لماذا نشعر بالبرد في أطرافنا أو إحدى جهتي جسمنا أكثر من الأخرى؟

4 دقيقة
لماذا نشعر بالبرد في أطرافنا أو إحدى جهتي جسمنا أكثر من الأخرى؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في الصيف، وغالباً في الشتاء، نشعر بالبرد في إحدى جهتي جسمنا أكثر من الأخرى، أو في أطرافنا العلوية والسفلية، ويُعزى ذلك لأسباب عديدة؛ قد تكون جسدية طبيعية، وقد يكون وراءها سبب مَرَضي يستدعي المعالجة الطبية. في هذا المقال نُدرج لك معظم الأسباب المتعلقة بهذه الظاهرة.

لماذا نشعر بالبرد في إحدى جهتي جسمنا أكثر من الأخرى؟

تتنوع الأسباب التي تؤدي إلى شعورنا بالبرد بين الجسدية الطبيعية والمَرضية، وأبرزها: 

الجلوس في بيئة باردة

السبب الأكثر شيوعاً لبرودة الأطراف هو الجلوس في بيئة باردة، حيث تنقبض الأوعية الدموية في اليدين أو الساقين ما يحد من تدفق الدم، وتتغير درجة حرارة الجسم. يُعدُّ رد الفعل هذا جزءاً من استجابة الجسم الطبيعية للتعرض للبرد.

اقرأ أيضاً: كيف تحافظ على دفء يديك في الطقس البارد؟

العادات اليومية

قد يكون سبب برودة إحدى اليدين بسيطاً للغاية، إذا كنت تعمل بيد واحدة أو تتعامل بها مع بعض الأشياء المنتجة للحرارة، فقد تشعر بأن هذه اليد أكثر دفئاً من الأخرى. بالتأكيد هذه ليست حالة مرَضية، وغالباً ما تحدث في الطقس البارد، وما عليك سوى تدفئة اليد الأخرى أو زيادة نشاطها. 

وقد يؤدي الجلوس في أوضاع معينة فترة طويلة إلى تقييد تدفق الدم إلى الأطراف السفلية، ما يؤدي إلى برودة إحدى الساقين أو كلتيهما. وفي حالات أخرى، يعاني بعض الأشخاص بشكلٍ طبيعي برودة اليدين والقدمين دون وجود حالة مرضية كامنة. 

قلّة النوم

تنخفض درجة حرارة الجسم عند عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، لأن ذلك يؤثّر في الجهاز العصبي وفي آلية تنظيم الدماغ للحرارة. 

اقرأ أيضاً: 9 أمراض وحالات صحية ناتجة عن قلة النوم

نقص شرب الماء

عند نقص كمية الماء في الجسم تنقبض الأوعية الدموية من أجل الحفاظ على الماء الموجود فيها، ويؤدي هذا الانقباض إلى الشعور بالبرد، وخاصة في الشتاء حيث يقل شرب الماء.

اضطرابات القلب

القلب قريب من اليد اليسرى، ومن الطبيعي أن تكون أكثر دفئاً، وأي اضطراب أو ضعف في القلب سيؤثّر في دفئها، ويؤدي إلى تغير في درجة حرارتها، ما يشكّل تحذيراً من شيء أكثر خطورة، ولنفيه يجب مراجعة الطبيب.

عدم انتظام تدفق الدم

يساعد انقباض العضلات على تدفق الدم في أنحاء الجسم، وعندما تضعف العضلات يحدث تغير في درجة حرارة العضو. على سبيل المثال، إذا كانت عضلات اليد اليسرى أضعف من اليمنى، فقد تصبح اليسرى أكثر برودة من اليمنى، وذلك بسبب تضيق الأوعية، وضعف تدفق الدم فيها، وهو ما يحدث عندما تنقبض العضلات بشدة فترة طويلة جداً. يؤدي ذلك أيضاً إلى ازرقاق أطراف الأصابع.

فقر الدم

يُعدُّ فقر الدم أحد الأسباب الرئيسية للشعور الدائم بالبرد، خاصة برودة الأطراف. فقر الدم يعني نقص عدد الكريات الحمراء التي تنقل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة، وبالتالي نقص التروية، وخاصة في الأطراف.

بالإضافة إلى برودة الأطراف، يدل بعض الأعراض على فقر الدم، مثل التعب والضعف العام، وضيق التنفس وشحوب الجلد. 

اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟

قصور الغدة الدرقية

تنتج الغدة الدرقية هرموناً ينظّم الطاقة التي يحتاج إليها الجسم للعمل، وقصورها يؤدي إلى انخفاض نسبة هذا الهرمون، وبالتالي انخفاض مستويات طاقة الجسم والشعور بالبرد. من الأعراض التي تدل على قصور الغدة الدرقية أيضاً جفاف الجلد والنسيان والاكتئاب والإمساك وزيادة الوزن.

