هل تشرب قهوتك في المكتب بأمان؟ احذر من الأضرار التي قد تلحق بك

3 دقيقة
شرب قهوتك في المكتب أكثر خطورة مما تعتقد وإليك السبب
حقوق الصورة: shutterstock.com/the goatman
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يبدأ معظمنا نهاره بشرب كوب القهوة. عادة جميلة وآمنة في المنزل، لكن ماذا عمّن يتبعها في المكتب؟ 

في المكتب، قد تحضّر قهوتك في المنزل وتأخذها معك، وقد تحضّرها في المكتب. قد تستخدم كوباً زجاجياً، وقد يكون بلاستيكياً أو ورقياً. قد تتخلص منه مباشرة، أو قد تغسل الكوب فور انتهائك من شرب قهوتك، وربما تنخرط في أعباء العمل وتنسى أمره تماماً، وهنا تكمن الخطورة. 

خطورة شرب قهوتك في المكتب 

عندما تحضّر قهوتك في المنزل، اشربها ونظف كوبك، أو انسَ تنظيفه فترة قصيرة، فلن يتلوث إلّا بالبكتيريا الخاصة بك، والتي تتعايش معها يومياً دون أذى يذكر. لكن شرب القهوة في المكتب ينطوي على بعض المخاطر، وذلك تبعاً لنوع الكوب الذي تستخدمه، والعادات التي تتبعها بشكلٍ عام. 

اقرأ أيضاً: إليك أهم 8 بدائل للقهوة تعزز طاقتك وتركيزك

نوع الكوب الذي تستخدمه يحدد مدى خطورة شرب قهوتك في العمل

لنبدأ بالزجاج، يُعدُّ شرب القهوة في كوب زجاجي الأكثر أماناً؛ فهو يحافظ على المشروبات دافئة فترة أطول، وموصليته الحرارية منخفضة تمنع تشتت الحرارة، كما أنه خامل كيميائياً، أي لا تتسرب مكوناته إلى مشروبك، على عكس الأنواع الأخرى من الأكواب، علاوة على أنه قابل لإعادة التدوير.

تُطلى بعض الأكواب الزجاجية بالبورسلين، وقد تُصنع منه بالكامل. يشبه البورسلين الزجاج بالخصائص الحرارية، لكنه قابل للذوبان قليلاً ويمكن أن يترسب القليل منه إلى مشروبك. من الشائع أيضاً استخدام أكواب الفولاذ المقاوم للصدأ، وهو معدن تُصنع منه زجاجات المياه والقهوة الحافظة للحرارة. وهي مادة أكثر قوة، وغير متسربة.

ماذا عن أكواب البلاستيك التي تُستخدم مرة واحدة؟ قد تكون فكرة جيدة في المكتب، اشرب قهوتك وارمِ الكوب ببساطة. لكن يترتب على هذه البساطة أضراراً صحية باتت معروفة للجميع. تتحلل جزيئات البلاستيك بالحرارة وتتسرب إلى القهوة ببساطة أيضاً. اكتشف العلماء وجود الجسيمات البلاستيكية في دم الإنسان، والتي قد يكون مصدرها الأكواب أو غيرها. يسبب وجود هذه الجسيمات في الجسم مضاعفات على الإنجاب واضطرابات في عمل الأعضاء، وتأخر النمو لدى الأطفال، والسرطان والاضطرابات العقلية، ناهيك عن ضرر هذه الأكواب ذات الاستعمال الواحد على البيئة. 

لتجنب مشكلة البلاستيك، انتشرت الأكواب الورقية. أكواب القهوة الورقية جذابة، وصالحة لإعادة التدوير وأقل ضرراً على البيئة. لكن الورق بمفرده لا يصلح ليُصنع منه كوب القهوة بالتأكيد، لذا تُطلى الأكواب من الداخل بمادة بلاستيكية. وبحسب دراسة هندية منشورة في دورية ساينس دايركت عام 2021، يؤدي تعرض هذه المادة إلى السائل الساخن مدة 15 دقيقة فقط إلى إطلاق آلاف الجزيئات البلاستيكية الصغيرة. يؤدي شرب ثلاثة أكواب من الشاي أو القهوة في كوب ورقي إلى ابتلاع 75 ألف جزيء صغير من البلاستيك. لكن يُعدّ شرب الماء أو السوائل الباردة بالأكواب الورقية آمناً.

