هل هناك عادات عربية تزيد خطر الإصابة بالسرطان وفقاً للدكتورة ملاك الثقفي؟

3 دقيقة
ما هي أفضل العادات اليومية البسيطة التي تساعد على الوقاية من خطر الإصابة بالسرطان وفقاً للدكتورة ملاك الثقفي
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تعديل: مهدي أفشكو.

يُعَدّ نمطُ الحياة العربي صحيّاً بشكلٍ عام، ويمتاز النظام الغذائي الشرق أوسطي بأنه متوازن وصحي ويساعد على الوقاية من الإصابة بالسرطان، لكن رغبة الكثيرين من العرب من جيل الشباب في النظام الغذائي الغربي غير الصحي مثل الوجبات السريعة التي تحتوي على الكثير من الدهون الضارة، يسهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطانات، وفقاً للخبيرة في علم الأورام الدكتورة ملاك الثقفي.

اقرأ أيضاً: مقابلة حصرية مع الدكتورة ملاك الثقفي الخبيرة العالمية بمجال الأورام حول الخرافات الشائعة عن السرطان

عن الدكتورة ملاك الثقفي

تُعدّ الدكتورة ملاك الثقفي من الخبراء العالميين في مجال علم الأمراض العصبية الوراثية، وهي أستاذة دكتورة ورئيسة قسم علم الأمراض العصبية ومديرة برنامج الزمالة في كلية الطب في جامعة إيموري الأميركية، وطبيبة استشارية في مستشفى جامعة إيموري وعضوة هيئة تدريس باحثة في قسم العلوم البيولوجية والجزئية في مركز الأورام وينشيب (Winship) التابع لمركز الأورام الوطني الأميركي (NCI) منذ عام 2022، وفي مقابلة خاصة معها أجابتنا عن الأسئلة المتعلقة بالنظام الغذائي والسرطان في العالم العربي.

هل صحيح أنه يجب علينا أن نأكل ونشرب فقط ما يناسب بيئتنا؛ أي من النظام الغذائي الموجود لدينا بالمنطقة لأنه يلائم جيناتنا؟ 

الطعام ذو المصدر المحلي دائماً مناسب لنا، أنا لست ضد أن نأكل من ثقافات أخرى، لكن الأفضل أن نبتعد عن الطعام المعروف عنه أنه يسبب البدانة وارتفاع الدهون والسكر في الأكل الغربي، وخصوصاً الطعام الأميركي مثل الجنك فود والوجبات السريعة التي تسبب الكثير من المشكلات الصحية حول العالم.

يمكننا الأكل من كل شيء لكن بتوازن، فمن العادي أن نأكل طعاماً من الصين أو اليابان أو الهند ضمن المعقول، ومن المهم أن نحاول الابتعاد عن الأطعمة المصنّعة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة، ومن الجيد ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين. أمّا بالنسبة للقهوة، فهناك دراسات تقول إنها ضارة خصوصاً إذا كانت بكميات كبيرة، وهناك دراسات أخرى تقول إنها مفيدة إذا كانت في حدود المعقول مثل كوب أو كوبين باليوم، لذا أكرر التوازن دائماً هو الحل.

اقرأ أيضاً: لماذا تنخفض معدلات الإصابة بالسرطان في الدول العربية لكنها الأعلى في الوفيات؟

هل هناك عادات عربية لدينا يمكن أن تزيد خطر الإصابة بالسرطان حقاً مثل المشروبات الغازية ومعطرات الجو والإكثار من السكريات والسجائر الإلكترونية؟

للأسف هناك عدة عادات غربية انتقلت لنا في العالم العربي مثل البدانة والخمول وتناول الكثير من السكريات والمشروبات الغازية واستخدام الجوال ومعطرات الجو ومزيلات التعرق وغيرها. لا توجد دراسات تؤكد ارتباط معظم هذه العادات بشكلٍ وثيق بالإصابة بالسرطان، إذ هناك اختلاف في الرأي. مسببات السرطان المعتمدة علمياً هي البدانة؛ فزيادة الوزن ترتبط بالسرطان، كذلك التدخين وشرب الكحول، لكن معطرات الجو ومزيلات العرق وغيرها لا تمتلك أدلة ثابتة تؤكد ارتباطها بخطر الإصابة بالسرطان، وتُعدّ السجائر الإلكترونية عاملاً آخر بحاجة إلى دراسة، فهي حديثة نسبياً، لكنها تسبب مشكلات مثل تليف الرئة أو حتى فشل الرئة، لهذا نحتاج إلى دراسة آثارها بشكلٍ مطول وأدق لنعرف ارتباطها بالسرطان. 

