كيف تخفف من الآثار الصحية السلبية للعيش في المناطق الملوثة؟

كيف تخفف من الآثار الصحية السلبية للعيش في المناطق الملوثة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Zoran Photographer
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يؤدي المكان الذي تعيش فيه سواء المنزل أو الحي أو المبنى دوراً مهماً في تكوين حالتك الصحية، فالعوامل الوراثية وتاريخ العائلة مهم، ولكن المكان الذي تعيش فيه وتوفر الغذاء الصحي ونوع المجتمع الذي تحتك به يومياً، يؤثّر بشكلٍ أكبر أحياناً في صحتك. 

كما يمكن أن يؤثّر الوصول إلى خيارات الطعام الصحي وتوفر القدرة على المشي واللعب بأمان في الحي بشكلٍ كبير في الصحة العامة للفرد، وعلى متوسط ​​العمر المتوقع أيضاً، وتُدعى هذه العوامل “المحددات الاجتماعية للصحة”، حيث وجدت دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأميركية عام 2014، أن هناك فرقاً بنحو 20 عاماً في متوسط ​​الأعمار المتوقعة بين المقاطعات في الولايات المتحدة الأميركية يعود سببها للمحددات الاجتماعية للصحة.

اقرأ أيضاً: أفضل الطرق لتحسين جودة الهواء في المنزل وتنقيته من الملوثات

ما العوامل التي تحدد مدى صحة المنزل والحي الذي تعيش فيه؟

تؤثّر عدة عوامل موجودة في الحي السكني في صحة المواطنين الذين يعيشون فيه، ومن أبرز هذه العوامل ما يلي:

1. توفر متاجر البقالة قرب المنزل

يعاني بعض المنازل من عدم توفر متاجر بقالة قريبة منها، وهذا قد يسبب نقصاً في كمية الخضار والفاكهة الضرورية للحفاظ على الصحة البدنية لدى المقيمين في المنزل والمنطقة السكنية بكاملها. ومن جهةٍ أخرى، يؤدي الحصول على المزروعات غير الطازجة إلى تراكم الحشرات وزيادة النفايات العضوية، لذا من المهم توفير طريقة أو الاتفاق مع بائعين جوالين لتوفير الخضار والفواكه الطازجة لسكان الحي بشكلٍ دوري.

2. التلوث الجوي

قد يسبب وجود المنزل في منطقة تعد عقدة طرق مرورية أو بالقرب من مصانع إلى زيادة احتمال دخول التلوث الجوي الناجم عن عوادم السيارات والمصانع إلى المنزل، لذا من المهم إغلاق النوافذ المطلة على جهة الشارع المليئة بالسيارات وفتح النوافذ في الجهة الأخرى من المنزل إن وُجدت، ويمكنك تركيب فلتر هواء في المنزل للتقليل من الآثار الصحية الناجمة عن التلوث الجوي.

3. وجود الحيوانات الأليفة والشاردة

يسبب وجود الحيوانات الشاردة في الحي تلوثاً كبيراً من حيث الفضلات والأمراض التي تنقلها، وكذلك قد تسبب الحيوانات الأليفة التي لا تتم العناية بها وتطعيمها كما يجب زيادة احتمال الإصابة بالأمراض، فمن الضروري التبليغ عن وجود الحيوانات الشاردة بالحي والعناية بنظافة الحيوانات الأليفة المنزلية.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى الموعد المناسب لاستبدال هذه الأدوات والأغراض المنزلية

4. الإدارة المناسبة للقمامة 

تعد القمامة المنزلية مصدراً أساسياً لتلوث المنزل، إذ يمكنها أن تجذب الحشرات والقوارض والروائح الكريهة، لذا من المهم التخلص من النفايات دورياً وإغلاق كيس القمامة بإحكام ووضعه في مكانٍ بعيد عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة، وبالنسبة للقمامة في الحي يجب أن تكون مغطاة جيداً وغير مكشوفة، ويتم تصريفها من قِبل شاحنات النظافة يومياً أو 3 مرات في الأسبوع. 

5. توفر تمديدات صرف صحي مناسبة

من الممكن أن تسبب تمديدات الصرف الصحي المعطلّة أو التي تُسرِّب المياه حدوث العديد من المشكلات مثل الرطوبة والروائح الكريهة، ناهيك عن إمكانية نشر البكتيريا والفيروسات الممرضة، فصيانة تمديدات الصرف الصحي تعد من حالات الطوارئ المنزلية، ويمتدُ الأمر إلى الصرف الصحي الموجود في الشارع العام، إذ يمكن أن يؤثّر المصرف العام الذي يتسرب في كامل الحي في صحة سكانه كافة، وفي تلك الحالة يجب استدعاء الجهات المختصة لإصلاح المشكلة حالاً، ومن المهم القيام بصيانة دورية للتمديدات الصحية.

اقرأ أيضاً: 5 خطوات بسيطة للتخلص من العفن في المنزل ومنع ظهوره مجدداً

6. وجود رطوبة في المنزل

تخلق الرطوبة العالية ظروفاً مواتية لنمو العفن وزيادة معدل الإصابة بالأمراض مثل الربو والحساسية وغيرها، وتعد أبرز علامات وجود رطوبة في المنزل ما يلي:

  • تكثف بخار الماء على النوافذ.
  • ظهور بقع العفن في الحمام والمطبخ.
  • صدور الروائح الكريهة.
  • ردود الفعل التحسسية المتكررة كزيادة السعال والعطاس وغيرها من الأعراض.

ويمكن علاج مشكلات الرطوبة من خلال اتباع النصائح التالية:

  • استخدام الأجهزة المزيلة للرطوبة.
  • تحسين تهوية المنزل عن طريق فتح النوافذ واستخدام المراوح العادمة.
  • استخدام مكيفات الهواء.
  • عزل جدران وأسقف المنزل.
  • سد الشقوق والفجوات الموجودة في المنزل، والتي تسبب تسرب الرطوبة.
  • تجنب تجفيف الملابس داخل المنزل.

اقرأ أيضاً: نصائح بسيطة للتخلص من الرطوبة الزائدة في المنزل

7. المنزل صديق للبيئة 

فالاستدامة البيئية تحقق توفير المتطلبات الأساسية للطاقة والغذاء بشكلٍ نظيف، ومن أبرز الأمور التي يمكنك القيام بها في منزلك إعادة تدوير النفايات وفرزها. بالإضافة لذلك، يمكنك استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل منظومات الطاقة الشمسية التي تقلل من بصمتك الكربونية وتخفف من التلوث الموجود في منزلك، ومن المفيد أيضاً توسيع الالتزام البيئي على مستوى الحي، إذ إن هذا التحول الأخضر سينعكس إيجاباً على منزلك وعلى سكان الحي كافة وعلى صعيد النواحي الصحية والإنتاجية والنفسية.