ما هي الأراضي الرطبة وكيف نحميها؟

4 دقائق
ما هي الأراضي الرطبة وكيف نحميها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ jaimie tuchman

في 2 فبراير/ شباط عام 1971، وقّعت 172 دولة على اتفاقية رامسار لحماية الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، في مدينة رامسار الإيرانية. تعد رامسار أقدم اتفاقية بيئية تم إنشاؤها للحفاظ على الموارد الطبيعية واستخدامها المستدام، وكان تركيز الاتفاقية في الأصل على حماية موائل الطيور المائية وطيور الشاطئ، ثم تم توسيعه لاحقاً من خلال الاعتراف بأهمية الأراضي الرطبة في حماية البيئة.

بدءاً من عام 1997 تمت المصادقة على يوم 2 فبراير/ شباط من كل عام، يوماً عالمياً للأراضي الرطبة، فما هي الأراضي الرطبة وما أهميتها في حماية البيئة؟

اقرأ أيضاً: ما الذي يهدد مستنقعات استخراج الملح؟

الأراضي الرطبة

الأراضي الرطبة، هي مساحات من الأراضي المشبعة بالماء أو المغطاة به. تختلف كمية المياه في الأراضي الرطبة؛ فبعضها قد يكون مغموراً بالمياه بشكل دائم، بينما يُغمر بعضها الآخر في مواسم محددة، ولكنها تحتفظ بالتربة المشبعة طوال العام، ما يخلق بيئات منخفضة الأوكسجين، ويدعم نمو الكائنات المتكيّفة مع الرطوبة المشبعة وخصائص التربة المائية.

يحدد نوع المياه سواء كانت مياهاً مالحة أو عذبة، ودرجة التشبع بها نوع الأنواع الحيوية النباتية والحيوانية التي تستطيع النمو والتأقلم فيها، والتي طورت تكيّفات لتحمل فترات الحركة البطيئة أو المياه الراكدة. يمكن أن يكون مصدر المياه من بحيرة أو نهر مجاور كما في الدلتا، أو مياه البحار حيث نجدها في المناطق الساحلية التي تشهد مداً قوياً.

وفقاً لخدمة الأسماك والحياة البرية الأميركية (USFWS)، يمكن تعريف الأراضي الرطبة على النحو التالي:

الأراضي الرطبة هي أراضٍ انتقالية بين الأنظمة البرية والمائية، حيث يكون منسوب المياه عند السطح أو بالقرب منه، أو الأرض مغطاة بمياه ضحلة. يجب أن تتمتع الأراضي الرطبة بواحدة أو أكثر من السمات الثلاث التالية:

  • تدعم الأرض نباتات مائية بشكل دوري أو دائم.
  • تكون الركيزة في الغالب تربة مائية غدقة.
  • تكون الركيزة مشبعة بالماء أو مغطاة بالمياه الضحلة في وقت ما خلال موسم النمو من كل عام.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا استعادة الأراضي التي تعرضت للجفاف والتصحر؟

أنواع الأراضي الرطبة

تم تطوير عدة أنظمة تصنيف للأراضي الرطبة منذ توقيع الاتفاقية. قدمت (USFWS) نظاماً هرمياً يعتمد موقع الأراضي الرطبة، وشمل:

  • بحرية.
  • مصبات الأنهار.
  • أنهار.
  • بحيرات.
  • أراضٍ رطبة داخلية (البالسترين).

واعتمدت اتفاقية رامسار على نظام التصنيف ذاته، إلا أنها أضافت نوع الأراضي الرطبة المستحدثة بيد الإنسان. وبشكل عام يعتمد العلماء على نظام تصنيف يقوم على المظهر المادي ووظيفة الأرض الرطبة ضمن الأنظمة الهيدرولوجية، ويضم:

الأهوار (Marsh)

تنتشر بشكل أساسي شمال وجنوب منطقة الاستواء وهي عبارة عن أراضٍ رطبة تغمرها المياه نتيجة ارتفاع منسوب مياه الأنهار أو الجداول او البحيرات أو البرك أو المياه الجوفية. يمكن أن نشاهد فيها النباتات المتاقلمة مع ظروف التربة المشبعة، وبشكل أساسي نباتات مغمورة أو عائمة، بما في ذلك زنبق الماء.

