5 مهن تزيد خطر الإصابة بالخرف

5 مهن تزيد خطر الإصابة بالخرف
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هناك مثل يقول: “لا يوجد أخطر من السهم الذي لا تراه”، ولكن الخطورة في الخرف المرتبط بالمهنة أن السهم الذي لا تراه ينغرس ببطء على مدى سنوات، وفي النهاية تظهر آثاره في السنين المتقدمة من العمر، ما يجعل نمط الحياة للشخص المصاب بالخرف والذين حوله صعباً ومرهقاً، لذا إليك أبرز المهن المرتبطة بالإصابة بالخرف وكيفية تفادي الإصابة به قدر الإمكان.

اقرأ أيضاً: هل يوجد ارتباط بين تعاطي الكحول والخرَف؟ الأمر معقَّد

5 مهن ترفع خطر الإصابة بالخرف 

وفق بحث منشور للمركز الوطني النرويجي للشيخوخة والصحة في دورية ذا لانسيت بنهاية شهر أغسطس/ آب 2023، يعد الأشخاص الذين يعملون في وظائف تتطلب مستويات عالية من النشاط البدني بين عمري 33-65 أكثر عرضة لخطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي في عمر الـ70، وضمت الدراسة نحو 7000 شخص من السويد، وكانت نسب الجنسين فيها متساوية تقريباً.

ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بالخرف في بريطانيا وحدها إلى 1.6 مليون شخص بحلول عام 2040، وهذا الرقم قد يكون مخيفاً عند التفكير بعواقب الخرف على المجتمع والفرد نفسه.

ومن أكثر المهن التي ربطها بحث المركز الوطني النرويجي للشيخوخة والصحة مع زيادة احتمال الإصابة بالخرف، هناك ما يلي:

  • مندوبو المبيعات: سواء كانوا يعملون بالتجزئة وغيرها من أنواع البيع، حيث يتطلب عملهم السير طوال النهار من مكانٍ إلى آخر وعرض المنتجات والحديث عنها للزبائن.
  • العاملون بالتمريض: إذ تحتاج مهنتهم إلى الوقوف ومتابعة المرضى طيلة النهار أو حتى الليل أحياناً.
  • مقدمو الرعاية الصحية: وتشبه وظيفتهم مساعدي التمريض، لكنهم يقيمون لدى شخص مريض طيلة النهار ويمكن لبعضهم أن يسكن في بيت المريض لرعايته والعناية به صحياً.
  • مزارعو المحاصيل: حيث يقضون نهارهم في العمل الشاق بالحقول للزراعة أو الحصاد.
  • العاملون بمجال الإنتاج الحيواني: ويتطلب عملهم متابعة دائمة للحيوانات من حيث رعايتها وإطعامها والتأكد من سلامتها.

على الرغم من أن النشاط البدني المعتدل قد يقلل من عوامل الخطر القلبية الوعائية مثل اضطراب معدل ضربات القلب وضغط الدم، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، فإن الفترات الطويلة من النشاط الجهدي المهني القاسي ستنتج عنها آثارٌ ضارة على أمراض القلب والأوعية الدموية، مع زيادة الأهبة للإصابة بالاختلال المعرفي المعتدل والخرف لاحقاً.

اقرأ أيضاً: ما علاقة الخصوبة عند الرجال بالمهن التي يزاولونها؟

ويمكن تحديد المهن التي تحتاج إلى جهد بدني وتزيد من خطر الإصابة بالخرف بأنها المهن التي تتطلب استخداماً كبيراً للذراعين والساقين وتحريك الجسم بالكامل، مثل التسلق والرفع والتوازن والمشي والانحناء وذلك لفترات طويلة خلال العمل، ويمكن أن يندرج تحت هذا النوع من المهن الكثير من الوظائف والأعمال المختلفة التي لم تُذكر بشكلٍ واضح في الدراسة النرويجية.

بالإضافة لذلك، رُبطت المهام الجسدية المجهدة في مرحلة البلوغ المتأخرة بحجم حصين أصغر وأداء ذاكرة ضعيف، ومن المحتمل أن يؤدي ضيق الوقت المتوفر للتعافي من إجهادات المتطلبات البدنية المهنية المستمرة إلى “استهلاك” الجسم والدماغ تدريجياً، فتظهر النتائج بعد سنوات.

