لا يمتنع الصائمون في أثناء الصيام عن الأكل والشرب والتدخين وحسب، وإنما يمتنعون عن تناول الأدوية الموصوفة طبياً أيضاً، الأمر الذي يكون له تأثير كبير على إدارة بعض الحالات الصحية بما في ذلك الربو. فهذا المرض التنفسي يحتاج إلى تناول الأدوية الاستنشاقية أو الفموية بصورة شبه يومية للحفاظ عليه تحت الضبط والسيطرة، ويحمل الامتناع عن تناولها خطر التفاقم الحاد للربو وحتى الموت، فهل من "الضار صحياً" أن يصوم مرضى الربو شهر رمضان أمْ أن هناك بعض التعديلات التي تجعل صيامهم آمناً؟
اقرأ أيضاً: ما آخر ما توصلت إليه الأبحاث حول فوائد صيام شهر رمضان؟
كيف تُعدَّل أدوية مريض الربو بما يتناسب مع صيام شهر رمضان؟
من المهم مساعدة المرضى على التعامل مع هذه المعضلة، في البداية من المهم أن نعي أن أدوية الربو تُقسم إلى قسمين وهي أدوية السيطرة التي تُستخدم لمنع حدوث النوب على المدى الطويل وللسيطرة على الأعراض المزمنة ومنها الستيروئيدات القشرية السكرية الانشاقية ومعدلات الليكوترين ومنبهات بيتا طويلة المفعول والمضادات المسكارينية الطويلة المفعول والثيوفيلين.
والنوع الآخر من الأدوية هي أدوية الإغاثة التي تتناول فقط عند حدوث النوبة واشتداد الأعراض لكونها تُخفف الأعراض بسرعة كما أنها قصيرة المدى، ومنها نذكر منبهات بيتا القصيرة المفعول والإبراتروبيوم والستيروئيدات القشرية السكرية الفموية.
اقرأ أيضاً: نصائح للمصابين بأمراض مزمنة لصيام شهر رمضان
وبما يتعلق بعلاج الربو وضبطه عند مريض صائم مدة قد تصل إلى 16 ساعة، يكمن الحل باعتماد العلاج بالأدوية ذات التأثير الطويل الأمد التي تُستخدم عادةً لضبط الربو، بدلاً من اعتماد علاج نوبات الربو أو الأعراض عند حدوثها. والأمر الجيد بهذا الخصوص أن تأثير الأدوية التي تُستخدم لضبط الربو على المدى الطويل يستمر 12 ساعة على الأقل.
وهذا يعني أن استخدامها وفقاً لجدول زمني محدد سيقلل من ظهور الأعراض عند مرضى الربو في أثناء الصيام في حال تناولها أو استنشاقها عند السحور على سبيل المثال، وهذه الطريقة تقلل إلى حد كبير من أعراض الربو خلال الصيام واضعةً إياه تحت السيطرة، وبالطبع لا يمكن لأي مريض أن يُعدّل أدوية الربو الخاصة به دون استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص به، لأن كل حالة صحية تختلف عن غيرها فلا يجوز إجراء أي تعديل على الدواء قبل استشارة الطبيب.
6 نصائح غذائية لمرضى الربو عند صيام رمضان
إلى جانب الأدوية، هناك بعض النقاط التي ينبغي مراعاتها خلال فترة الصيام لضمان تجربة صيام صحية، حيث إن الالتزام بمجموعة من النصائح يساعد إلى حد كبير على ضبط الربو وتقليل حدوث نوبه، وعلى رأس هذه النصائح بحسب منصة "السعودية الألماني" الصحية نذكر:
- تجنب التعرض للعوامل المحرضة لنوب الربو مثل الدخان وغبار المنزل وحبوب اللقاح وممارسة الرياضة بشكلٍ كثيف.
- الحد من تناول الأطعمة الحارة نظراً لأنها قادرة على تحفيز الجهاز التنفسي وزيادة انقباض القصبات ما يؤدي إلى تفاقم أعراض الربو.
- الحد من استهلاك الكافيين والمشروبات الغازية والأطعمة الغنية بالصوديوم يساعد في السيطرة على الربو، وهذا يعود لأن الكافيين مُدر للبول يدفع الجسم لطرح سوائله ما يتسبب بحدوث التجفاف.
- الإكثار من شرب السوائل عند الإفطار والسحور، لأن التجفاف وانخفاض سوائل الجسم يؤديان إلى تفاقم أعراض الربو.
- تجنب الأطعمة المعلبة والمصنعة قدر الإمكان لأنها عالية الصوديوم والأملاح، كما أنها تحتوي على مواد حافظة تفاقم الحالة العامة لمرضى الربو.
- عند الإفطار، ينبغي أن يتجنب مرضى الربو الإفراط في تناول الطعام لأنه يتسبب بحدوث إلى صعوبات في التنفس ما قد يزيد من خطر حدوث نوب الربو. وبدلاً من ذلك، يمكن للمرضى تقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين أو ثلاث وجبات أصغر، ما يُريح جهازهم التنفسي والهضمي على حد سواء.
اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر صيام شهر رمضان في المُصابين بمختلف الاضطرابات الهرمونية؟
التركيز على الأغذية التي تُثبط التفاعلات الالتهابية -التي تؤدي تدوراً في تفاقم حدوث نوب الربو في الجسم- مثل الأطعمة الغنية بفيتامين C كالبروكلي، بالإضافة إلى الأغذية الغنية بأحماض أوميغا 3 مثل المكسرات والبذور والأسماك الدهنية مثل السلمون.