من المؤكد أنك سمعت من قبل بمقولة "فالج لا تعالج" التي ترمز إلى الحالة التي لا أمل منها أو للشخص العنيد الذي لا يعدل عن رأيه، ولكن هل كنت تعلم أن "الفالج" يرمز إلى إحدى الحالات الصحية غير العكوسة؟ صحيحٌ أن الأمر يبدو تعيساً، ولكن المقولة صحيحة، فالفالج أو ما يُعرف بالشلل النصفي طبياً حالة لا شفاء منها، وإليك أهم وأبرز المعلومات حولها في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: المُسبب الأكثر شيوعاً للوهن والتعب: ما أسباب التجفاف عند كبار السن؟
ما هو الفالج؟
تُصاب أحياناً أجزاء من الدماغ أو مناطق النخاع الشوكي المسؤولة عن التحكم الحركي والحسي بنصف الجسم لأسباب متنوعة، ما يتسبب بحدوث ضعف ومشكلات في التحكم في العضلات وقد تتيبس نتيجة لذلك. تباين شدة هذه الأعراض تبعاً لموقع الإصابة وشدتها.
من جهةٍ أخرى، للفالج أو الشلل النصفي عدة أنواع، منها ما يحدث قبل الولادة أو في أثناء الولادة أو خلال أول عامين من الحياة، وتُعرف الحالة عندئذٍ باسم "الشلل النصفي الخلقي". أمّا إذا تطور الشلل النصفي في وقتٍ لاحق من الحياة، عندئذٍ يُعرف باسم الشلل النصفي المكتسب.
يأخذ الشلل النصفي عدة أشكال منها:
- شلل الوجه النصفي: وفيه يعاني المصابون شلل عضلات جانب واحد من الوجه، وقد يقترن هذا النوع مع شلل نصفي في مكانٍ آخر من الجسم.
- متلازمة براون سيكوارد: تنطوي هذه المتلازمة على تلف في أحد جانبي الحبل الشوكي ما يؤدي إلى شلل في الجانب نفسه من الجسم الذي حدثت فيه الإصابة. تتسبب هذه المتلازمة بحدوث فقدان الإحساس بالألم ودرجة الحرارة على الجانب الآخر من الجسم أيضاً.
- الشلل النصفي المقابل: في هذا النوع من الشلل يُصاب الجانب الآخر من الجسم المقابل للجزء الذي حدثت فيه أذية دماغية.
- الشلل النصفي التشنجي: يُشبه هذا النمط سابقه، فهو ناجم عن إصابة دماغية ويتأثر جانب واحد من الجسم، ولكن تكون العضلات الموجودة على الجانب المصاب منقبضة أو متشنجة باستمرار.
الخلط بين الفالج وحالات صحية أخرى
غالباً ما يُستخدم الشلل النصفي والضعف النصفي بالتبادل لأنهما يمتلكان أعراضاً متشابهة، والفرق أن الشخص الذي يعاني الضعف النصفي لا تتجاوز شكواه الرئيسية الضعف أو الشلل الطفيف في أحد جانبي جسمه، بينما في الشلل النصفي يعاني الشخص الشلل التام في أحد الجانبين بالإضافة لوجود صعوبة في الكلام أو التنفس.
وبالمقابل، يصعب التمييز بين الشلل النصفي والشلل الدماغي، ومن المهم أن نعلم أن الشلل الدماغي هو مصطلح أوسع من الشلل النصفي، كما يشمل مجموعة متنوعة من الاضطرابات التي تؤثّر في العضلات ونطاق الحركة. وبالمقابل، يلاحظ مرضى الشلل الدماغي أن أعراض الإصابة وشدتها تتبدل مع تقدم العمر على عكس الشلل النصفي.
اقرأ أيضاً: 5 نصائح للتغلب على مشكلات النوم والأرق في رمضان
ما أعراض الفالج؟
السبب الأكثر شيوعاً للشلل النصفي عند الأطفال هو السكتة الدماغية داخل الرحم، والسكتة الدماغية هي أحد أبرز أسباب الإصابة عند البالغين أيضاً إلى جانب التهاب الدماغ والرضوض الدماغية والأورام، كما يمكن للوراثة أن تكون السبب، إذ يمكن لطفرة نادرة للغاية في جين ATP1A3 أن تسبب حالة تُعرف باسم الشلل النصفي المتناوب لدى الأطفال.
يُصنَّف الشلل النصفي على أنه مرض غير تقدمي وبمجرد أن يبدأ الاضطراب لا تتفاقم الأعراض. ومن أبرز هذه الأعراض:
- ضعف العضلات أو تصلبها.
- تشنج العضلات وتقلصها.
- ضعف في الأداء الحركي الدقيق.
- صعوبة في المشي.
- اضطراب التوازن.
وفي حال كان الشلل النصفي ناتجاً عن إصابة في الدماغ، يُضاف إلى الأعراض التي ذكرت سابقاً ما يلي:
- اضطراب في عمل الذاكرة.
- صعوبة التركيز.
- عدم القدرة على الكلام بشكلٍ واضح.
- تبدل في السلوك.
- حدوث نوب اختلاجية.
هل للفالج علاج؟
الفالج أو الشلل النصفي غير عكوس ولا شفاء منه، ولكن يمكن أن تتحسن الأعراض عند الالتزام ببرنامج علاجي فعّال يشمل العلاج الطبيعي أو العلاج باستخدام التقنيات الحديثة كالتصور العقلي والتحفيز الكهربائي، كما يمكن للأشخاص المصابين بالشلل النصفي أن يعيشوا حياة مستقلة ونشطة باستخدام أدوات المساعدة على الحركة.
تعتمد خيارات علاج الشلل النصفي على سبب الشلل النصفي وشدة الأعراض، وغالباً ما يخضع الأشخاص المصابون بالشلل النصفي إلى عملية إعادة تأهيل متعددة التخصصات، تشمل المعالجين الفيزيائيين وأخصائيي إعادة التأهيل وأخصائيي الصحة العقلية.
في العلاج الطبيعي، يُتيح العمل مع المتخصصين تطوير قدرة المرضى على التوازن وبناء القوة وتنسيق الحركة، إذ يساعد متخصصو الطب الفيزيائي على تمديد العضلات المشدودة والمتشنجة.
اقرأ أيضاً: خطوات منزلية بسيطة للتعامل مع ظاهرة مقاومة المضادات الحيوية
أمّا بما يتعلق بالتصور العقلي، فقد يساعد تخيل تحريك النصف المشلول من الجسم في تنشيط أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحركة، وقد يُشاهَد بعض التحسن نتيجة لتحسين دمج المعلومات الحسية والبصرية. والأمر كذلك بما يتعلق بالعلاج بالتحفيز الكهربائي، إذ يمكن للأخصائي المساعدة على تحفيز حركة العضلات باستخدام الوسادات الكهربائية، حيث تُقلص الكهرباء العضلات التي لا يمكنك تحريكها بشكل إرادي، وقد يتحسن إرسال الإشارات من الدماغ بناءً على ذلك كما تتحسن الاستجابة للإشارات.