يمكن أن يترك مظهر الشعر انطباعاً أولياً مهماً لدى الآخرين. يعكس الشعر المصفف والمنسدل ثقة الشخص بنفسه، بينما يمكن أن يترك الشعر المتشابك وغير المرتب انطباعاً بأنك شخص فوضوي وكسول. بالطبع، حتى عندما لا تكون لديكِ تسريحة مثالية كل صباح وكأنكِ خرجتِ للتو من صالون التجميل، فإن غسل شعركِ يمكن أن يمنحك مظهراً نظيفاً ومرتباً. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يحافظ غسل الشعر بانتظام على صحة فروة الرأس والشعر على حد سواء.
يقول مصفف الشعر الذي يكتب حول مشكلات تساقط الشعر في منصة لوسليس هير (Lossless Hair)، معاذ زلمادي (Mouad Zalmadi): "يُنصح بغسل الشعر واستخدام البلسم مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً". على الرغم من ذلك، يوجد بعض الحالات التي ربما تتطلب تأخير غسل الشعر أو غسله بصورة متكررة. طلبنا من خبراء الشعر تقديم إرشادات حول الإجراءات التي يجب اتخاذها للحفاظ على صحة الشعر ومظهره الحيوي.
اقرأ أيضاً: ما هو اختبار ترسيب الشعرة؟ وكيف يساعدك على تحديد روتين العناية الأمثل لشعرك؟
ماذا يحدث إذا بالغت في غسل الشعر؟
يمكن أن يؤدي الغسل المتكرر، لا سيما باستخدام الماء الساخن، إلى إتلاف الشعر وجفافه. تقول الخبيرة في مجال الشعر وفروة الرأس ومؤسِّسة منتجات العناية بالشعر الخالية من الهرمونات، والتي تسمى "بوشن استوديو" (Potion Studio)، عزيزة الواني (Aziza El Wanni): "يمكن أن يؤدي غسل الشعر بصورة متكررة جداً إلى إزالة طبقة الزهم الدهنية الواقية التي تعمل على حماية فروة الرأس".
يفرز الشعر بصورة طبيعية مادة زيتية تسمى "الزهم" (sebum)، تحافظ على ترطيب الجلد وتوفر حاجزاً للحماية ضد البكتيريا والجراثيم الأخرى التي ربما تحاول اختراق الجلد. يؤدي الإفراط في غسل الشعر إلى إزالة هذه المادة الطبيعية، وينتج عن ذلك تهيج فروة الرأس وزيادة احتمالية تراكم القشرة. علاوة على ذلك، يؤدي الجفاف إلى تحفيز الغدد الدهنية على زيادة إفراز الزيوت، ما يسهم بدوره في الشعور بضرورة غسل الشعر بصورة متكررة وبوتيرة أكبر للتخلص من هذه الدهون.
مع مرور الوقت، يصبح الشعر ضعيفاً. توضح الواني أن التهيج الزائد في فروة الرأس يمكن أن يضر بصحة بصيلات الشعر والخلايا الموجودة في جذع الشعر. يؤدي هذا إلى إضعاف جذع كل شعرة ويزيد من احتمالية تكسرها وتلفها.
اقرأ أيضاً: في مواجهة حرارة الصيف: إليك أفضل الطرق للعناية بالشعر
ماذا يحدث في حال عدم غسل الشعر بما فيه الكفاية؟
يؤدي عدم غسل الشعر بصورة كافية إلى تراكم الزهم وخلايا الجلد الميتة والعرق في فروة الرأس، ما يتسبب في زيادة الدهون في الشعر. على الرغم من أن مادة الزهم تحمي الشعر، فإن وجود كمية زائدة منها يمكن أن يؤدي إلى ظهور القشرة والحكة وزيادة احتمال تساقط الشعر. تقول الواني: "يواجه الأشخاص، الذين يعانون تراكم الدهون الزائدة في الشعر، خطراً أكبر لانسداد المسامات أو الإصابة بالتهابات في فروة الرأس". يمكن أن تتراكم البكتيريا على فروة الرأس، ما يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة تشبه رائحة العفن، وبالتالي، ينتج عن ذلك سوء النظافة الشخصية عموماً.
