يسعد الناس بقدوم فصل الربيع، فها قد بدأت الشمس ترسل أشعتها الدافئة لتُنسينا برد الشتاء، وتلاعب النباتات لتتفتح أزهارها الجميلة التي تُبهر أنظار الجميع. لكن، كلا، ليس الجميع، فالبعض تبدأ عيونهم بالتهيج والاحمرار بمجرد تفتح الأزهار، إذ يعانون من التهاب ملتحمة العين بمجرد تشكل غبار الطلع في الأزهار، وهي حالة تُسمى بالرمد الربيعي.
ما هو الرمد الربيعي؟
تلتهب ملتحمة العين عندما تتلقى عدوى تسبب الاحمرار والتهيج في الأنسجة التي تبطن العين. تحدث معظم حالات التهاب الملتحمة بسبب الفيروسات أو الجراثيم. لكن التهاب الملتحمة الربيعي المعروف بالرمد الربيعي، يحدث بسبب تفاعل تحسسي.
يتكرر حدوث هذه الحالة خلال أشهر الربيع والصيف، بسبب الزيادة الموسمية الطبيعية في المواد المسببة للحساسية في الهواء مثل حبوب اللقاح. لكن يمكن أن يحدث بسبب رد فعل تحسسي لأشياء أخرى مثل وجود الكلور في حمامات السباحة ودخان السجائر وبعض مكونات مستحضرات التجميل، إلخ.
اقرأ أيضاً: الربيع قادم بأمراضه التحسسية: كيف تأخذ الأدوية المضادة للحساسية بالطريقة الأمثل؟
أعراض الرمد الربيعي
أعراض الرمد الربيعي واضحة، ومشابهة لأعراض أمراض العين الأخرى، وبعضها مثل الحكة قد لا يكون مدعاة للقلق، لذلك لا يجب أن تجزم لوحدك بالإصابة بالرمد الربيعي أو نفيها، ويجب مراجعة الطبيب خاصةً عند استمرار ظهور الأعراض لعدة أيام، أو إذا كانت مصحوبة بألم في العين أو تغيرات في الرؤية. عموماً، تشمل الأعراض ما يلي:
- تهيج العينين والألم والحكة.
- حرقان في العين.
- انتفاخ العينين.
- احمرار العينين.
- الحساسية للضوء الساطع.
- الرؤية الضبابية.
- خشونة الأجفان، ووجود قيح أبيض داخل الجفن العلوي.
اقرأ أيضاً: هل أخذ أدوية الحساسية يؤدي إلى تفاقمها؟
العوامل المسببة للرمد الربيعي
كما سبق وذكرنا، تنجم حالة الرمد الربيعي نتيجة حدوث رد فعل لمسببات الحساسية، مثل حبوب اللقاح ووبر الحيوانات الأليفة، إلخ.
تزداد خطورة الإصابة بالرمد الربيعي عند الأشخاص الذين تنتشر أمراض الحساسية في عوائلهم، وخاصة الربو والإكزيما والتهاب الأنف التحسسي. كما تزداد خطورة الإصابة إذا كان الشخص يعاني من أي حساسية موسمية أخرى.
تشخيص الرمد الربيعي
لا توجد أي معايير تشخيصية محددة أو تحاليل مخبرية لتشخيص الرمد الربيعي. ووحده الطبيب يمكن له تشخيص الحالة عن طريق السؤال عن التاريخ الطبي والعائلي وفحص العيون.
اقرأ أيضاً: هل تستخدم كلمة "الحساسية" بشكل خاطئ؟
علاج الرمد الربيعي
يمكن علاج الحالات الخفيفة من الرمد منزلياً، وتتطلب الحالات الأكثر شدة الأدوية المضادة للهيستامين أو المضادات الحيوية، لكن ما يجب الانتباه له قبل أي شيء هو عدم فرك العينين لأن هذا يزيد التهيج.
العلاجات المنزلية
اتبع النصائح التالية لتخفيف تهيج العينين وحرقانها:
- بدايةً، اغسل عينيك بالماء الفاتر، فذلك يساعد على إزالة العوامل المسببة للحساسية، ويقلل من الالتهاب والجفاف.
- ضع كمادة من الماء الدافئ على عينيك بعد إغلاقهما، لبضع دقائق عدة مرات في اليوم.
- اخلُط كمية صغيرة من شامبو الأطفال بالماء الدافئ. واغمس فيها قطعة قطن ثم نظف فيها قاعدة رموشك لفتح الغدد الدهنية وتقليل الالتهاب.
- أكثِر من شرب الماء لزيادة رطوبة العين وتقليل الجفاف.
- ابتعد عن الشاشات وأعطِ عينيك فرصة للراحة، فالتحديق في الشاشة الساطعة لساعات يزيد التهيج والحرقان.
- ارتدِ نظارة شمسية لحماية عينيك من أشعة الشمس والرياح.
- تناول المزيد من أحماض أوميغا 3 الدهنية لتخفيف جفاف العين وحرقانها.
- شغّل جهاز ترطيب لزيادة رطوبة الهواء وتخفيف جفاف العين.
- ضع شرائح الخيار على العين المصابة لتقليل الالتهاب والتورم والانتفاخ والحرقان.
العلاجات الدوائية
أما دوائياً، يمكن استخدام قطرات مرطبة للعين، ومضادات الهيستامين التي لا تستلزم وصفة طبية.
إذا استمرت الأعراض لعدة أيام أو تكررت، قد يصف الطبيب قطرات العين المضادة للالتهابات أو مضادات الهيستامين.
اقرأ أيضاً: ما هي الأدوية الأفضل للحساسية؟
الوقاية خيرٌ من العلاج
للوقاية من تكرار حدوث الرمد الربيعي، انتبه وحاول معرفة جميع العوامل التي تسبب لك الحساسية، وتجنبها لتضمن عدم حدوث تهيج في المستقبل.
وخلال أشهر الربيع والصيف التي ترتفع فيها نسبة حدوث الحساسية، حاول البقاء في المنزل قدر الإمكان، واستخدم مكيف الهواء للمساعدة في تقليل تعرضك لمسببات الحساسية في الهواء الطلق.
إذا لم تتحسن الأعراض مع العلاج المنزلي أو الدوائي، أو ساءت أو بدأت بالتأثير على الرؤية، فاذهب لزيارة الطبيب لتجنب المضاعفات طويلة المدى، فقد تصبح الحالة مزمنة، وتؤثر على الرؤية أو تسبب تندب القرنية.
مع قدوم فصل الشتاء، وحالما يصبح الطقس أكثر برودة، ستشعر بالراحة، وستزول أعراض الحساسية، ما لم تتعرض لمواد أخرى مسببة للحساسية.