هل تعاني ألماً في منطقة محددة من البطن؟ هل تتغير شدة الألم بناءً على وضعيتك؟ إذا كنت تمر بما سبق فقد تكون تعاني أحد أنواع الفتق. فما هو الفتق وما أنواعه وما طرق علاجه؟
ما هو الفتق؟
يحتوي البطن على العديد من الأعضاء الداخلية؛ من المعدة إلى الكبد والبنكرياس والكلى والجهاز التناسلي والأمعاء. تغلف هذه الأعضاء معاً طبقات من العضلات والأنسجة القوية، التي تخدم غرضين رئيسيين:
- تحمي الأعضاء الداخلية من الإصابة.
- تساعد على حركة الأعضاء خلال الانقباض والاسترخاء.
عندما تحدث فجوة أو ضعف في هذا الجدار العضلي، تخرج بعض محتويات البطن، وتبرز من الفجوة إلى الخارج. يشكّل هذا النتوء انتفاخاً يمكن رؤيته والشعور به على الجزء الخارجي من الجسم، وهو ما يُعرف بالفتق.
اقرأ أيضاً: ما الأسباب المحتملة للشعور بالألم في أسفل الجهة اليمنى من البطن؟
أسباب الفتق
ينتج الفتق أو الفجوة في النسيج العضلي عن عدة أسباب:
- فتق خلقي، يتطور في الرحم، ويوجد منذ الولادة.
- بعد عمل جراحي أو إصابة.
- التقدم في السن.
- بعد عمل مجهد؛ مثل رفع أوزان ثقيلة.
- ممارسة نشاط رياضي مجهد.
- السعال المزمن أو اضطراب الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
- العطس.
- الحمل.
- الإمساك.
- البدانة.
- التدخين، لأنه يضعف الأنسجة الضامة.
أنواع الفتق
وفقاً لمكان حدوث الفتق يمكن تصنيفه إلى عدة أنواع، وهي:
الفتق الأربي
يُعدُّ الفتق الأربي أكثر أنواع الفتق شيوعاً بنسبة 75% من حالات الفتق، وفيه تندفع الأمعاء عبر نقطة الضعف، غالباً في القناة الأربية، وهي ممر يمتد إلى أسفل الفخذ الداخلي، يمر فيها الحبل المنوي إلى كيس الصفن الذي يحمل الخصيتين عند الرجال، أو تحتوي القناة على رباط يساعد على تثبيت الرحم في مكانه.
قد يختفي هذا الفتق لدى الاستلقاء، لكنه يظهر بوضوح عند السعال أو العطس أو حمل الأشياء.
يُصيب الفتق الأربي الرجال غالباً، إذ عادة ما تنزل الخصية عبر القناة الأربية بعد الولادة بوقتٍ قصير، ثم تُغلق بالكامل، لكنها في بعض الحالات لا تُغلق على نحو صحيح، مخلفة نقطة ضعف في تلك المنطقة.
الفتق الفخذي
من أنواع الفتق النادرة، التي تُصيب النساء غالباً، يحدث الفتق الفخذي في منطقة القناة الفخذية، والتي تقع أسفل القناة الأربية مباشرة، لذا قد يحدث الخلط بينه وبين الفتق الأربي، لكنه أكثر أيلاماً منه لأنه أشد التصاقاً. يظهر على شكل انتفاخ أو كتلة في منطقة الفخذ أو حول ثنية الفخذ.
اقرأ أيضاً: كيفية علاج تورم الفخذ والآثار الجانبية الأخرى الناتجة عن التطعيم
الفتق السري
يحدث الفتق السري نتيجة اندفاع نسيج دهني أو جزء من الأمعاء عبر العضلات القريبة من السرة. غالباً ما نشاهد هذا النوع من الفتق لدى الأطفال حديثي الولادة، حيث يظهر على هيئة انتفاخ عندما يبكي الطفل.
في الحالات معظمها يختفي الفتق السري من تلقاء نفسه عندما يبلغ الطفل عامه الأول أو الثاني. إذا لم يختفِ بعد هذا السن ينبغي مراجعة الطبيب لإزالته بعمل جراحي.
يمكن أن يُصيب الفتق السري البالغين أيضاً بسبب بعض الحالات؛ مثل السمنة والاستسقاء (السوائل في البطن)، أو الحمل.
الفتق الجراحي
حالة شائعة الانتشار، حيث إن 1 من كل 10 حالات تكون فتقاً جراحياً. تمثّل مناطق إجراء العمليات الجراحية نقطة ضعف في جدار عضلات البطن، تجعلها أكثر عرضة للتمزق، وبروز الأنسجة عبرها، في حال توفر أحد العوامل التالية:
- زيادة الوزن.
- ممارسة تمارين رياضية قبل التئام الجرح تماماً.
- الحمل.
- عدوى الجرح.
- الإصابة بمرض الرئة أو السكري أو الفشل الكلوي.