يمكن أن يؤدي الامتناع عن غسل فروة الرأس لفترة طويلة إلى تقييد نمو الشعر. يمكن أن تشعر بصيلات الشعر أيضاً بالاختناق بسبب تراكم الأوساخ والبقايا على فروة الرأس، ما يؤخر الدورة المنتظمة لنمو الشعر وتساقطه.
ما العوامل التي تجب مراعاتها عند وضع جدول زمني لغسل الشعر؟
يُنصح عموماً بغسل الشعر كل يومين إلى 3 أيام، لكن لا تنطبق هذه القاعدة على الأشخاص جميعهم؛ إذ تختلف وتيرة غسل الشعر واستخدام البلسم وفقاً لعدة عوامل، مثل نوع الشعر ونمط الحياة والمناخ. بالإضافة إلى ذلك، إذا أصبح الشعر تالفاً أو جافاً جداً، فمن الممكن أن يتطلب جلسة ترطيب مكثف أو استخدام منتجات ترميمية أخرى لإعادة ترطيبه.
تختلف طريقة العناية بالشعر تبعاً لنوعه؛ إذ ربما يحتاج أصحاب الشعر المجعد أو الدهني إلى مزيد من عمليات غسل الشعر أو استخدام منتجات الترطيب. توصي الواني بغسل الشعر كل يومين أو 3 أيام لإزالة الدهون الزائدة ومنح الشعر الحيوية. في الوقت نفسه، يستفيد أصحاب الشعر الجاف من غسل الشعر مرة أو مرتين فقط أسبوعياً لمنح فروة الرأس بعض الوقت للراحة والتعافي.
يؤدي نمط الشعر دوراً مهماً أيضاً. يتطلب الشعر الأقصر عادة عناية أقل، لكن تتطلب الخصل الأطول مزيداً من العناية. يقول زلمادي: "يجب على أصحاب الشعر المصبوغ تقليل وتيرة غسل الشعر للحفاظ على لونه؛ إذ إن غسل الشعر بصورة متكررة يمكن أن يؤدي إلى إزالة الصبغة وتلاشيها على نحو أسرع". ينصح زلمادي باستخدام شامبو لطيف وخالٍ من الكبريتات، والغسل بالماء البارد لإغلاق طبقة القشرة الخارجية للشعر وتثبيت اللون.
اقرأ أيضاً: كيفية التخلص من الشعر الأبيض: حتى لا تبدو متقدماً في العمر
بالنسبة لأي شخص يمارس الرياضة بانتظام أو يتعرق بشدة، فإن غسل الشعر أكثر من مرتين إلى 3 مرات أسبوعياً يمكن أن يساعد في التخلص من تراكم العرق وتجنب رائحة الشعر الكريهة. من ناحية أخرى، ربما لا يحتاج الأشخاص الذين يتمتعون بأسلوب حياة مستقر وغير نشط إلى غسل الشعر بصورة متكررة؛ لأن شعرهم سيبقى نظيفاً فترة أطول مقارنة بأولئك الذين يمارسون النشاط البدني بانتظام.
ربما يحتاج الأشخاص الذين يستخدمون العديد من منتجات العناية بالشعر، مثل المواد الهلامية البروتينية (جل الشعر) والبخاخات وزيوت المصل، إلى زيادة يوم إضافي في الأسبوع لغسل الشعر واستخدام البلسم. يمتص الشعر هذه المنتجات، وإذا تُركت دون غسل لعدة أيام، فمن الممكن أن تتراكم وتعطي مظهراً متسخاً للشعر.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الناس مراعاة الظروف المناخية عند اتباع نظام العناية بالشعر. يقول زلمادي: "إن الأماكن ذات الرطوبة العالية يمكن أن تجعل الشعر مجعداً أو دهنياً، ما يستدعي غسله بوتيرة متكررة على نحو أكبر". من ناحية أخرى، يمكن للظروف المناخية الجافة أن تؤدي إلى جفاف الشعر، ما يتطلب غسله بوتيرة أقل.
إجمالاً، لا توجد طريقة واحدة لغسل الشعر تناسب الأشخاص جميعهم. ربما يتطلب العثور على الطريقة المثالية للعناية بالشعر بعض التجارب التي لا تخلو من الأخطاء، لذلك، تجب محاولة تجربة إجراءات مختلفة لإيجاد ما يناسب احتياجات كل فرد.