ما هي أفضل الطرق البسيطة اليومية التي يمكن أن يتبعها الشخص للوقاية من الإصابة بالسرطان؟ 

يُعدّ اتباع نمط الحياة الصحي المتزن الوسيلة المناسبة لذلك، وهذا ليس سهلاً بوجود المغريات والوجبات السريعة، لكن الأكل الصحي الذي يحتوي على الخضروات، وهو الغذاء الذي اعتدنا عليه في كثيرٍ من الدول العربية، والتنوع في الأكل بشكلٍ متوازن يساعد على الوقاية من السرطان. وتشمل أبرز النصائح الغذائية المتعارف عليها بهذا الخصوص:

  • التقليل من اللحوم الحمراء خصوصاً، أي تناولها مرة في الأسبوع أو مرتين بما لا يزيد على 500 غرام في الإجمال والتوجه نحو تناول اللحوم البيضاء والأسماك كبدائل. 
  • التقليل أو الامتناع تماماً عن الوجبات السريعة والمشروبات الغذائية الغازية. 
  • تجنب التدخين والكحول، فهما من أشهر العوامل المسببة للسرطان خصوصاً في العالم الغربي.
  • ممارسة الرياضة والنشاط البدني.
  • أخذ بعض التطعيمات (اللقاحات) للوقاية من السرطان، فهناك بعض الفيروسات التي تسبب السرطان مثل سرطان الكبد المرتبط بالإصابة بفيروس الكبد الوبائي، ويمكن أخذ لقاح الفيروس الحليمي المسبب لسرطان عنق الرحم. 

ما مدى تأثير البيئة العربية في حدوث الأمراض؟ وهل نمط الحياة العربية من غذاء وبيئة يؤهب للإصابة بالسرطان أكثر من المناطق الأخرى عالمياً؟

تشير الدراسات العالمية إلى أن نمط الحياة الغربي يعتبر مشكلة حقيقة، فأكل الوجبات السريعة الغنية بالدهون المشبعة وتناول اللحوم الحمراء واللحوم المدخنة بكثرة والتدخين وشرب الكحول يقلِّل نسبة السرطانات في العالم العربي مقارنة بالدول الغربية، لكن قد يكون السبب وراء انخفاض نسبة معدلات الإصابة بالسرطان عربياً عدم الدقة في تسجيل الحالات، أو أن نسبة السرطانات بالحقيقة تُعدّ أقل في العالم العربي. يرجع هذا لعدة تفسيرات، إذ وفقاً لدراسة مصرية، يُعدّ الصيام الذي يكثر في العالم العربي خصوصاً في شهر رمضان أو غير شهر رمضان وسيلة للوقاية من السرطان، حيث يُعرف الصيام بتحفيزه آلية الالتهام الذاتي ويقلل من الالتهاب، ويشمل النظام الغذائي في العالم العربي بعض البهارات أو المأكولات التي تعزز المناعة لدينا، ويسهم عدم شرب الكحول في ثقافتنا العربية في الوقاية من السرطان وعدة أمراض.

اقرأ أيضاً: متى يصبح السرطان مهدداً للحياة؟

لكن نمط الحياة الحديث خصوصاً عند الأجيال الجديدة، بالتوجه للأكل السريع والتدخين والسجائر الإلكترونية وغيرها يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان، وينصح أفضل خبراء التغذية على مستوى العالم باتباع الحمية الغذائية الشرق أوسطية للوقاية من العديد من الأمراض ومنها السرطان، ولدينا في العالم العربي الكثير من الدول مثل الشام ولبنان وفلسطين وغيرها تعتمد هذا النظام الغذائي بشكلٍ يومي في حياتهم.

لذا، أعتقد أن نمط الغذاء العربي غير ضار، لكن التوجه للنمط الغربي في الأكل هو المشكلة، والإفراط في الأكل والسمنة يؤهب للإصابة بالكثير من الأمراض منها السرطان.