من زيادة مستويات فيتامين د إلى تحسين المزاج، يمكن لأشعة الشمس أن تحسّن صحتنا بعدة طرق، إلّا أن التعرُّض للشمس دون تأمين سُبل الحماية من أشعتها قد يكون خطيراً؛ فلأشعة الشمس فوق البنفسجية آثارٌ ضارة متعددة تتراوح بين الحروق والتسمم بسبب أشعة الشمس، والأهم أنها تُسرّع من حدوث شيخوخة الجلد وتزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد وتلف العينين، فكيف نحمي أنفسنا من آثارها الضارة؟
كيف تحمي العينين من أشعة الشمس فوق البنفسجية؟
تخترق الأشعة فوق البنفسجية أنسجة العين بسهولة أكبر من الضوء المرئي، ما قد يزيد من خطر حدوث المشكلات العينية، ويعتبر ارتداء النظارات الشمسية والقبعة أبسط وأسلم الطرق لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية، لكن مع أخذ نقطة وحيدة بعين الاعتبار؛ إذ ينبغي اختيار النظارات الشمسية ذات الحجم الذي يتناسب مع الوجه، حيث يؤدي الحجم المناسب دوراً في درء دخول الأشعة من الحواف وبذلك يؤمّن حماية إضافية إلى جانب حماية العدسة ذاتها. وبالشكل نفسه، على القبعة أن تكون ذات حافة عريضة وداكنة اللون لتحجب وصول التوهج إلى العينين.
اقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك في التغلب على حرارة الصيف
نقطة أخرى يجب النظر إليها وهي ضرورة البقاء في المنزل وتجنب الخروج قدر المستطاع خلال ساعات ذروة الأشعة الشمسية، أي الساعات التي تكون فيها أشعة الشمس أقوى ما يمكن. وتتراوح هذه الفترة عادةً بين الساعة 10 صباحاً والـ 4 مساءً. وإضافة إلى ذلك، يساعد التحقق من توقعات الطقس لمؤشر الأشعة فوق البنفسجية على تجنب الخروج في الأيام التي تكون فيها الأشعة كثيفة، ولا تستغرب إن كان المؤشر مرتفعاً حتى في الأيام الملبدة بالغيوم.
ما مشكلات العينين المرتبطة بالتعرُّض للأشعة فوق البنفسجية؟
يرتبط العديد من مشكلات العينين بالتعرُّض للأشعة فوق البنفسجية، ومن أبرزها نذكر:
- الظفرة: وهي نمو يمتدُ من الصلبة إلى القرنية، والتي يمكن أن تغطي القزحية والبؤبؤ حاجبة الرؤية بشكلٍ جزئي أو تام.
- الساد: هو منطقة غائمة في عدسة العين، حيث يؤدي التعرُّض المطوّل للأشعة فوق البنفسجية إلى تخثر بروتينات العدسة، ما يؤدي إلى تشكل الساد وتفاقم حدة البصر.
- سرطان الأجفان: بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية، وسرطان الخلايا الحرشفية.
- التنكس البقعي المرتبط بالعمر: والذي يتظاهر على شكل تشويش في الرؤية المركزية نتيجة تراجع أنسجة "البقعة"، وهي جزء من شبكية العين يتحكم في الرؤية الحادة والمباشرة.
اقرأ أيضاً: دليلك للحفاظ على برودة جسمك في الصيف
كيف تحمي بشرتك من أشعة الشمس فوق البنفسجية؟
لا شك في أن واقي الشمس طريقة رائعة لحماية البشرة من الآثار الضارة لأشعة الشمس، ولكن هناك عدة أدوات مفيدة أخرى قد تعزز حماية البشرة، ومن أهمها نذكر:
-
ارتداء الملابس الواقية
تساعد تغطية البشرة بملابس واقية وقبعة على حماية البشرة من التعرُّض المباشر للشمس، لكن بعض الملابس يوفّر حماية أكثر من غيره، حيث يوجد نوع من الملابس الخاصة ذات عامل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية. وبشكلٍ أكثر بساطة، إن كنت تفضّل العمل بما هو متوفر في خزانتك، فمن المهم التركيز على لون القماش والمادة القماشية ومقاس الملابس.
إن لون القماش من أهم العوامل التي تحدد الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، حيث إن الألوان الداكنة مثل الأزرق أو الأحمر أفضل في حجب أشعة الشمس من الألوان الفاتحة، لأنها تمتص المزيد من الأشعة فوق البنفسجية. أمّا بالنسبة للمواد، فإن الملابس المصنوعة من الأقمشة المنسوجة بإحكام مثل الدنيم والصوف والبوليستر تميلُ إلى السماح بدخول ضوء الأشعة فوق البنفسجية بشكلٍ أقل من الأقمشة ذات الوزن الخفيف والفضفاضة مثل القطن. وبما يتعلق بالمقاس، تُقلل الملابس الفضفاضة من التعرُّض لأشعة الشمس، وذلك لأن الملابس الضيقة قد تتمدد ما يسمح لمزيد من الأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى بشرتك.
-
ارتداء النظارات الشمسية
مثل الملابس، لا تؤمّن كل النظارات الشمسية حماية متساوية للجلد المحيط بالعينين. فعلى سبيل المثال، تكون النظارات الواقية والنظارات الشمسية الكبيرة أكثر فاعلية في الحماية من النظارات الشمسية الأصغر. كما تتمثل إحدى طرق التحقق من فاعلية النظارات الشمسية في تقدير عامل حماية العين من أشعة الشمس، الذي يقيس قدرة العدسات على منع انتقال الضوء وانعكاس الأشعة فوق البنفسجية.
-
استخدم مظلة عند الخروج
المظلات ليست فقط للوقاية من المطر، إذ يمكن أن يوقف استخدام المظلة التماس المباشر للبشرة مع أشعة الشمس. ومع ذلك، قد لا تحمي المظلة من الأشعة فوق البنفسجية المتناثرة أو المنتشرة والتي قد توجد في أماكن كالشاطئ مثلاً، لهذا يمكن اعتماد المظلة عندما تقرر الذهاب في نزهة في الجبل أو في المدينة.
ما الأطعمة التي توفّر الحماية من أشعة الشمس؟
لا شك في أن هناك الكثير من الأسباب الوجيهة لتبني نظام غذائي صحي، إلّا أن هذه الأسباب تزداد قوةً عندما نعلم أن النظام الغذائي يؤدي دوراً في توفير حماية لبشرتنا وأعيننا من أشعة الشمس، فالنظام الغذائي الصحي الغني بمضادات الأكسدة وأحماض أوميغا 3 الدهنية وحمض الفوليك يعزز صحة الجلد ويمنع تلف الخلايا، لهذا يُنصح بتضمين كلٍّ من السلمون وبذور الكتان والكبد والسبانخ في الوجبات. كما أن فيتامين C وفيتامين E يؤمّنان ذلك أيضاً، لهذا يُنصح بالإكثار من تناول الفاكهة والخضروات مثل البرتقال والفلفل الأحمر والبروكلي والطماطم وبذور عباد الشمس.
اقرأ أيضاً: دليلك لمعرفة الفرق بين ضربة الشمس والإجهاد الحراري
من جهةٍ أخرى، تؤمّن الأغذية الغنية بالكاروتين والنياسين حماية أيضاً، وتشمل الأغذية الغنية بالكاروتين كلاً من الفلفل الحلو والشمام والمانجو والبطاطس الحلوة، أمّا بالنسبة للأغذية الغنية بالنياسين فهي صدور الدجاج والسلمون والأرز البني والفول السوداني.