على الراحة عندما تكون مريضاً، وارتدِ قناعاً في أثناء وجودك مع الآخرين واشرب الكثير من السوائل.
  • تجنّب الاتصال بالحيوانات الأليفة وخاصةً القوارض.

كيف يتم تشخيص جدري القرود؟

قد يشك الطبيب عند وجود أمراض طفح جلدي بأن الحالة هي الحصبة أو جدري الماء، ولكن تضخم الغدد الليمفاوية يُميّز جدري القرود عن أنواع الجدري الأخرى. ولتشخيص الإصابة، يأخذ الطبيب عينة من الأنسجة من قرحة جلدية مفتوحة (آفة)، ثم يرسلها إلى مختبر لإجراء اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) والقيام بتحليل البصمة الوراثية للكشف عن الفيروس وسلالته.

قد يطلب الطبيب أيضاً أخذ عينة دم للتحقق من وجود فيروس جدري القرود أو الأجسام المضادة التي ينتجها الجهاز المناعي للإنسان من أجل التصدي للفيروس بشكل نوعي.

اقرأ أيضاً: بعد انتشاره الذي أثار الرعب: ما هي العلاجات المتوفرة لجدري القرود؟

علامات جدري القرود وأعراضه

يتميز جدري القرود بالطفح الجلدي، حيث يبدأ طفح جدري القرود على شكل بقع حمراء مسطحة تصبح مرتفعة وتمتلئ بالسوائل والقيح، ثم تتكون قشرة عليها وتسقط. يمكن أن يكون طفح جدري القرود مؤلماً، مع ظهور بقع تتغير بمرور الوقت قبل أن تتحول إلى قشور وتتساقط.

 وتشمل أعراض الإصابة بجدري القرود الأخرى ما يلي:

  • حمى.
  • طفح جلدي.
  • تضخم الغدد الليمفاوية.
  • قشعريرة.
  • صداع.
  • آلام العضلات.
  • تعب.

وقد تظهر تقرحات في الفم أو الوجه أو اليدين أو القدمين أو على القضيب أو المهبل أو فتحة الشرج.

يمكن أن يكون مرض جدري القرود قاتلاً في حالات نادرة، كما يمكن أن يؤدي الجدري المائي مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي والالتهابات في الدماغ أو العينين التي قد تهدد الحياة، ويشكّل خطراً أكبر على الأطفال وكبار السن وضعيفي المناعة بشكلٍ عام. 

هل يمكن علاج جدري القرود؟

جدري القرود مرض يتحسن ذاتياً دون علاج في معظم الحالات، حيث تستمر الأعراض من 2-4 أسابيع. وبعد التشخيص، يراقب مقدم الرعاية الصحية الحالة المرضية ويحاول تخفيف الأعراض ومنع الجفاف ويعطي المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية الثانوية إذا ظهرت.

لا توجد علاجات مضادة للفيروسات معتمدة حالياً لمرض جدري القرود، لكن إذا كان الشخص مريضاً بشدة، فقد يصف له الطبيب أدوية مضادة للفيروسات مثل سيدوفوفير أو تيكوفيريمات؛ إذ حصلت هذه الأدوية على الموافقة لعلاج الالتهابات الفيروسية الأخرى مثل الجدري، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة مدى فاعليتها في علاج جدري القرود. 

اقرأ أيضاً: إليك أهم إجراءات الحماية من الإصابة بوباء إم بوكس

هل يشكّل فيروس جدري القرود تهديداً مباشراً في البلدان العربية؟

من الصعب الإجابة عن هذا السؤال حالياً، لكنه احتمال وارد؛ إذ تنتشر سلالة جدري القرود الخطيرة (سلالة 1) في وسط إفريقيا بشكلٍ أساسي، ومن الممكن أن يصل إلى البلدان العربية في شمال إفريقيا مثل السودان ومصر إن لم يتم التدخل ومنع انتشاره، بالإضافة لذلك بدأت تظهر حالة إصابة موثقة في بلدان خارج إفريقيا مثل السويد وتايلاند وباكستان، علماً أن وزارة صحة باكستان صرَّحَت بأن الشخص المصاب جاء من إحدى الدول الخليجية لكنهم لم يحددوا السلالة بعد.

لذا يمكن القول إن خطر انتشار فيروس جدري القرود عربياً موجود، لكنه خاضع للقدرة على ضبط الحدود وإجراءات الوقاية خصوصاً من المسافرين الوافدين للبلدان العربية من المناطق التي تشهد انتشاراً للمرض.

وينشر عدة أطباء عرب التوعية حول جدري القرود ومنهم الدكتور خالد الخليفة من تجمع الأحساء الطبي بالسعودية، الذي شارك على منصة إكس منشوراً توعوياً للأطباء عن توصيات وزارة الصحة السعودية للتعامل مع جدري القرود ومنها إعطاء دواء برينسيدوفوفير.