تصلب الشرايين

ترتبط العوامل التي يمكن أن تسبب الشعور بالخدر أو البرودة في ساق واحدة عن الأخرى بضعف الدورة الدموية، وتصلب الشرايين الذي يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية بسبب تراكم الترسبات. لتصلب الشرايين أنواع مختلفة، ومنها مرض الشريان المحيطي الذي يسبب الشعور بالبرد في أغلب الأحيان بسبب تضييق الشرايين التي تحمل الدم إلى الأطراف والأعضاء والرأس. يمكن الاستدلال على مرض الشريان المحيطي من الألم وتنميل الساقين والأرداف والقدمين وتشنجها بعد ممارسة أي نشاط، وضعف النبض فيها، وبطء شفاء جروحها، وازرقاق الجلد وضعف نمو الشعر والأظافر فيها، وصعوبة في المشي أو صعود السلالم.

الاعتلال العصبي المحيطي 

يمكن أن تكون برودة القدمين علامة على الاعتلال العصبي المحيطي الذي يحدث بسبب تلف الأعصاب الطرفية التي تنقل الإشارات من الجهاز العصبي المركزي إلى بقية الجسم. يمكن أن يحدث الاعتلال العصبي المحيطي نتيجة لمرض السكري وبعض الإصابات المؤلمة والتعرض للسموم وأمراض المناعة الذاتية والاضطرابات الموروثة وأمراض الكبد وأمراض الكلى. تترافق برودة القدمين في هذه الحالة بضعف العضلات ونقص التنسيق وزيادة الحساسية للمس.

متلازمة رينود

يعاني البعض ظاهرة مرَضية تُسمَّى “متلازمة رينود“، ويعاني المصابون بهذه الحالة ردة فعل مبالغ فيها للأوعية الدموية بسبب البرد والتوتر، تؤدي إلى الحد من تدفق الدم بشكلٍ كبير. تظهر الأعراض في اليدين أو القدمين، وعادة ما تسبب برودة في أحد الأطراف أكثر من الآخر. تشيع هذه المتلازمة عند الأشخاص النحيلين، ومن تزيد أعمارهم على 30 عاماً، والذين يعيشون في المناطق الباردة. 

اقرأ أيضاً: ما هي «متلازمة رينو» التي تؤدي إلى حدوث ابيضاض وخدر في أصابع اليدين والقدمين؟

داء السكري

يمكن أن يسبب مرض السكري مشكلات في الدورة الدموية، ما يزيد الشعور بالبرد. يؤدي مرض السكري غير المُعالَج جيداً إلى تلف الأعصاب وبالتالي الشعور بالبرد، خاصة في القدمين. 

نقص فيتامين ب 12

من أسباب الشعور الدائم بالبرد نقص فيتامين ب 12، وللتأكد من أن النقص في هذا الفيتامين هو السبب وراء البرد يُفضل مراجعة الطبيب وإجراء التحاليل الطبية اللازمة.

مضاعفات الأدوية

من الآثار الجانبية لبعض الأدوية الشعور الدائم بالبرد. ومن هذه الأدوية: علاج ارتفاع ضغط الدم ومشكلات القلب والأوعية الدموية الأخرى، وأدوية اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وبعض أدوية الصداع النصفي ومزيلات الاحتقان.

التخلص من مشكلة برودة إحدى جهتي الجسم أو الأطراف

ترتبط الطريقة المُثلى للتخلص من برودة إحدى جهتي الجسم أو الأطراف بسبب المشكلة:

  • تغطية الجسم ببطانية أو ارتداء المزيد من الملابس.
  • أخذ قسط من النوم.
  • اتباع نظام غذائي مناسب إذا كان السبب فقر الدم، مع تناول مكملات الحديد.
  • تخفيف التوتر في الحياة اليومية.
  • شرب كميات مناسبة من الماء.
  • شرب الماء الدافئ أو شاي الأعشاب، وتناول الأطعمة التي تحتوي على تراكيز عالية من الماء.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على زيادة تدفق الدم في الجسم، مثل المشي أو القفز أو مجرد تحريك الأطراف فقط.
  • استخدام وسادة التدفئة، حيث تساعد حرارتها على زيادة تدفق الدم في الأوعية الدموية.
  • فرك الأطراف بلطف طريقة جيدة لزيادة تدفق الدم.
  • استشارة الطبيب عند تناول الأدوية التي تسبب البرد.
  • تناول هرمونات الغدة الدرقية إذا كان قصورها هو السبب.
  • ضبط سكر الدم للمصابين به.
  • تناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين ب 12 أو تناول المكملات الغذائية الخاصة به عند نقصه.

اقرأ أيضاً: أطرافنا لا تفضل البرودة: أسباب وعلاج تورم الأصابع في الشتاء

يُفضل دائماً استشارة الطبيب إذا لم تنجح الطرق المنزلية في معالجة المشكلة لتحديد السبب العضوي وتجاوزه، وتحديد العلاج المناسب.