يحتوي الدم على ثلاثة أنواع أساسية من خلايا الدم، ولكل منها وظيفته المهمة، لكن تخيل أن تفقد القدرة على إنتاجها مجتمعة! هذا ما قد يحدث في حال إصابتك بفقر الدم اللاتنسجي، وهي حالة نادرة ولكنها قد تكون مهددة للحياة ما لم تُكتشف مبكراً. فما هي أعراضه؟ وما هي طرق علاجه؟
فقر الدم اللاتنسجي
يحدث فقر الدم اللاتنسجي عندما لا يمكن لنخاع العظم إنتاج ما يكفي من خلايا الدم بأنواعها كافة، بسبب تعرّض الخلايا الجذعية داخله للتلف.
يؤدي فشل خلايا نخاع العظم في التمايز إلى خلايا دم، إلى إعاقة الجسم عن أداء وظائفه على نحو طبيعي، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى ومضاعفات مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية، ومشكلات النزيف.
يسبب فقر الدم اللاتنسجي نقص إنتاج معظم أنواع خلايا الدم أو أحدها:
- نقص خلايا الدم الحمراء، وهي حالة تُعرف بـ "لاتنسُّج الكريات الحمر الصِّرف".
- قلة الكريات البيض (Leukopenia).
- نقص الصفيحات الدموية (Thrombocytopenia).
على الرغم من أنه اضطراب نادر، فإنه خطير، حيث غالباً ما تُصيب هذه الحالة الأفراد جميعهم ممن تتراوح أعمارهم بين 15-25 عاماً، أو الذين تزيد أعمارهم على 60.
اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟
أعراض فقر الدم اللاتنسجي
لكل نوع من خلايا الدم دوره المهم في الجسم:
- تنقل خلايا الدم الحمراء الغذاء والأوكسجين إلى أنحاء الجسم كافة.
- تدعم خلايا الدم البيضاء مناعة الجسم وتحميه من العدوى.
- تمنع الصفيحات الدموية النزيف.
لذا تتنوع أعراض فقر الدم اللاتنسجي اعتماداً على نوع خلايا الدم التي تعاني نقصها، وقد تكون عبارة عن مزيج منها، وتشمل:
نقص خلايا الدم الحمراء
- التعب.
- ضيق التنفس.
- الدوخة.
- الجلد الشاحب.
- الصداع.
- ألم في الصدر.
- تسارع ضربات القلب.
نقص خلايا الدم البيضاء
- الالتهابات.
- الحمى.
انخفاض عدد الصفيحات الدموية
- تكرر الإصابة بالكدمات.
- سهولة النزيف.
اقرأ أيضاً: لماذا يُصاب البعض بفقر الدم المنجلي وما أحدث العلاجات التي توصل إليها العلم؟
أسباب فقر الدم اللاتنسجي
يحدث فقر الدم اللاتنسجي عامة نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي الخلايا الجذعية، بحيث لا يمكنها التطور إلى خلايا الدم، ولكن السبب الذي يدفعه لذلك ما زال مجهولاً بالنسبة إلى الباحثين حتى الآن.
ومع ذلك، ثمة بعض الحالات الطبية التي تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم اللاتنسجي، وتضم:
حالات طبية مثل:
- أمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمامية.
- العدوى الفيروسية، مثل فيروس إبشتاين بار، وفيروس تضخم الخلايا (CMV)، وفيروس البارفو (B19)، وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
- البيلة الهيموغلوبينية الانتيابية الليلية، وهي اضطراب يسبب تحلل خلايا الدم الحمراء بسرعة كبيرة.
- الحمل.
حالات موروثة، مثل:
- فقر دم فانكوني.
- خلل التقرن الخلقي.
- متلازمة شواخمان-دايموند.
- فقر دم دياموند-بلاكفان.
- متلازمة بيرسون.
بعض العلاجات الطبية، على سبيل المثال:
- علاجات أمراض المناعة الذاتية.
- علاجات السرطان الكيميائية والإشعاعية.
- التعرض فترات طويلة لبعض المواد المسرطنة، مثل الزرنيخ والبنزين والمبيدات الحشرية.
اقرأ أيضاً: ما اختبار متوسط حجم الصفائح الدموية؟ وما أسباب ارتفاعها أو انخفاضها؟
تشخيص فقر الدم اللاتنسجي
بعد ملاحظة الأعراض الجسدية ومتابعة التاريخ الطبي، يحتاج الطبيب إلى تأكيد التشخيص من خلال بعض الاختبارات، وأهمها:
1. الاختبارات الدموية وتشمل:
-
- تعداد الدم الكامل (CBC): يبدأ الطبيب بقياس مستوى أنواع خلايا الدم كافة.
- المسحة الدموية: هي اختبار بضع قطرات من الدم على شريحة تحت المجهر لفحص خلايا الدم والصفائح الدموية.
- تعداد الخلايا الشبكية: هو اختبار لتحديد نوع فقر الدم، وفيه يُفحص عدد خلايا الدم الحمراء غير الناضجة.
2. شفط أو خزعة نخاع العظم: يُعدّ فحص نقي العظم الخطوة التالية في تشخيص فقر الدم اللاتنسجي بعد التأكد من انخفاض مستويات خلايا الدم. يتضمن الاختبار سحب كمية صغيرة من سائل نخاع العظم (شفط) أو أنسجة العظم الصلبة (خزعة)، لفحص عدد خلايا الدم أو الخلايا غير الطبيعية وحجمها ومستوى نضجها. عادة ما تؤخذ هذه العينات من عظام الورك.
اقرأ أيضاً: إليك أبرز الحقائق التي يجب معرفتها عن التبرع بالدم
علاج فقر الدم اللاتنسجي
قد يكون من الصعب علاج فقر الدم اللاتنسجي ما دام لم يتمكن الطبيب من تحديد السبب الدقيق والمحفز لمهاجمة الجهاز المناعي.
عندما يكون الانخفاض في أعداد الخلايا الدموية ضمن الحدود المقبولة يكون فقر الدم اللاتنسجي غير خطير ولا يحتاج إلى علاج، لكن إذا انخفض إلى ما دون مستوى معين فإنه يعرّض المصاب إلى خطر الموت بسرعة ما لم يخضع للعلاج الفوري.
من خيارات العلاج المتوفرة:
- زرع نخاع العظم أو الخلايا الجذعية، وهو العلاج الأكثر شيوعاً لفقر الدم اللاتنسجي، ويعمل عبر تعزيز قدرة الجسم على تكوين خلايا الدم، وخاصة لدى الشباب بعد توفر المتبرع المناسب.
- هرمونات أو أدوية تحثّ نخاع العظم على إنتاج المزيد من خلايا الدم.
- المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات لمحاربة العدوى.
- أدوية تثبيط جهاز المناعة حتى يتوقف عن مهاجمة الخلايا الجذعية، وبما يسمح للخلايا العظمية في نقي العظم بالتجدد، مثل الغلوبولين المضاد للخلايا التائية، أو السيكلوسبورين.
- نقل كريات الدم الحمراء والصفيحات الدموية ومواد تُدعى عوامل النمو تساعد على زيادة مؤقتة في أعداد الكريات الحمر والبيض والصفيحات.