ووجد البحث أيضاً أن أولئك الذين بدؤوا العمل بمهن تحتاج إلى بذل جهود بدنية كبيرة ثم تحولوا تدريجياً إلى مهن أقل إرهاقاً، يواجهون خطراً أكبر في مشكلات الذاكرة مقارنة بالذين لديهم مهن تتطلب جهداً بدنياً قليلاً من البداية، ولكن بالوقت ذاته يمتلك الذين امتهنوا مهنة بدنية مجهدة ثم تحولوا لمهن أقل إجهاداً، خطورة أقل من الأفراد الذين يعملون في وظائف تتطلب جهداً بدنياً مستمراً طيلة حياتهم المهنية.

وفي بحثٍ آخر منشور في دورية نيورولوجي (Neurology) عام 2020، تبين أن النساء اللواتي لم يحصلن على وظيفة مأجورة خارج المنزل سابقاً، يمكن أن يتضاعف خطر الإصابة بالضعف الإدراكي لديهن بحلول سن السبعين.

اقرأ أيضاً: الباحثون يكتشفون مسببات جديدة للخرف يمكن اكتشافها وعلاجها مبكراً

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالخرف 

يمكن تلخيص أبرز عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بالخرف بما يلي:

  • العمر: إذ يزداد خطر الإصابة بالخرف مع التقدم بالعمر.
  • الوراثة: هناك عدة جينات تزيد من خطر الإصابة بالخرف، ويمكن للتاريخ العائلي لوجود الخرف لدى أقرباء الشخص أن يكشف عن وجود خطر الإصابة بالخرف الوراثي لديه.
  • التدخين وتعاطي الكحول: يزيد التدخين بشكلٍ كبير من خطر الضعف الإدراكي والخرف، فالمدخنون أكثر عرضة للإصابة بتصلب الشرايين وغيرها من أمراض الأوعية الدموية، وقد يعد هذا سبباً كامناً وراء زيادة خطر الإصابة بالخرف لديهم.
  • الكوليسترول: ترتبط المستويات المرتفعة من الكوليسترول الضار (LDL) مع زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف.
  • هوموسيستين البلازما: يؤدي ارتفاع مستوى حمض الهوموسيستين الأميني في الدم عن المتوسط إلى زيادة أهبة الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف.
  • السكري: ويُصنف السكري من عوامل الخطر المعروفة لكلٍّ من مرض ألزهايمر والخرف بالإضافة لتصلب الشرايين والسكتات الدماغية.

وتزيد هذه العوامل بالإضافة للمهن المذكورة سابقاً من خطر الإصابة بالخرف.

اقرأ أيضاً: 10 مهن تسبب نقصان متوسط العمر مقارنة بغيرها

الحلول المقترحة للتقليل من خطورة الإصابة بالخرف الناتج عن المهن المجهدة بدنياً

يمكن تقليل خطر الإصابة بالخرف المرتبط بالمهن المجهدة بدنياً من خلال اتباع الاستراتيجيات التالية:

  • اعتماد التقنيات التكنولوجية التي توفّر الجهد مثل الآليات والروبوتات وغيرها.
  • التناوب الوظيفي، وعدم إلقاء عبء العمل البدني على شخص واحد وتوزيعه على عدة أشخاص.
  • التوقف المؤقت القسري للأشخاص الذين يمتهنون أعمالاً تتطلب جهداً بدنياً مستمراً.
  • ترك فترات تعافي إلزامية للعمال الذي يقومون بمهام مجهدة بدنياً.
  • تخفيض ساعات العمل الأسبوعية، وتخفيض حد سنوات التقاعد لذوي المهن المجهدة بدنياً.

اقرأ أيضاً: القهوة والشاي قد يقللان خطر الإصابة بالخرف

وتعد النقابات المهنية بالتعاون مع النقابات الصحية والجهات الرسمية مسؤولة عن محاولة تطبيق هذه الاستراتيجيات على أرض الواقع، لتأمين صحة أفضل للعاملين على المدى الطويل بالإضافة للمدى المنظور.