فتق الحجاب الحاجز
من أنواع الفتق الشائعة التي تُصيب 1 من كل 5 حالات فتق. يتميز عن أنواع الفتق الأخرى بأنه لا يحدث في منطقة البطن، بل يؤثّر في عضلة الحجاب الحاجز ما بين الصدر والبطن.
يمر المريء من الفم إلى المعدة عبر فتحة في عضلة الحجاب الحاجز، ما يمثّل نقطة ضعف في هذه الفتحة، يمكن أن يبرز من خلالها جزء من المعدة إلى الصدر. قد لا يكون البروز مرئياً، لكنه يتسبب بحرقة في المعدة أو ألم في الصدر وطعم حامض في الفم أو التجشؤ أو الانتفاخ.
اقرأ أيضاً: كيف تتجنب حرقة المعدة المزعجة؟
فتق شرسوفي
يُصيب هذا الفتق الذكور غالباً ممن تتراوح أعمارهم بين 20-50 عاماً، ويحدث في منتصف المنطقة ما بين عظم القص والسرة؛ حيث تندفع الدهون عبره، ويسبب انتفاخاً وألماً.
فتق العجان
ينتج فتق العجان عن اندفاع أنسجة البطن عبر ثقب في عضلات قاع الحوض، وهو أكثر شيوعاً عند النساء، وخاصة بعد الجراحة والإصابة والحمل.
أعراض الفتق
على الرغم من تعدد أنواع الفتق فإنها عامة تشترك بوجود كتلة أو انتفاخ في منطقة الإصابة؛ مثل جانبي عظم العانة في الفتق الأربي.
عادة ما يكون البروز أكثر وضوحاً باللمس لدى الوقوف أو الانحناء أو السعال، ويترافق مع ألم أو انزعاج حوله.
لبعض أنواع الفتق أعراض أكثر تحديداً مثل الحرقة أو صعوبة البلع أو ألم في الصدر، بينما قد لا تظهر أي أعراض في حالات فتق أخرى، بحيث لا يدرك الفرد أنه مصاب به إلّا من خلال الفحص البدني لمشكلة غير ذات صلة أو في أثناء فحص طبي روتيني.
لكن بعض مضاعفات الفتق قد تشمل:
- الضغط على الأنسجة المجاورة ما يسبب ألماً وتورماً في المنطقة المحيطة بالفتق.
- الانحباس أو انسداد الأمعاء، وفيه ينحصر جزء من الأمعاء في جدار البطن، ما يسبب الغثيان أو الإمساك.
- اختناق الأنسجة المعوية أو موتها، وهو ما يُعرف بـ "الفتق المختنق"، ويحدث عندما لا يحصل الجزء المحصور من الأمعاء على تروية دموية كافية، وهي حالة تهدد الحياة وتتطلب علاجاً فورياً.
ومن أهم الأعراض التي تشير إلى ضرورة الحصول على رعاية طبية إسعافية للفتق:
- تلون الانتفاخ بالأحمر أو الأرجواني.
- تسارع حدة الألم فجأة.
- الغثيان.
- الحمى.
- عدم القدرة على إخراج الغازات.
- صعوبة حركة الأمعاء.
اقرأ أيضاً: لا تتجاهل الإمساك المزمن فقد يكون دليلاً على مشكلات صحية أكبر
علاج الفتق
لا يُشفى الفتق من تلقاء نفسه، بل يزداد حجماً بمرور الوقت، وقد يصبح مهدداً للحياة. يمكن علاج الفتق إمّا بالجراحة المفتوحة وإمّا بالمنظار، لكن سرعة التدخل تعتمد على حجم الفتق وشدة الأعراض. على سبيل المثال، لا يحتاج الفتق القابل للاختزال إلى عملية جراحية، وهو الذي يمكن دفعه لمكانه أو يختفي عند الاستلقاء.
قد ينصح بعض الأطباء باستخدام مشد أو دعامة يمكنها تثبيت الفتق في مكانه وتخفيف حدة الألم والانزعاج والحصول على راحة مؤقتة قبل الإجراء.
يتضمن إصلاح الفتق:
- الجراحة المفتوحة: تتضمن إحداث ثقوب حول الفتق، ثم دفع الفتق إلى مكانه وإعادة إغلاقه بغرز. وفي حالات خاصة يمكن استخدام شبكة جراحية لتثبيت الفتق في مكانه ومنعه من العودة (ترقيع الثقب).
- جراحة المناظير: تتضمن إحداث شقوق حول الفتق لإدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا صغيرة في نهايته (منظار البطن)، لتتبع الفتق وإصلاح جدار البطن بغرز أو زرع شبكة من الداخل.
- الجراحة الروبوتية الطفيفة التوغل: بأسلوب مماثل لجراحة المناظير، يمكن استخدام منظار لرؤية الفتق، لكن إصلاحه يكون باستخدام أذرع آلية.
- تثنية قاع نيسن: يخصُّ هذا الإجراء فتق الحجاب الحاجز، حيث يخيط الجرّاح الجزء العلوي من المعدة مع الجزء السفلي من المريء.