اقرأ أيضاً: الغابات الاستوائية تنتعش في الأراضي الزراعية بسرعة كبيرة

المستنقعات (Swamp)

هي الأراضي الرطبة التي تنمو فيها الأشجار أو النباتات الخشبية، وعادة ما تكون مياهاً راكدة خلال أوقات محددة من العام، وتتواجد في السهول الفيضية المنخفضة الارتفاع على طول النهار أو الجداول البطيئة الحركة. تعيش فيها أنواع حيوانية متنوعة، مثل بط الخشب (Wood Duck) وثعالب الماء وجراد البحر وغيرها. وهناك نوعان رئيسيان من المستنقعات:

  • مستنقعات المياه العذبة: تتواجد في المناطق الداخلية.
  • مستنقعات المياه المالحة: تتواجد في المناطق الساحلية، وتحمي السواحل من المحيط المفتوح.

الرَخاخ (Bogs)

هي نوع الأراضي الرطبة التي تتشكل في المناطق الباردة مثل القطبين أو أميركا الشمالية وروسيا، أو في المرتفعات في المناطق الأكثر دفئاً. يمكن التعرف إليها من محتواها من الطحالب السميكة، فهي قليلة المحتوى بالمواد الغذائية، لذا يقل التنوع الحيوي فيها، إلا أنها تساعد في منع الفيضانات من خلال امتصاص الهطولات المطرية.

وظائف الأراضي الرطبة وفوائدها

وظائف الأراضي الرطبة هي مجمل الخصائص الفيزيائية والكيميائية والحيوية التي تحدد سلامة النظام البيئي، ومنها:

  • دعم التنوع الحيوي: تشكل كلٌّ من المياه الضحلة مع المحتوى العالي من العناصر الغذائية وسطاً مثالياً لنمو الكائنات الحية التي تشكل القاعدة الغذائية لعدد كبير من أنواع الأسماك والبرمائيات والحشرات، ما يؤثر بدوره إيجاباً على أنواع الطيور والثدييات فيها.
  • صيانة الغلاف الجوي ومكافحة التغيّرات المناخية: من خلال تخزين الأراضي الرطبة الكربون داخل مجتمعاتها النباتية وتربتها، عوضاً عن إطلاقه في الغلاف الجوي على شكل غاز ثاني أوكسيد الكربون، حيث يمكنها تخزين الكربون أكثر بـ 50 مرة من الغابات المطيرة.
  • الوقاية من الفيضانات والمد العالي: تعمل الأراضي الرطبة  كالإسفنج، فهي تمتص مياه الأمطار والأنهار والجداول وذوبان الجليد عند المفيض، وتطلقها ببطء. بالإضافة إلى ذلك، يعوق الغطاء النباتي كالأشجار وحصائر الجذور سرعة مياه الفيضانات، وتوزعها ببطء في السهول الفيضية، ما يحمي من انجراف التربة وتآكلها.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تؤدي صناعة الأغذية إلى المزيد من انبعاثات الكربون؟

كيف نحمي الأراضي الرطبة؟

للأسف، مساحات الأراضي الرطبة حول العالم في تراجع وتدهور مستمر، وعلى الرغم من السياسات والاستراتيجيات البيئية التي تتبعها الحكومات للحفاظ على الأراضي الرطبة، فإنه لا بُدّ من بذل بعض الجهود على الصعيد الفردي. بعبارة أخرى، يمكنك حماية الأراضي الرطبة باتباع بعض الممارسات، بما في ذلك:

  • الحفاظ على شريط عازل من النباتات المحلية على طول الجداول والأراضي الرطبة، ما يساعد في تثبيت المجرى المائي، ومنع تآكله.
  • تقليل استخدام المبيدات والأسمدة: إذ تحتوي المبيدات والأسمدة على مواد تؤثر سلباً على الحياة البرية والمائية، لذا يجب تقليل استخدامها، واستبدالها بطرق وقاية ومكافحة أكثر استدامة.
  • تجنب النباتات غير الأصلية: يمكن للنباتات المدخلة أن تنافس النباتات المحلية، ما يسبب تراجع الغطاء النباتي للأراضي الرطبة، ويغيّر طريقة عمله.
  • المحافظة على نظافة المياه، بتجنب رمي أي من الملوثات التي قد تنجرف مع مياه الأمطار إلى الأراضي الرطبة أو المياه الجوفية.

اقرأ أيضاً: ما القواعد الثلاث لحماية البيئة؟

إذاً، قد تكون الغابات المطيرة رئة الكوكب -كما يتم وصفها- إلا أن الأراضي المطيرة بمائها وكائناتها هي شريان الحياة، لذا فإن الحفاظ عليها يعد ضرورياً للحفاظ على أرضنا.

المحتوى محمي