اقرأ أيضاً: البن حول العالم: الدليل الشامل لأنواع القهوة

تكمن الخطورة الأكبر فيما تفعله بالكوب بعد شرب القهوة 

قد تتخلص من الكوب البلاستيكي أو الورقي بعد شرب القهوة مباشرة، لكن لتجنب أضرارهما ستستخدم الكوب الزجاجي أو كوب البورسلين. هل تعتقد أنك حللت المشكلة؟ من هنا تظهر مشكلة قد تكون أكثر ضرراً، خاصة عندما تشرب القهوة وتنسى كوبك على المكتب. 

عندما تترك كوب قهوتك على المكتب دون تنظيفه سيصبح مسرحاً لنمو البكتيريا، لكن هذه البكتيريا هي البكتيريا الخاصة بك، ولن تسبب ضرراً لك أيضاً. على الرغم من ذلك، سيكون من الجيد تنظيفه جيداً قبل أن يجذب البكتيريا من الهواء المحيط به، لذا غالباً ستستخدم إسفنجة التنظيف الموجودة في مطبخ المكتب. وهنا يظهر الخطر الأكبر.

أجرى فريق من الباحثين من جامعة أريزونا دراسة عام 1997، وما زالت شاهدة على خطورة الأمر حتى اليوم. وجد الباحثون حينها أن 20% من أكواب القهوة في المكاتب تحمل بكتيريا برازية، و90% منها مغطاة بأنواع أخرى من البكتيريا، حتى عندما يكون الكوب فارغاً. والسبب في ذلك أن معظم الموظفين ينظفون أكوابهم باستخدام الإسفنجة أو فرشاة التنظيف المحملة بالبكتيريا الموجودة في مطبخ المكتب بدلاً من غسلها في غسالة الأطباق. تنتقل هذه البكتيريا إلى كوبك ويمكن أن تعيش عليه مدة ثلاثة أيام، أي أن حتى عطلة نهاية الأسبوع غير كافية للقضاء عليها. ويزداد الأمر سوءاً إذا كنت تشرب القهوة مع السكر أو الكريمة، فهي مواد تعزز نمو البكتيريا والعفن.

إذا لم يُنظف الكوب بشكلٍ صحيح أو إذا أُعيد استخدامه دون غسله جيداً، فيمكن لأي بكتيريا موجودة أن تتكاثر وتلوث القهوة. ومن أنواع البكتيريا التي تنمو على كوب قهوتك بكتيريا الإشريكية القولونية والسالمونيلا التي تنمو في أمعاء الإنسان والحيوان وتشير إلى وجود تلوث برازي، والمكورات العنقودية الذهبية التي تعيش على سطح الجلد وتسبب التسمم الغذائي، بالإضافة إلى العفن والخميرة التي تنمو على بقايا القهوة، والتي ينتج بعضها سموماً يمكن أن تسبب المرض.

اقرأ أيضاً: ما المكونات التي تمنح القهوة قوتها المنعشة؟ وهل لها آثار جانبية؟

ماذا عليك أن تفعل؟

كي تتناول قهوتك الصباحية في المكتب بأمان، ينصح الباحثون بما يلي: 

  • عدم تترك الكوب مدة تزيد على ساعة دون تنظيف، وغسله بعد كل استخدام، مع الغطاء إذا كان له واحد.
  • أخذ الكوب إلى المنزل يومياً لغسله في غسالة الأطباق، واستخدام درجات الحرارة الأكثر سخونة للقضاء على البكتيريا.
  • في حال عدم وجود غسالة أطباق، يفضّل غسل الكوب بالماء الساخن والصابون ومنشفة ورقية، والابتعاد عن إسفنجة المطبخ المشتركة. 
  • إذا لم تكن متأكداً من نظافة الكوب، اغسله قبل الاستخدام. 
  • يجب أيضاً تنظيف خزانات المياه في آلات صُنع القهوة، إذ يمكن أن تكون مكاناً يزدهر فيه العفن والبكتيريا.